شد وجذب

عودة مافيا الدروس الخصوصية

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

رغم وعود وزير التربية والتعليم بعد تعديل نظام التعليم بأن زمن الدروس الخصوصية قد انتهى إلا ان مافيا السناتر كان لها رأى آخر.. عادت ريمة إلى عادتها القديمة وعادت الدروس الخصوصية والمجمعة.. المدارس شبه خاوية من التلاميذ وخاصة طلاب الثانوية العامة..الغريب هذا العام أن أسعار الدروس زادت بنسبة ٢٠٪ والأغرب من ذلك أن بعض المدرسين حولوا منازل الطلاب إلى مراكز للتدريس بل وصل الحال إلى أن هناك أولياء أمور سمحوا بتحويل حدائق البيوت إلى سناتر خاصة..قد يكون ولى الأمر مضطرا للجوء إلى مافيا الدروس لعدم الاقتناع بأن المدارس تقدم الشرح الكافى للطلاب فى المدارس.. وقد تكون عادة أصبحت سمة من سمات التعليم فى مصر. تحدثت بالصدفة مع أحد الأصدقاء وكان يشكو الحال من غلاء المعيشة رغم أنه من الطبقة المتوسطة المستورة.. صديقى قال أنه يدفع ٩ آلاف جنيه شهريا فى الدروس الخصوصية ولا يجد وسيلة أخرى لتعليم الأولاد.. سألت عن نظام الأون لاين ولم اصل إلى إجابة..السؤال هنا.. هل سمحت الحكومة بفتح السناتر رغم أن أزمة كورونا فى تصاعد والأعداد المصابة فى زيادة أم أنا مافيا الدروس الخصوصية تستعرض عضلاتها وتتحدى القانون.. هناك حلول قد تفيد الطالب والدولة ومنها فتح مراكز تقوية حقيقية للطلاب فى المدارس وبأسعار معقولة.. وتنفيذ قرارات غلق السناتر بكل قوة لأنها وسيلة تلتهم نصف دخل الأسرة المصرية تقريبا ولا اعرف ان كان هؤلاء يقومون بسداد حق الدولة من الضرائب أم لا.. مصر قطعت شوطا محترما فى تعديل نظام التعليم وتجربة العام الماضى فى ظل ازمة كورونا وان كانت منقوصة إلا أنها نجحت بالوصول بالمنظومة التعليمية إلى بر الأمان.. وتبقى أزمة كل عام مستمرة وهى أزمة الدروس الخصوصية والسناتر.. أعتقد أن الحكومة قادرة على وقف هذه الظاهرة بشرط أن تتعاون الأسر مع الدولة لنجبر الجميع على احترام القانون واحترام الفكر الجديد لنظام التعليم والذى سيصب حقا فى صالح المواطن.. الغريب أن طلبة المدارس الخاصة والذين يدفعون عشرات الآلاف من الجنيهات كمصاريف سنوية يستعينون ايضا بالدروس الخصوصية ويذهبون إلى السناتر على الرغم من ان هذه المدارس من المفترض ان تقدم خدمة تعليمية متكاملة لأنها تحصل على مبالغ كبيرة كل عام.. أعرف أن المشكلة لن يتم حلها فى يوم وليلة ولكننى اعرف ايضا ان الحكومة عندما قررت اغلاق جميع السناتر على مستوى الجمهورية العام الماضى نجحت فى ذلك.. أتمنى أن تعيد الحكومة تنفيذ قرار الإغلاق وان تتحول المدارس إلى منابر حقيقية للعلم.. ومن يحتاج إلى درس خصوصى يجد ضالته فى مراكز التقوية بالمدارس وبأسعار معتدلة ترفع عن كاهل الأسر المصرية أعباء اصبح الكثير منا غير قادر على تحملها.. دعونا نتابع الإجراءات التى ستتخذها الحكومة للتصدى لمافيا الدروس الخصوصية من جديد..وتحيا مصر.