وقفة

ما بعد الانتخابات

أسامة شلش
أسامة شلش

أذهلنى المشهد وأنا أقف عند تمثال الخديو إسماعيل الواقف فى أحد الميادين المهمة بالاسماعيلية أول أمس، قاعدة التمثال التى تحتوى بيانات خديو مصر وتاريخه اختفت مع الأسف تحت ملصقات مرشحى البرلمان الذين اتخذوها مكانا للدعاية لهم وكأنهم يعتقدون أن الخديو سيمنحهم صك النجاح.. صورة قبيحة جدا لا يمكن وصفها خاصة لو علمنا أن عملية اللصق تتم بمواد شديدة الثبات سواء بالغراء الأبيض أو السيلكون أو الصمغ وكلها تحتاج إلى معجزات لازالتها.. تم هذا مع الأسف دون أن تتدخل الإدارة المحلية على مدى الفترات التى سبقت الانتخابات سواء فى الجولة الأولى وجولة الاعادة التى تجرى خلال أيام لرفع ذلك التشويه السافر لتمثال الخديو الذى نتفق أو نختلف حول زمانه وحكمه ولكنه جزء مهم من تاريخ مصر ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.. ما حدث لتمثال الخديو هو صورة مع الأسف مكررة فى كل شوارع وميادين مصر فى كل محافظاتها فلم يترك المرشحون حائطا إلا ووضعوا فوقه لوحات وأوراق ترشيحهم التى أحكموا لصقها فى صورة لا يطلق عليها إلا انها تشويه متعمد للذوق العام واعتداء عليه بلا رحمة.. من سيدفع فاتورة رفع ذلك التشويه عقب انتهاء الانتخابات؟ والله تخيلوا هناك اثار لتشويه من هذا النوع مازالت اثاره على الحوائط منذ الانتخابات التى تمت منذ خمس سنوات مضت صعب بل واستحال على عمال النظافة محوها وازالتها فتركت اثارها للذكرى.. الملصقات صورة سيئة والأسوأ منها تلك المنصات الخشبية التى غطت كل الميادين والشوارع والحوارى والازقة ونعتقد ان أصحاب الفراشة فى كل المناطق تسابقوا قبل حتى بداية السباق الانتخابى بتأجير أماكنها من المحليات فى المحافظات التى نجدها قبل بداية الدعاية عواميد خالية من أى مواد دعاية ومنذ بدأت مؤتمرات الدعاية سارع كل مرشح بشراء منصة أو اثنتين أو عشر وكله بتمنه وللأسف ما شاهدته فى كل الشوارع كان تشويها لم تراع تلك المحليات ما احدثه العمال الذين قاموا بزرع تلك الأعمدة فى الأرصفة نزعوا مع الأسف البلاطات فى المناطق المبلطة وحفروا لوضعها فى مناطق اخرى مرصوفة بالأسلفت وذلك الاعتداء الصارخ على الأرصفة والشوارع سنعانى منه بعد رفع الأعمدة حيث يتركها أصحاب دكاكين الفراشة لتظهر «النقر» والبلاط المنزوع ليكون فرصة لتملؤهم المياه فى ظل الأمطار التى تهطل بين الفترة والاخرى، أنا لا أعرف أن المحليات تحصل على اجر لوضع تلك الأعمدة من عدمه وإذا كانت تحصل على اجر فهل وضعت فى حسابها كم الدمار الذى يحدثه وضع تلك الأعمدة وحجم ما نتكبده من مصاريف لاعادتها إلى حالتها الطبيعية أم ستتركها للزمن يصلح ما أفسدته العملية الانتخابية من آثار سلبية.. الصورة كانت صارخة فى الجيزة وشوارع القاهرة كلها ولكم أن تتخيلوا حجم المخلفات التى تم رفعها فى الجيزة بعد انتهاء العملية الانتخابية فى المرحلة الأولى وكم اتمنى لو اسعدنا السيد المحافظ بتوضيح ماذا تم فى اصلاح ما تم تخريبه فى الشوارع والأرصفة.
اننى ادعو كل محافظ فى محافظته بالزام من ترشحوا بإزالة اللافتات التى وضعوها على الحوائط على نفقتهم الخاصة وهو أمر سهل لان الأسماء واضحة وأماكنهم ومساكنهم يمكن الوصول إليها وهو أمر كان يجب أن ينتبه إليه قبل بداية العملية الانتخابية. ولكننا لم نفعل ويتكرر اهمالنا، ما تتكبده المحليات فى رفع الاثار السيئة شيء قطعا يثقل ميزانية أى محافظة وأعتقد أن دفعها على نفقة من قاموا بها هو أبسط شىء.