كشف حساب

رئيس قوى.. ودولة قوية

عاطف زيدان
عاطف زيدان

للمرة الثانية، يؤكد الرئيس السيسى، قوة مصر على المستوى الإقليمى والدولى، وقوة ما يصدر عنها وتأثيره على مجريات الأحداث.
فى المرة الأولى أعلن السيسى، بكلمات قوية وسط قواته الباسلة فى المنطقة الغربية، « سرت الجفرة خط أحمر » فأحدثت تلك الكلمات زلزالا فى تركيا.
وايقن ديكتاتور تركيا المتغطرس، معنى كلام السيسى. فطوى خطط اطماعه فى ثروات ليبيا. وصدرت تصريحات على ألسنة المسئولين الأتراك، تتغزل فى مصر وشعبها وجيشها.
وهدأ الموقف المشتعل على الخط الاحمر، الذى حدده قائد مصر. وانطلقت المفاوضات الليبية الليبية، بين مجلس النواب الليبى، والمجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، وها هم يتوصلون فى تونس لاتفاق حول إجراء انتخابات، لاختيار قيادة موحدة للبلاد، بعد اتفاق سابق فى المغرب ومصر، على طرد المرتزقة الأجانب، ومنهم الأتراك طبعا. لتصبح ليبيا على شفا الإفلات من الهوة السحيقة، التى كان يدفعها إليها ديكتاتور تركيا.
ولم يكن ممكنا، لشمس السلام ان تشرق فى ليبيا، لولا تحذير السيسى المزلزل.
وها هو ذا السيسى، يصدر تصريحا مزلزلا ثانيا، من اليونان، لوضع حد للتوتر المفتعل من اردوغان، فى شرق المتوسط.
قال الرئيس، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني، إنه تم التوافق على ضرورة التصدى للانتهاكات فى شرق المتوسط كما تم الاتفاق على التصدى لأى تهديد للأمن الإقليمي.
كلمات واضحة، لا لبس فيها، أحدثت زلزالا مماثلا فى تركيا. أعقبه تغييرا نوعيا فى الخطاب الرئاسى التركى، يمكن وصفه بـ« رفع الراية البيضاء ».
فقد تغيرت لغة ديكتاتور تركيا، من الغطرسة واستعراض القوة، إلى الحديث عن المصالحة والدبلوماسية والتعاون. والسبب تصريح الرئيس السيسى من اليونان.
دعا أردوغان، بكلمات تخلو من التشنج، إلى فتح قنوات الدبلوماسية والمصالحة فى المنطقة، مؤكدا، رغبة بلاده فى التحرك مع كافة دول المنطقة التى نعتبرها صديقة ونعتبر شعوبها شقيقة، على حد قوله.
ما اعظمك يا مصر. لقد أصبحت كلمات الرئيس، التى تعكس قوتك ووحدة شعبك وبسالة جيشك، أصبحت بوصلة تحدد مجريات الأحداث.