إنها مصر

روح الشباب

كرم جبر
كرم جبر

يجب أن تكون تجربة ناجحة.
برلمان «نواب وشيوخ» فيه مجموعة من الشباب المتحفز للمستقبل، فُتحت أمامهم أبواب المستقبل، فى تحدى «نكون أو لا نكون»، وأتمنى أن «يكونوا» ويقدموا نماذج تسد فراغ الحياة السياسية.
مجموعة من الشباب يمكن أن يجددوا شباب الحياة البرلمانية، وتقديم صورة جديدة للنائب، الذى يتسلح بالعلم والمعرفة والدراسة، وتنقصهم فقط الخبرة.
الخبرة هى الرصيد المتراكم فى الحساب الشخصي، أو احتياطى الذهب بلغة رجال المال، واعتقادى أن الشباب الجدد فى البرلمان سيدخلون على الفور ماراثون اكتساب الخبرة.
الرئيس جمال عبد الناصر عندما أراد تجديد شباب الدولة، قام بتعيين مجموعة كبيرة من الوزراء كانوا جميعا تحت 40 سنة «الثورة للشباب»، مثل ضياء الدين داود ومحمد فائق وشعراوى جمعة وصفى الدين أبو العز وعزيز صدقى ومصطفى خليل وعبد المنعم القيسونى وثروت عكاشة وغيرهم.
اكتسب الشباب الخبرة فى حكم عبد الناصر، وصاروا بعد ذلك نجوماً وأسماء لامعة وكوادر استعانت بهم الدولة فى مختلف المراحل، ولم يقل أحد فى ذلك الوقت إنهم صغار السن.
تجربة جمال عبد الناصر فى تجديد شباب الدولة تحدث الآن بصورة أكثر خبرة وتدرجاً.
فالدماء الجديدة التى تدخل البرلمان «نوابا وشيوخا» لديهم فرصة تاريخية قد لا تأتى من جديد، لبناء أنفسهم على أسس سليمة، بالوعى والتعب والمجهود وامتلاك أدوات العصر، وأهمها أن يضبطوا موجاتهم على مؤشر الرأى العام، ليكونوا أدوات توصيل حقيقية بين الناس والدولة والحكومة، بأمانة وموضوعية.
فالسنوات القادمة لن تكون كسابقتها، فى مرحلة اجتياز التحديات، وأهمها ترسيخ الإصلاحات السياسية والاقتصادية.. سياسياً بتوسيع مظلة المشاركة، لتحتوى كل من له صوت يريد أن يعبر عنه، تحت مظلة الدولة المصرية الراعية لجميع أبنائها.
واقتصادياً.. على عاتق البرلمان «شيوخا ونوابا» أن يقف فى ظهر الدولة لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية على أسس حديثة، هدفها الأول والأخير توفير حياة كريمة للمصريين.
الجانب المضيء فى الانتخابات، أنها نقلت رسالة مهمة للعالم بأجواء الاستقرار التى تعيشها البلاد، ففى الوقت الذى تغلق فيه الدول الكبرى أبوابها بسبب كورونا، تجرى مصر الانتخابات مع اتخاذ إجراءات احترازية كافية، حتى لا يتعطل دولاب الحياة البرلمانية.
كانت الشكوى الدائمة فى العهود السابقة هى تزييف إرادة الناخبين والسطو على أصواتهم، وأثبتت التجربة أن التزييف أصبح شيئاً من الماضي، ولم يعد فى وسع أحد السطو على صوت واحد، وبمرور الوقت تترسخ لدى الناس عقيدة المشاركة وليس الجلوس على مقاعد المتفرجين.
والأهم أن تكون الانتخابات حجرا ثقيلا فى بحيرة الأحزاب السياسية الراكدة، فتدب فيها الحياة وتتخلص من شكايا الماضى بأن الدولة لا تريدها، فالدولة هى التى قررت تمثيل الجميع تمثيلاً عادلاً فى القوائم الوطنية، فى مرحلة انتقالية لا تقبل الفرص الضائعة، فقد تعيد الاحزاب السياسية بناء نفسها، وتضفى على الحياة «روح الشباب».