اشتروا منى

ما وراء أحمد أمين

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

هناء عبدالفتاح

مجرد إعلان منصة نتفليكس العالمية اختيارها مسلسل مصرى يدعى " ما وراء الطبيعة " للعرض على شاشتها، فهو فى حد ذاته أكبر حملة دعاية يمكن أن تسوق لعمل درامى على الإطلاق، أنت ستبحث عن المسلسل وتتابعه مجروراً من عقلك، لأن المنصة العالمية تتبع معايير اختيار عالمية ومؤكد لن تعرض عملا مهترئا بتيمة مهلهلة ومكررة حد السخافة، كأن يموت مثلاً والد البطل ويدخل هو السجن ثم يخرج لينتقم، أو يموت البطل وتوأمه ينتقم، أو يموت البطل وأى حد شبهه ينتقم!! مع نتفليكس أنت على موعد مع الفكر والإبهار ووجبة فنية دسمة زى الكتاب ما قال، وقد كان، للوهلة الاولى رأيت الفنان أحمد أمين متجرداً تجردا كاملا من أى ظهورسابق له، من الوهلة الأولى أقنعنى أن الممثل الكوميدى " الشاطر " هو فى الواقع موهبة بحجم جبل المقطم ويمتلك أدوات فنية تؤهله لتقديم أصعب وأعقد الأدوار على الإطلاق، أحمد أمين فى المسلسل لم يغير طبيعة ظهوره ككوميديان فحسب، وإنما غير ملامحه بالكامل، وتون صوته بالكامل، ولغة جسده بالكامل، وخلط التراجيديا التى تبكى حتى النحيب بالإبتسامة التى تخفف التوتر وتفكك الجو المشحون بالقلق، وهو خليط لا يقدر عليه إلا محترفون موهوبون حتى النخاع، لا أبالغ لو قلت أن أحمد أمين وصل بالانسحاق فى شخصية الدكتور رفعت اسماعيل إلى درجة يجب أن تدرس فى المعهد العالى للفنون المسرحية تحت بند " فن يناطح السحاب"
 والحقيقة ما كان لموهبة بهذا الحجم أن تظهر كاملة بهذا الشكل إلا إذا كان وراءها عراب كبير صاحب فكر ورؤية عمرها أطول من عمره اسمه الدكتور أحمد خالد توفيق عليه رحمة الله، ومنتج لا يقترن إسمه إلا بالأعمال المفتخرة وهو المنتج محمد حفظى، ومخرج اعتبر مشروعا ما وراء الطبيعة حلم عمره فبذل فى صياغته مجهودا فوق العظيم اسمه عمرو سلامة، العمل بالكامل يستحق الاحترام والتقدير، وملهم لأهل المهنة، أتمنى أن يغار المؤلفون من جمال الأفكار التى سكنت رأس الدكتور أحمد خالد توفيق وترجمها على الورق ليخرج لنا بما وراء الطبيعة، وأن يغار المنتجون من وعى ورقى المنتج محمد حفظى فيكفوا عن إنتاج المهاترات وفن النص لبة، وأن يغار المخرجون من حرفية الصورة التى قدمها المخرج عمرو سلامة فيطوروا من تكنيك عملهم، أتمنى أن ندخل المنافسة العربية والعالمية بأعمال على نفس مستوى ما وراء الطبيعة ونستطيع جدا لو نريد.. فقط لو نريد