«دير مارمينا كينج مريوط» ضمن 57 منطقة أثرية مسجلة باليونسكو

دير مارمينا بكينج مريوط
دير مارمينا بكينج مريوط

يعد دير مارمينا كينج مريوط من أحد المناطق الأثرية المهمة في العالم، فهو دير للأقباط الارثوذكس معروف باسم دير "مارمينا العجايبي" ويقع بإقليم مريوط جنوب الإسكندرية بحوالي 50 كم ويعد من أقدم وأجمل الأديرة الموجودة بالعالم حيث يرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي.

وتم تسجيل منطقة دير مارمينا الأثرية في سجل أهم المناطق الأثرية بمنظمة اليونيسكو، حيث وجهت منظمة اليونسكو عام 1979 عناية خاصة بمنطقة أبو مينا الأثرية، وأقرتها ضمن الـ57 منطقة في العالم كتراث إنساني، يجب العناية به والمحافظة عليه عالميًا، وقد أصدرت بهذا الصدد كتابًا عام 1982، يتضمن وصفًا موجزًا لكل من هذه الـ57 منطقة كتسجيل تاريخي لحضارة الإنسان.

أقرا أيضا| بطريرك الكاثوليك يترأس صلاة القداس للمتنيح الأب ميشيل ليبورديه

ويعود تاريخ الدير إلى وقت وصول رفات الشهيد "مارمينا" واستقرارها فى مزارها القديم بالآثار نحو عام (312 – 315)، وبنيت أول كنيسة للشهيد بمريوط بين عامى 320 – 325 م في عهد الملك قسطنطين الكبير، وتزايد عدد الزوار وطالبي المعجزات والتبارك بالقديس، جدد البابا أثناسيوس الرسولى الكنيسة الأولى ووسعها كثيرًا.


وعندما كثر عدد الزوار بنى الأنبا ثيؤفيلس البابا 23 للكنيسة كاتدرائية ضخمة شرق الكنيسة الأولى كما جدد ووسع الكنيسة الأولى وبنى فى غربها معمودية كبيرة.


وأصبحت المدينة بكنائسها مطمعًا للأجانب وغارات الفرس والبربر الأتراك، إلى أن جاء القرن الـ13 واندثرت المدينة وكنائسها بسبب التخريب الشامل الذى حل بها وعدم استتباب الأمن فيها، ثم انتقل جسد الشهيد مارمينا عبر رحلة طويلة من منطقة مريوط إلى كنيسته بفم الخليج فى مصر القديمة فى النصف الأول من القرن الـ14.


وبدأت عمليات الكشف الأثرى للمنطقة سنة 1905 على يد العالم الألماني "كوفمان" ثم تلتها أبحاث أخرى على فترات متباعدة للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف القبطي بالقاهرة وغيرهم.

وفي عهد قداسة البابا كيرلس السادس ، تم شراء المساحة المقام عليها الدير الحديث المجاورة تمامًا للمنطقة الأثرية وبدأ التعمير من جديد وتصل مساحتها إلى 15 فدانا .


وأعاد البابا كيرلس السادس جزءًا من رفات الشهيد مارمينا العجائبى من كنيسته بفم الخليج إلى دير مارمينا بمريوط فى فبراير 1962، وبدأت عمليات الكشف الأثرى تأخذ صفتها المنتظمة منذ أن أنشأ البابا كيرلس السادس الدير الحالى حيث بدأ المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة العمل منذ 1961 م بإشراف العالم الألمانى د. بيتر جروسمان لبضعة شهور سنويًا وسلم البابا كيرلس السادس أمانة الدير لتلميذه الخاص القمص مينا أفا مينا 
ووضع البابا كيرلس السادس حجر الأساس لكاتدرائية مار مينا بمريوط فى عام 1961 ، وعندما توفي البابا كيرلس السادس فى 9 مارس 1971م، تم دفنه فى دير مارمينا حسب وصيته ونفذ البابا شنودة الثالث وصية البابا كيرلس السادس ونقل رفاته فى احتفال مهيب يوم 24 نوفمبر 1972 إلى الدير.


ويضم الدير عددا من الكنائس، في البداية اقيمت كنيسة صغيرة باسم الانبا "صموئيل المعترف"، والتي بها المقصورة الخاصة برفات الشهيد "مارمينا" ، والثانية هي كنيسة العذراء مريم وهي المواجهة للداخل إلى الدير، وافتتحت للصلاة في شهر نوفمبر 1961م، وعلى مناراتها الأربعة نقشت عبارة " Άγιος Μηνάς " وهي عبارة باللغة اليونانية معناها " القديس ميناس" ، وايضا كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل وهي كنيسة صغيرة تقع أعلى كنيسة الانبا "صموئيل المعترف "، وأيضا كاتدرائية الشهيد مارمينا العجائبى بالدير :- ابتدأت اعمال البناء بالكاتدرائية عام 1970م، يبلغ طولها حوالى 40 مترا وعرضها 28 مترا، ويعلو صحنها قبة ضخمة قطرها 12 مترا، وارتفاع منارتيها حوالي 42 مترا ، ومزار البابا "كيرلس السادس" يقع أسفل الجزء الشرقي من الكاتدرائية، أسفل منطقة المذابح، ويضم جثمانه، وكنيسة القديس مرقس الرسول  وأقيمت على امتداد الكاتدرائية من الجهة الشرقية بحيث تكون وحدة واحدة مع مزار البابا كيرلس السادس، ومبنى المكتبة ويتكون من ثلاث طوابق.