«المصري للتأمين» يكشف مستقبل المستشفيات خلال 10 سنوات

 الاتحاد المصري للتأمين
الاتحاد المصري للتأمين

استعرض الاتحاد المصري للتأمين، برئاسة علاء الزهيري، ما ستكون عليه المستشفيات في المستقبل ومعرفته، مشيرا إلى أن مركز "ديلويت" للحلول الصحية أجرى محاكاة وتم الاستعانة فيها بـ33 خبير من مختلف المجالات في جميع أنحاء العالم. 

وكان من ضمن المشاركين في تلك المحاكاة عدد من الأخصائيين في مجال الرعاية الصحية والعديد من القيادات في مجالات الطب والتمريض وبعض القادة السياسيين وعدد من الباحثين في العلوم التكنولوجية وعلوم المستقبل.

وكان الهدف من تلك المحاكاة هو التوصل إلى السمات المحددة لتصميم المستشفيات الرقمية على مستوى العالم في غضون 10 سنوات (وهي الفترة التي يمكن أن توفر لمديري المستشفيات ومجالس الإدارات الوقت الكافي للاستعداد).

وشرح أنه قد تم الاعتماد في تلك المحاكاة على خمسة أقسام رئيسية؛ وهي:

• إعادة تعريف مفهوم تقديم الرعاية الصحية

ستقوم بعض السمات التي ظهرت مؤخراً في مجال الرعاية الصحية؛ مثل المراكز الرقمية المركزية التي تساهم في سهولة اتخاذ القرار، والمراقبة السريرية المستمرة، والعلاجات المستهدفة (مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد للعمليات الجراحية)، واستخدام الأجهزة المحمولة الصغيرة، ستقوم تلك السمات بالمساعدة في  توصيف مستشفيات الرعاية التي تتسم بالقوة والتكامل.

وأشار الاتحاد المصري للتأمين إلى  تجربة التكنولوجيا الرقمية للمريض، ويمكن للتقنيات التكنولوجية الرقمية والذكاء الاصطناعي المساعدة في سهولة التفاعل بين المريض والمستشفى وتيسير إجراء العمليات من خلال اختيار الأجهزة لتحسين تجربة المريض.


 المساعدة في تنمية القدرات 

يمكن أن تقوم العمليات التي تتم عن طريق الإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي بمساعدة مقدمي خدمة الرعاية الصحية في قضاء وقت أطول في توفير الرعاية ووقت أقل في قضاء الأعمال المكتبية؛ كما تساعد في تنمية وتطوير مهارات التعلم بين مقدمي الرعاية الصحية.

• الكفاءة التشغيلية من خلال التكنولوجيا

ستساعد سلاسل التوريد الرقمية والتشغيل الآلي في تطوير إمكانية أداء العمل من خلال مكاتب الدعم الفني (Back- office).

• تطوير التصميمات الخاصة ببرامج الشفاء والرفاهية

 إن البرامج الخاصة برفاهية المرضى وأعضاء أطقم الفرق الطبية؛ مع التركيز على أهمية بيئة العمل المحيطة والخبرة في آليات الوصول إلى مرحلة الشفاء، ستكون من الركائز الأساسية في التصاميم الخاصة بمستشفيات المستقبل.

وستكون التكنولوجيا في الأغلب هى العنصر الداعم لمعظم جوانب الرعاية الصحية في المستشفيات في المستقبل، ولكن تقديم الرعاية - خاصة للمرضى من ذوي الحالات الحرجة وفى ظل الإجراءات المعقدة - لا يزال يتطلب الوجود الفعلي للعنصر البشرى.

ويمكن للعديد من الوسائل التكنولوجية المستقبلية أن تكمل التفاعل البشري وتوسع نطاقه وينبغي أن يخطط المديرون التنفيذيون في المستشفيات لكيفية دمج التكنولوجيا في المرافق التي يتم بناؤها حديثاً وكذلك تطوير المرافق القديمة.


كما يتعين عليهم كذلك صياغة استراتيجية ملائمة والتي من شأنها إرساء الأساس للاستثمارات المستقبلية في تقديم الرعاية الصحية وتنمية القدرات البشرية وإدارة البيانات والأمن الإلكتروني.

وقد أوضحت المحاكاة التي أجراها مركز ديلويت للحلول الصحية أنه يمكن أن يكون لدى المستشفيات في المستقبل مراكز قيادة تزود صناع القرار بأدوات الدعم في الوقت اللازم لمساعدتهم على اتخاذ قرارات تخص النواحي العلاجية أو تشغيلية بشكل أسرع. 

كما ألقت المحاكاة الضوء على الصعوبات التي تعيق وجود مراكز القيادة المشار إليها أعلاه في المستشفيات؛ حيث يعود ذلك إلى:

1.    أن البيانات الرقمية هي أساس هذه المراكز، ولازال هناك العديد من المستشفيات التي لم تقم بعد بتطبيق أو استخدام التقنيات الرقمية. 

