حلم «صباح» يتحول لحقيقة.. مقتل والدتها على يد شقيقها

الفنانة صباح برفقة شقيقها- أرشيفية
الفنانة صباح برفقة شقيقها- أرشيفية

وقعت في حياة الشحرورة «صباح» أعنف مأساة، يمكن أن تقع في حياة نجمة ساطعة تسلط عليها الأضواء في كل مكان وتترقب الصحافة أي خبر عنها لتذيعه في أنحاء العالم، مأساة مروعة زلزلت حياتها وكيانها، وملأت حياتها السعيدة الهانئة بالألم والدموع وأي مأساة أعنف من أن تختارها الأقدار لتكون أختا لأوديب الذي قتل أمه، ليس في أسطورة سوفوكليس، وإنما في الحياة.

 

حلمت صباح بمقتل والدتها على يد شقيقها إلى حقيقة بشعة، فيوم انتشار الواقعة كانت الشحروة تمثل في أحد أفلامها بستديو الأهرام في سبتمبر 1947 وكان نبأ مصرع أمها يملأ أنهار الصحف التي أبرزته في صدر صفحاتها الأولى:

 

شقيق صباح يقتل أمه وعشيقها بالرصاص

هروب انطوان فغالي قاتل أمه وعشيقها

البوليس يبحث عن شقيق صباح القاتل الهارب

كيف قتلت والدة صباح وعشيقها بيد ولدها؟

 

نشرت الصحف خبر قيام الشاب ذي الـ 17 عامًا أنطوان فغالي، بقتل والدته منيرة سمعان، بعدما علم بعلاقتها بعشيق لها، متوجهًا إليهما في بلدة «برمانا» وقام بقتل الاثنين معًا، بطلقات من بندقية صيد، ثم غادر فرارًا بعد أيام إلى سوريا، ولكن ابن عم صباح أخفى الخبر عنها لمدة شهرين كاملين حتى تعود إلى مسقط رأسها في لبنان، وعندما اتصل شقيقها بها بعد عودتها، ساعدته في السفر إلى البرازيل وغيرت اسمه فعاش باسم ألبرت فغالي.

 

اقرأ أيضًا| طيار أعمى يقود طائرته من كوريا الشمالية للجارة الجنوبية

 

وتروي النجمة صباح في كتاب «أنغام من الشرق» للكاتب محمد  السيد شوشة الحادثة: أن هذا السر ظل مجهولا عني إلى يوم عودتي إلى بلدي الباخرة، ولكنه كان يتمثل لي في يقظتي ومنامي، فكنت أقوم من نومي فزعة، ويسألني نجيب في كل مرة: مالك يا جنيت؟، فأقول له : شفت حلم فظيع، شفت أمي ميتة وهي غرقانة في الدم، وأخويا أنطوان بيغسل ايديه في دم أمي، فكان يسمع هذا مني ويطيب خاطري ببضع كلمات ويقول: أنها أحلام ! إلى أن اقتربت الباخرة من بيروت فصارحني بالحقيقة شيئًا فشيئًا، فصرخت قائلة: هل ماتت أمي؟ فقال : إن كل ما رأيته في أحلامك كان صحيحًا ثم روى لي الحادث الذي أخفاه عني شهرين كاملين.

 

وتضيف صباح: «بابا كان السبب، كان يتركها في بيروت ويرافقني في مصر طوال العام وكلما طلبت منه السماح لها بالحضور يرفض بشدة، ومن هنا وجدت أنه كان يهملها، كما كان وجودها بعيدا عنه جعلها تخطىء، ويظهر أنها في خلال هذا الوقت كانت قد أحبت، وأخذ الناس يلمحون ببعض الكلمات الجارحة عن هذا الحب أمام أخي الصغير، الذي لم يكن يتجاوز من العمر سبعة عشر عاما، فكانت وشاياتهم سببا في الانتقام من أمه وحبيبته ومن الشخص الذي قرن الواشون اسمها باسمه، فجاء بمسدس وأفرغ رصاصة في صدريهما، ولم تكن أمي في موقف مريب مع ذلك الشخص الذي ختم أخي حياته مع حياتها برصاص مسدسه، بل كان وقتذاك في بيت عامر بالناس في مصيف برمانا».
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا