انتعاش أسواق المال العالمية.. والأنظار صوب القاطن الجديد للبيت الأبيض

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت الأسواق العالمية اليوم الخميس، سلسلة من المكاسب القوية وسط ترقب الإعلان عن الفائز في سباق الرئاسة الأمريكية عقب موجة من التصريحات المتبادلة من المرشحين، الرئيس الحالي "دونالد ترامب" والمرشح عن الحزب الجمهوري وغريمه المرشح عن الحزب الديمقراطي "جو بايدن " .


وحول أسباب انتعاش الأسواق رغم الضبابية التي تحيط بنتيجة الانتخابات الأمريكية، ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية أن عدم سيطرة ما يعرف بـ"الموجة الزرقاء" حيث يتولى ديمقراطي قيادة البيت الأبيض مع سيطرة الحزب على مجلسي النواب والشيوخ، يجعل زيادة الضرائب مع المزيد من اللوائح التنظيمية بين أمور أخرى أقل احتمالا حيث أصبح هناك أصوات تنادي بأن حزمة تحفيز كبيرة من الديمقراطيين قد تؤدي لمزيد من الديون الحكومية والتضخم، ما يجعل غياب الأغلبية الديمقراطية كافية لدفع الأسهم للمكاسب في الوقت الحالي.


ومع استمرار بعض الولايات في فرز أصوات الناخبين، فإن النتيجة الحاسمة للانتخابات ليست واضحة بأي حال من الأحوال، لكن المستثمرين يراهنون على الانقسام داخل الكونجرس الأمريكي.


وأوضحت الشبكة الإخبارية أن قبل الانتخابات، كان بعض المستثمرين يراهنون على "الموجة الزرقاء"، مع التركيز على احتمالية تمرير برنامج تحفيز ضخم من شأنه أن يعزز قيمة الأسهم والأسهم الصغيرة.


وكانت شركات التكنولوجيا الكبيرة تحت الضغط، وسط مخاوف من تشديد اللوائح وزيادة الضرائب، وهو كما تأخرت الرعاية الصحية بسبب المخاوف من قيام الديمقراطيين بتوسيع مواد "قانون الرعاية الصحية"، لكن تداولات "الموجة الزرقاء" انعكست يوم الأربعاء، حيث ارتفع قطاع الرعاية الصحية بنسبة 4.5% وقفزت أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 3.8%.


وأضافت شبكة "سي إن بي سي" إن العوامل الرئيسية لمكاسب الأسواق كانت الارتياح لأنه من غير المرجح أن يرفع الديمقراطيون الضرائب ويفرضون لوائح جديدة في غياب أغلبية لهم، فيما كان بايدن قد أعلن أنه سيسعى لإلغاء خفض ضريبة الشركات الذي وافق عليه الجمهوريون في عام 2017 والذي أوصل معدل ضريبة الشركات إلى 21%، وقال بايدن إنه سيرفع هذا المعدل إلى 28% ويرفع ضريبة أرباح رأس المال والضرائب على الأفراد الأثرياء.


وربحت مؤشرات وول ستريت بعد أن أنهت جلسة أمس الأربعاء، في ثالث صعود يومي على التوالي، وحقق مؤشرا "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" أكبر وتيرة مكاسب يومية على الإطلاق بعد يوم الانتخابات، بارتفاع 2.2% و3.8% على التوالي، وسجل مؤشر "داو جونز" ثاني أفضل أداء يومي على الإطلاق بعد يوم الانتخابات.


ثم جاءت الأسواق الآسيوية، التي أنهت جلسة اليوم /الخميس/ على ارتفاع جماعي، وأغلق مؤشر "إم إس سي آي آسيا" العام بمكاسب بلغت 1.76%، وصعد مؤشر "نيكي" الياباني بواقع 1.7% وقفز "هانج سينج" في هونج كونج بنحو 2.72% عند الإغلاق.


وفي أوروبا، ارتفعت مؤشرات الأسهم جماعيا خلال التعاملات الصباحية اليوم الخميس، لليوم الثاني على التوالي، تزامنا مع مكاسب أسواق الأسهم العالمية مقتفية آثر مؤشرات "وول ستريت".


وفي التعاملات الإلكترونية قبيل جرس افتتاح جلسة اليوم الخميس، ارتفعت مؤشرات وول ستريت لتواصل مكاسبها لليوم الرابع على التوالي، وصعدت العقود الآجلة لمؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 1% إلى 28007 نقاط، وزادت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأوسع نطاقا بنسبة 1.3% عند 3481 نقطة، واضافت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك" 2.3% إلى 12037 نقطة.


وطالت حالة الترقب لمستجدات الانتخابات الإمريكية أسواق السلع أيضا حيث ارتفعت أسعار الذهب العالمية بدعم استقرار مؤشر الدولار المنتعش بالفعل وبالتزامن مع قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن معدل الفائدة.


وصعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 0.93% أو ما يعادل 17.70 دولار مسجلة 1913.90 دولار للأوقية، وزاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.63% عند 1914.84 دولار للأوقية.


وتقدمت العقود الآجلة للفضة تسليم ديسمبر بنسبة 1.8% عند 24.33 دولار للأوقية، وصعد سعر التسليم الفوري للبلاتين بنسبة 0.5% عند 875.68 دولار للأوقية، وأضاف سعر البلاديوم الفوري 0.2% مسجلا 2311 دولارا للأوقية.


واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات، مسجلا 93.363 نقطة.


وحول أسعار النفط، دفعت عمليات جني الأرباح أسعار الذهب الأسود النفيس للتراجع بعد مكاسب بنحو 4% عند تسوية أمس الأربعاء، وانخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم يناير بنحو 0.87% إلى 40.87 دولار للبرميل، وخسرت عقود خام "نايمكس" الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 1.10% عند 38.72 دولار للبرميل.


وارتفعت أسعار النفط أمس الأربعاء وسط توقعات متزايدة بأن أوبك + لن تقلل من حجم التخفيضات الحالية عند 7 مليونات برميل يوميا في يناير نظرا لانخفاض الطلب بسبب عمليات الإغلاق الجديدة التي فرضتها الزيادة الأخيرة للإصابات بفيروس "كوفيد -19"، كما استفادت أسعار الخام أمس من هبوط مخزونات النفط في الولايات المتحدة بنحو 8 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي.


وفي الوقت نفسه، استمر ضعف الطلب في أوروبا في التأثير على المعنويات، حيث انخفض متوسط استخدام الطرق السريعة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا إلى أدنى مستوى له منذ أواخر يونيو الماضي.