2.    تميل الأقسام الإدارية في المستشفيات إلى العمل في خنادق مغلقة بمعنى أنها تقوم بإنتاج عدد كبير من البيانات والتي تتسم في ذات الوقت بكونها بيانات سرية، ومن ثم يكون من الصعب جمعها، وترتيبها، واستخدامها لاتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ.

غير أنه من المتوقع أن يتغير هذا الوضع حيث تساعد التقنيات الرقمية الناشئة أن تخلق طرقاً جديدة لمراقبة المرضى باستمرار ودمج البيانات لرسم المسارات الخاصة بالمرضى والوحدات التشغيلية.

على سبيل المثال، يمكن وضع الأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة الاستشعار الدقيقة بالقرب من المرضى وفي المواقع التي يرتادها المرضى (مثل دورات المياه) حيث يوجد خطر سقوط  المرضى أو فقدان الوعي المفاجئ أو غيرها من المخاطر .

كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يرصد البيانات باستمرار لتنبيه القائمين على وحدات التشغيل في المستشفيات ومقدمي الرعاية الصحية، مما يتيح رعاية أكثر كفاءة ونتائج أفضل من خلال تحليلات البيانات الضخمة، كما يمكن أيضاً التنبؤ بأي تدهور في صحة  المريض  قبل حدوثها، ويمكن كذلك إضافة المقترحات الخاصة بمقدمي الرعاية الصحية.

وفى الوقت الراهن  توجد مراكز القيادة هذه في بعض المستشفيات، غير أنه من المتوقع الاعتماد عليها بصورة أوسع في السنوات المقبلة.

الرعاية الصحية المتنقلة

يمكن لمجموعة من التطورات التكنولوجية الجديدة، بما في ذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، وتكنولوجيا النانو، والترميز الوراثي، والخيارات العلاجية أن تسمح برعاية المرضى الأكثر احتياجا  وإتاحة الوصول إليهم. ومن ثم فإن تأثير التكنولوجيا المتطورة على منظومة الرعاية الصحية يظهر على النحو التالي:

•    أصبحت العديد من الأجهزة والمعدات أصغر حجما وأكثر قابلية للحمل، والعلاجات من المرجح أن تصبح أكثر استهدافا - وكلها يمكن أن تجعل الرعاية الصحية في المستقبل أكثر دقة.

•    زيادة كفاءة الموظفين والعمليات وتحسين نتائج المرضى، حيث سيتمكن الأطباء السريريون من العثور بسرعة على أفضل خيار للعلاج بدلاً من تجربة عدة علاجات مختلفة.

•     سيتم تحديد الأدوية بشكل أكثر دقة على أساس الملف الوراثي للمريض واستخدام الطب الدقيق، كما سيتم تصميم الأطراف الاصطناعية البديلة عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد.

•    مع صغر حجم المعدات الطبية وأجهزة الاستشعار، قد يتمكن الأطباء من إجراء اختبارات وإجراءات مختلفة على المريض بدون  تنقله  إلى اماكن  مختلفة داخل المستشفى. 

•     يمكن استخدام الروبوتات لتوصيل الأدوية للمرضى.

•     تصميم  غرف المرضى لتشمل المزيد من خيارات المعدات، أو يمكن نقل المعدات بسهولة إلى المريض أو استخدام  المستشفيات المتنقلة إلى المريض. 

•    ستصبح التدخلات الطبية أقل، مما يؤدي إلى نتائج أفضل وسرعة في التعافي مما سينعكس على التوفير في علاج المرضى.

•    سيؤدى الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق مستويات أعلى من الكفاءة في العمليات وتحسين عملية صنع القرار اللازمة لتعزيز الجودة. 

•    دمج البيانات بشكل أفضل في الرعاية اليومية، كما سيتيح للمرضى أن يلعبوا دورًا في تنظيم بياناتهم الخاصة، وبالتالي، فإن الحصول على بيانات المريض الشاملة في الوقت الحقيقي في مرحلة الرعاية سيؤدى إلى تحسين نتائج المرضى مما يعني أن مشاركة البيانات الموحدة من المرجح أن تكون جزءًا من تقديم الرعاية في المستقبل. ويمكن أن تتضمن هذه البيانات معلومات عن تاريخ الأمراض الوراثية والتاريخ الاجتماعي والسلوكي للمريض، فضلاً عن السجلات المالية والسريرية والإدارية. 

•    يمكن تخزين البيانات بشكل آمن في وحدة تخزين متصلة بالإنترنت  والوصول إليها على أساس الحاجة ويمكن أن يوفر هذا الاجراء الوصول إلى البيانات بسهولة وأمان من مواقع وأجهزة متعددة، والحفاظ على البيانات بتكلفة أقل من خيارات التخزين الحالية. 

•  ستتمكن المستشفيات في المستقبل من تعليم المرضى وتثقيفهم بشكل أفضل والتخفيف من قلقهم، كما ستمكنهم كذلك من المشاركة بنشاط في الرعاية قبل وأثناء وبعد الإقامة في المستشفى.
 

اقرأ أيضا

الاتحاد المصري للتأمين يكشف دور التكنولوجيا في الرعاية الصحية