حماس ذراع تركيا نحو «العثمانية الجديدة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أمانى عبدالرحيم

أبرزت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تقريرا حول المخطط التركي لاستعادة أمجاد الدولة العثمانية والمعروف بـ «العثمانية الجديدة»، والمتمثل فى رفض علمانية الدولة التركية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك قبل قرن من الزمان، والعودة إلى نظام الخلافة بالسيطرة على كل الأقطار العربية والهيمنة عليها سياسيا واقتصاديا. 

وتقول الصحيفة إن حكومة اردوغان تعمل جاهدة لتحقيق هذا المخطط من خلال استغلال الجماعات المتطرفة والمسلحة فى عدد من الدول، أبرزهم جماعة الإخوان وفروعها فى الدول العربية وفرعها حماس فى فلسطين. 

فالظاهر للجميع وفقا للصحيفة أن حماس هي من سعت لتعميق العلاقات مع تركيا بحثا عن مكان آمن لإقامة مقرها الدائم الجديد، بعد أن خسرته فى كل من سوريا والعراق، الذي كانت تعقد فيه اجتماعات قيادتها ووضع خططها التي تنفذها بغزة. من ناحية أخرى، تبحث حماس عن ممول وداعم إستراتيجي بديلا لإيران الغارقة بمشاكلها مع أمريكا، كل هذا وفرته تركيا التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، تلك العلاقة التي قد تساعد فى التهدئة بين الحركة وإسرائيل حال نشوب الأزمات بينهما.

من ناحية أخرى، أكدت صحيفة التايمز البريطانية، أن أجهزة استخبارات غربية رصدت تطورات جديدة فى العلاقة بين حماس وتركيا، بعد أن سمحت الأخيرة للحركة بإنشاء مقر سرى فى انقرة، من أجل تنفيذ عمليات استخباراتية مضادة وحرب سيبرانية ضد من تعتبرهم أعداء الحركة.

وقد جرى إنشاء المقر منذ نحو عامين، وهو منفصل عن مكاتب حماس الرسمية الموجودة بالمدينة التي تتعامل بشكل رئيسي مع الأمور الخاصة بالتنسيق والتمويل. وبحسب التايمز، فإن المقر السري مكلف بثلاث مهام رئيسية، أولها مسئوليتها عن شراء المعدات «مزدوجة الاستخدام» التي يمكن استخدامها فى تصنيع الأسلحة. والمهمة الثانية فتكمن فى تنسيق العمليات السيبرانية ضد أعضاء حماس بالعالم العربي وأوروبا، والثالثة تهدف للإشراف على عمليات المراقبة، وفى بعض الحالات عمليات الاستجواب، لمن هم ضمن صفوف حماس لكن يشتبه فى عدم ولائهم.

إلا أن المراقبين يرون أن الواقع غير ذلك فتركيا هي من وجدت ضالتها فى حماس التي مكنتّها من وضع قدمها داخل الأراضي الفلسطينية، لتكون قريبة من تحقيق حلمها بعد أن سبق ونجحت انقرة فى التغلغل فى سوريا والعراق وليبيا.


وبذريعة تقديم الدعم لحركة حماس وشعب فلسطين المنكوب، بدأت تركيا بمشروعات لإعمار القطاع أشبه بالاستيطانية التي تحولت من دورها التطوعي إلى دور استثماري للعمل فى مشروعات تدر عوائد مالية.

ومن خلال وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" أعلنت انقرة عن تنفيذ سلسلة من المشروعات فى قطاع غزة وافتتاح مستشفى الصداقة التركي الذي يقام وسط القطاع، والذي يعد المشروع التركي الأكبر فى غزة.