نقطة فى بحر

... لعن الله من أيقظها

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

فى ٢٧ أكتوبر الماضى تسلم الشيخ محمود سعد إمامة مسجد الإيمان بقرية «ديبوعوام» مركز المنصورة، المسجد الذى لم يكن به إمام من قبل وله خطيب جمعة فقط، أداره فى باقى صلوات الجماعة نفر من اهالى القرية فرضوا على المصلين ما اقتنعوا به من فقه اختلف فيه العلماء وكان اختلافهم رحمة كما يشير القول المأثور.
من أوجه الاختلاف الجهر بالبسملة فى الصلاة الجهرية أو عدم الجهر بها وترك دعاء القنوت فى صلاة الفجر أم أداؤه.
نفر من المصلين اعتادوا على الجهر بالبسملة واعتادوا ترك دعاء القنوت وهؤلاء بالقطع تفقهوا فى دينهم على ايدى اناس ليسوا من دارسى الازهر وهم من غاص فى بحور كتب تراثية بعيدة عن الاسلام الوسطى السمح وأصبح فقههم وتفسيراتهم تعلو ولا يعلى عليها.
بين شد وجذب فى الصلوات الجهرية بينهم وبين الإمام الذى انضم اليه فريق من البسطاء يرون فى زيه الأزهرى قدوة ومثلا استمر الجدال اسبوعين حتى مغرب الاربعاء الماضى عندما أصر قائد الفريق الآخر على موقفه ورفض الصلاة خلف الإمام قائلا له «إنك فتنة» وانتحى جانبا هو وأبناؤه ونفر من أقاربه ليصلوا الفريضة وحدهم، وكان طبيعيا ان ينتظر الإمام وفريقه  فى جانب آخر من المسجد الذى تظهر فخامته من خلال الفيديو الذى بثه موقع «الوطن»، فلا تصح جماعتان فى مسجد واحد ونفس التوقيت.
ولأن إمام المسجد لاحول له ولا قوة إزاء تعنت الرجل الذى أصر على ان يؤم الذين الذىن أطاعوه من أبنائه وأقاربه لجأ الى ميكروفون المسجد يستصرخ مستنجدا بعمدة القرية الذى أظن أنه اعتقد أن هجوما إرهابيا وقع على المصلين دعا الإمام الى الاستنجاد به.
لم يذكر الخبر ما الحل الذى انتهى اليه العمدة وهل توصل مع المتضادين الى حل يرضى الله ورسوله ويوئد الفتنة التى تجاوزت مهدها ام ان المعترض على الجهر بالبسملة ودعاء القنوت مازال على رأيه لايحيد عنه.
هذه الواقعة وأمثالها كثير تقودنا الى ان الكثيرين منا مازالوا يبتعدون عن سماحة الاسلام ووسطيته، وأن كل من يبحث عن مصدر محدد للمعرفة والتفقه فى الدين لا يلقى بالا الى أصحاب المعارف الأخرى الذين تزخر بهم كتب الفقه والتفسير.
أبسط مباديء الدين ان تلين فى يد أخيك وأن تبسمك فى وجهه صدقة وانك اذا اتيت بفعل ما أو نقيضه فى صلاتك فهذا لا يبطلها حتى لو كان مكروها.
فتنة أشعلها واحد من سكان القرية ولم يحاور نفسه عندما وصف الإمام بانه فتنة، ولو كان سألها هل ما فعلته فتنة لأجابت دون تردد نعم، كانت نائمة وحضرتك أيقظتها من سباتها العميق.
ورحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى واذا اقتضي، وما حدث كان قضية لها طرفان كان على المأموم ان يكون سمحا ويقتدى بإمامه الذي لا يقل عنه علما وفقها إن لم يفقه.