محمود عراقي
إنها حقا عائلة كروية فالأب يحيى إمام حارس مرمى نادي الزمالك ومنتخب مصر في الثلاثينات، والابن الثعلب حمادة إمام نجم نادي الزمالك، والحفيد حازم إمام نجم الزمالك وحامل لواء الموهوبين.
ولد حمادة إمام في ٢٨ نوفمبر ١٩٤٣، ورغم نشأته الكروية منع الكابتن يحيى ولده حمادة من اللعب في الشارع وهو صغير خوفا من انصرافه عن المذاكرة، وكان من أهم أسباب منعه من اللعب إصابته في وجهه بينما كان يلعب في الشارع، ومرة أخرى حاول تقليده في حراسة المرمى فكسرت يده ووضعت في الجبس.
ودون أن يعلم الأب ضمه علي شرف إلى فريق الأشبال بنادي الزمالك، ولعب أول مباراة له ضد الأهلي وفاز فريقه بستة أهداف نظيفة، وشاهده والده وأعجب به، فبدأ ينصحه بالمذاكرة أولا ثم تولى رعايته كرويا وبدأ يعطيه دروسا في الكرة وأخذ يشرح له أخطاءه ويكشف له أسرار اللعبة، وكانت أولى نصائحه له كثرة التسديد على المرمى.
وكشف الكابتن يحيى إمام عن رأيه في ابنه حمادة فقال " إن حمادة لاعب ممتاز، ولكن له عيوب، وأهم عيوبه الجبن في الملعب خوفا من الإصابة ".
وأهم النصائح التي قدمها والد حمادة إمام له المحافظة على سمعته كلاعب، وعدم الانقطاع عن التمرين مهما كان السبب حتى ولو كان بالاستبعاد من تشكيلة المباريات، وألا يزعزع هذا من إخلاصه لناديه، بحسب ما نشرته آخر ساعة بتاريخ 7-12-1966.
ورفض والد حمادة إمام أن يشبهه بأي لاعب من عظماء كرة القدم، ولكن وصفه بأنه خليط من عبدالكريم صقر والضيظوي، وعن رأيه فيه كوالد قال يحيى إن حمادة مستقيم جدا وخجول إلى أقصى درجة، وهو يواظب على النوم مبكرا، وينظم وقته بين المران والقراءة والاطلاع، وفي أوقات الفراغ تجد بين يديه كتابا أو مجلة عن حياة اللاعبين في الخارج، وأضاف أنه يعامل حمادة كصديق، وأنهما يتعاونان في حل المشاكل التي قد تعترضه.
وأشهر مباراة تألق فيها حمادة إمام كانت أمام فريق ويستهام الإنجليزي عندما تمكن من إحراز ثلاثة أهداف من أصل خمسة، قال عنها والده إنه كان متفائلا لكنه لم يكن يتصور هذا الفوز الساحق للزمالك.
وأضاف أن حمادة كان موفقا للغاية وكان ممتازا، ونفذ النصيحة التي قدمها له قبل المباراة بأن يتحرك كثيرا في الملعب أو يرجع لمساعدة خط الدفاع فأرهق الفريق الإنجليزي وتلاعب بحارس مرماه.
اشتهر حمادة إمام بلقب "الثعلب"، وساهم مع نادي الزمالك في الفوز 3 مرات بالدوري العام المصري وكأس مصر مرتين، وشارك أيضاً دولياً مع المنتخب المصري لكرة القدم، وعمل بعد إعتزاله كمعلق رياضي، وكان ضابطا بالقوات المسلحة ووصل إلى رتبة عميد.
