طريق النور

قيثارة السماء

محمد أبوذكرى
محمد أبوذكرى

لا شىء أمامى الآن سوى صوتها، أراه يتسلل إلى روحى، يسكنها، يناجيها، يعانقها، لأجد نفسى وعقلى وقلبى، يصعدون إلى عنان السماء، مع تناغم الصوت وعذوبته ونقائه ورونقه، فقد جاء صوتها من السماء، ليأخذنا من الأرض إلى الآفاق الرحبة بين النجوم والكواكب والقمر، فى لحظات من الصفاء، لنغنى مع صوتها الشجى ونقول عنها إنها قيثارة السماء.
إنها أيقونة الغناء، وواحة وارفة الظلال وبين قلبها وعيونها ، تداعبنا كل الورود والزهور وأوراق الشجر والماء والسماء ليأتينا صوتها رقراقا صافيا عذبا يغدو بين جداول الحديقة الغناء، ونرى الشعراء يكتبوا لها أرق وأنقى وأصفى الحروف والكلمات، ليتهادى صوتها مع ألحان الآخوان رحبانى اللذان انطلقا معها وبها ولها إلى كل قلب عاشق يذوب فى صوتها ويلهو ويمرح فى الجنان بكل سعادة واطمئنان.
هى فيروز وحدها... والتى جعلت القلوب فى العالم أجمع تنصت لها، وتعشق صوتها وتنادى قلب عشاقها، ومع تناغم صوتها وكلماتها والالحان الباسمة، الناعمة الهائمة، تجد قبل أن تغنى أن الآلات تتبادل الحوار فيما بينها وتهمس برفق قبل أن تستقبل صوتها بهمسات حانية يتهادى صوتها بين القوة والضعف، بين النغم والالم،بين الفرح والجرح، بين الحزن والسرور، والتردد والأمل، والابتسامات والآهات. لتأخذنا معها فى حلم طويل وجميل بصوتها الأصيل لنعيش بين الجنة والنار.
إنها فيروز يا عاشق، انها فيروز يا إنسان، إنها فيروز أيها المنصت إلى قلبها الذى يصدق صوتها، فعندما تغنى نحس بالنشوة والمتعة والتفاؤل والحب، ولذا أشعر عند سماعها أنها تغنى لى فقط، فإن جاءك عزيزى القارئ هذا الشعور بأنها تغنى لك وحدك، فاعلم أنها ملكا لك،ولذا عندما ترغب فى سماعها مرة أخرى عليك أن تذهب إليها بقلبك وروحك وكيانك لتصفو نفسك وتسمو وترتقى، لتؤكد لنا أنها قيثارة السماء .
فيا عزيزى القارئ ترفق بما تقرؤه عنها فإن سطورى وكلماتى وحروفى قطعة من قلبى أهديها لها ولكم .