الدورات تقام دون مشاركة أعمال قوية أو جمهور وبميزانيات ضعيفة جداً

كثير من الفعاليات قليل من الإبداع.. المهرجانات الفنية ظاهرة صحية أم «سبوبة»؟ 

 مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

شهدت الأسابيع الماضية مع بدء تخفيف الإجراءات الاحترازية إقامة عدد من المهرجانات الفنية، والتي يظهر في العلن أنها تتحدى كورونا وتسعي لإعادة الحياة الفنية لما كانت عليه في السابق، ولكن الحقيقة أنها لا تتعدى كونها مجرد «سبوبة»

اقرأ أيضا|بـ«تحدي المخدات».. حمل «هيلى» كاذب

يخرج من وراءها البعض بعمولات ومبالغ مالية كبيرة، وهو ما يفسر إصرار الكثير من المسؤولين عن المهرجانات التي أقيمت وغيرها التي تقام الفترة المقبلة علي إقامتها بأي طريقة، وتحت أي ظرف مهما كان، وتحظى جميعها بدعم مالي كبير من وزارة الثقافة، وهو ما يجعلنا نتساءل

هل زيادة عدد المهرجانات الفنية يعد ظاهرة صحية وإيجابية، أم أنها مصدر رزق للعاملين بها؟. 
وأقيمت الدورة 27 من دورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في الفترة من 5 حتي 11 سبتمبر الماضي، تحت رعاية إيناس عبدالدايم وزير الثقافة، وكان أول مهرجان يعود منذ توقف الحياة الفنية بسبب كورونا ، وحرص عدد من النجرم على المشاركة في فعاليات هذه الدورة، ورغم الأخذ بالإجراءات الاحترازية، إلا أن الدورة شهدت خروقات كثيرة على مستوي التنظيم والتباعد الاجتماعي، والذي لم يطبق بشكل حاسم وقوي، وكثيرا ما كان يصافح النجوم بعضهم البعض ويلتقطون الصور التذكارية مع جمهورهم. 


ورغم التردد في إقامة هذه الدورة في موعدها، إلا أن الأمور في النهاية حسمت لصالح إقامتها وتحدي كورونا بها. 


أيضا أقيمت الدورة الرابعة من مهرجان الجونة في الفترة من 23 إلى 31 أكتوبر، وشهد المهرجان هذا العام، عرض 65 فيلما من 42 دولة، ولكن اللافت أن كل المتابعين للمهرجان لم يتحدثوا عن الأفلام ولم تشغلهم جنسياتها، بل كل الحديث عن فساتين النجمات والإطلالات المثيرة لهن، وكأن سباق مؤسسي المهرجان كان على خطف الأنظار والاستحواذ على السمعة الدولية من مهرجان القاهرة السينمائي، خاصة مع الميزانيات غير المحدودة لاستقدام الضيوف والاتفاق مع نجوم عالميين لحضور حفلي الافتتاح والختام، ولكن بدون أي هدف فني، والدليل على ذلك أن حضور المهرجان لم يتحدثوا عن أي فيلم، وكانت الريد كاربت هي البطل، وتسببت مع الحفلات المسائية في إصابة عدد كبير من النجوم بالكورونا.


أما مهرجان الموسيقى العربية فقد أقيم في الفترة من 1 إلى 10 نوفمبر، علي مسارح دار الأوبرا المختلفة، ورغم غياب كبار النجوم عنه، إلا أنه نجم في تحقيق المطلوب منه، ولكن كان الأمر بالنسبة للكثيرين مغامرة غير محسوبة، حتى مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية، بعدما شهدت الأيام التي سبقت إقامته عدد كبير من الإصابات. 


وأقيم أيضا مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في الفترة من 7 حتي 12 نوفمبر الجاري، واختتم فعالياته أمس، وتعرضت الدورة الـ36، لتجاهل كبير هذا العام من قبل النجوم الأجانب، واقتصر الحضور به علي النجوم المصريين، ممن لم يعُد عليهم أي تسليط إعلامي، والذين لم يظهروا في مهرجانات فنية خلال الفترة الماضية، واقتصر حضور المهرجان علي عدد قليل جداً من الضيوف العرب، ويأتي هذا التراجع الكبير في مستوى المهرجان لتوقف الدعم المادي الذي كانت تحصل عليه إدارة المهرجان، بعد تراجع الرعاة، وتقليل الدعم من وزارة الثقافة وباقي الجهات المانحة، وهو ما فشل المهرجان في تعويضه، ويتضح ذلك من المستوى الفقير جدا في التنظيم والندوات وحفل الختام، وتعد دورة هذا العام هي الأسوأ في تاريخ المهرجان بسبب الظروف الجوية وتقلبات الطقس والذي تسبب في إلغاء حفل افتتاحه، في سابقة لم تحدث من قبل، بجانب انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في خلو قاعات عرض الأفلام من الجماهير. 


أيضا يقام خلال أيام مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي في دورته الخامسة التي ستنطلق 16 نوفمبر الجاري، وتم الإعلان عن تفاصيل المهرجان الذي تتولى الرئاسة  الشرفية له الفنانة القديرة سميحة أيوب، ورئيس المهرجان مازن الغرباوي، وأعلن القائمين عليه أن دورة هذا العام استثنائية، ورغم انتشار فيروس كورونا، إلا أن المسؤولين أصروا علي إقامته في موعده، رغم أن المهرجان يقام في مدينة ساحلية ولا يعود بأي مردود علي الجمهور، وكثير من العروض تكون مسارحها بدون جمهور.


ورغم ظروف كورونا وتزايد حالات الإصابة إلا أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يواصل الإعلان عن تفاصيل الدورة  42، التي تقام في الفترة من 2 إلى 10 ديسمبر المقبل، والذي تضم قائمته الجديدة 16 فيلماً في عروضها العالمية والدولية، ويواجه المهرجان في السنوات الأخيرة مقارنات كثيرة بسبب تركيز الجمهور على مهرجان الجونة، واستضافته لنجوم عالميين، وتسليط الأضواء بشكل دائم علي مهرجان النجوم، في حين يعمل مهرجان القاهرة بدعم من وزارة الثفافة، وعدد آخر من الرعاة، ويواجه المهرجان هذا العام أزمة جديدة خاصة بعد حالة الإغلاق التي تفرضها معظم الدول الأوروبية، للحد من انتشار فيروس كورونا، وهو ما يعني أنه مع حلول ديسمبر المقبل لن يستطيع أي نجم عالمي الحضور للقاهرة، مع تزايد حالات الإصابات بشكل متسارع في دول أوروبا وغيرها. 


وفي يناير المقبل يقام مهرجان شرم الشيخ للسينما الأوروبية والذي يقام كل عام بمشاركة ضعيفة جدا، لا ترتقي لاسم المهرجان، ورغم الأزمات التي يتعرض لها المهرجان كل عام إلا أن القائمين عليه يرفضون فكرة تأجيله أو إلغاء دورته الحالية. 


ويعقد مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة بدعم من وزارتى الثقافة والسياحة، وبرعاية نقابة السينمائيين والمجلس القومى للمرأة، وذلك في مطلع فيراير المقبل، وأكد مسؤوليه أنه لا نية لتأجيل المهرجان أو إلغاء الدورة، وانتهوا منذ أيام من تلقي الأفلام المشاركة في الدورة. 


وأيضاً في مارس المقبل يقام مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، والذي تم إلغاء دورته الماضية التي أقيمت مطلع هذا العام، بسبب تزامنها مع بدء قرارات الإغلاق بسبب كورونا وتوقف جميع الأنشطة الفنية.