الحب الفرعوني هبة السماء تسكبه الطبيعة فى كأس الحياة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

- المصرى القديم معنى الحب

- الحب الفرعوني عن طريق ورق البردي

- الحب والغزل في زمن الفراعنة

- قصص الحب دونت على ورق البردي

- جدران المعابد الفرعونية تخلد قصص الحب في مصر القديمة

ظهر الحب في مصر القديمة، بشكل يُظهر لنا مدى مكنون العواطف والأحاسيس التي تحلى بها المصريون القدماء، وقد وردت حكم وقصص عديدة حول ذلك، ومنها قولهم الدائم: أن الحب "هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير"، بحسب ما قال الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية.

اشعر بآلامها قبل أن تتألم

يقول الحكيم (بتاح حتب) منذ حوالي العام 4400 سنة: "إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها؛ ترعى بيتك، أطعمها كما ينبغي، اكسِ ظهرها واستر عليها، عانقها وأوفي لها طلباتها، افتح لها ذراعيك، وادعوها لإظهار حبك لها، اشرح صدرها وادخل السعادة إلى قلبها بطول حياتها؛ فهي حقل طيب.

وإياك أن تقسو عليها؛ فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته، فهو بيت حياتك لقد اخترتها أمام الرب فأنت مسؤول عنها أمامه، حافظ عليها ما دمت حيًا، فهي هبة الرب، الذي استجاب لدعائك، (اشعر بآلامها قبل أن تتألم)، إنها أم أولادك؛ إذا أسعدتها أسعدتهم، إنها أمانة في يدك وقلبك ؛ فقد أقسمت في محراب الرب أن تكون لها أخًا وأبًا وشريكًا".

رسالة (مريت آتون) لزوجها

الأميرة (مريت آتون) هي ابنة الملك (اخناتون) والحبيبة إلى قلبه، وقد أرسلت (مريت آتون) إلى زوجها في ميدان القتال؛ الذي خرج دفاعاُ عن أرض الوطن، تُشحذ فيها همته، وتفيض له فيها بأرق الكلمات وأعذب العبارات.

تقول: "سأكون في انتظارك .. دائماً في انتظارك، فانتظارك هو الأمل الذي أحيا به وأعيش له .. ومادامت تميمة حتحور تزين صدرك العريض وتوأمتها تزين معصمي؛ فالرب سيحفظك لتعود سالما إليّ كما وعدتني بمحراب المعبد..

حبيبي.. سأكون بانتظارك وسأرتدي أجمل أزيائي كالشجرة التي تتزن بأجمل أزهارها. حبيبي. سأكون بانتظارك كعيدان القمح التي تتزين بسنابلها الذهبية لتستقبل طيور السمان وتخفيه عن عيون البشر"..

حوار رائع بين عاشق ومعشوقته

أكد خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى، بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن البرديات المصرية احتفظت لنا ؛ بحديث الحب بين العاشق ومعشوقته الجميلة، فيحدث المحبوب محبوبته قائلا: "حبيبتي ليس لها ثان، هي أجمل الجميع إنها تشبه نجمة الصباح عند شروقها مع مطلع عام سعيد، إنها وضاءة ومنيرة، وطلعتها مشرقة، ساحرة هي نظرات عينيها، رقيقة هي كلمات شفتيها، نبيلة هي في مظهرها، عندما تسير على الأرض فإنها تؤثر قلبي بجمالها. يا لسعادة من تحبه فيصبح أول الرجال"

وترد المحبوبة على حبيبها قائلة: "حبيبي صوته يثير قلبي، ليتني أكون موعودة له من قبل الآلهة، لو أنه يأتي إليّ سيكون أبى وأمي أسعد الناس".

قصة حب فريدة

وقد تبارى الملوك بمصر القديمة في تخليد قصص حبهم مستعينين بالفن والعمارة، ومن أهم وأروع قصص الحب في مصر؛ قصة حب ملكية من نوع فريد، قصة جمعت بين الزوجين الحبيبين أمنحوتب الرابع "أخناتون" والملكة نفرتيتي.

وأضاف« ريحان » ، إنها قصة حب جعلت المحبوبة نفرتيتي تحارب الدنيا كلها من أجل حبيبها أخناتون؛ فوقفت إلى جانبه في أزمته عند تغيير الديانة، بل ورافقته إلى عاصمته الجديد "أخيتاتون"، متحدية كهنة آمون.

وقد صور الفنان تلك العلاقة الرائعة بين الحبيبين في العديد من النقوش والمنحوتات، ومنها؛ ما قام به الفنان وبأمر الملك العاشق من تصوير الزوجين في العديد من جلسات الحب الأسرية محاطين بثمرة حبها، بناتهما (الأميرات الست).

كما يشهد تمثال الجميلة نفرتيتي، والمحفوظ حاليا بمتحف برلين، على مكانتها الخاصة في قلب زوجها الولهان؛ الذي استعان بأفضل نحاتي عصره؛ من أجل إخراج هذه الصورة الرائعة التي لا تزال تجذب العديد من الناس من كل حدب وصوب!!

أغرب علاقة حب سجلها التاريخ 

وأوضح «ريحان» ، أن أغرب علاقة حب سجلها التاريخ المصري القديم، كانت عبارة عن خطاب سجل في بردية محفوظة في متحف "ليدن" في هولندا، وهو خطاب أحد الأزواج إلى زوجته المتوفاة التي توفيت منذ 3 سنوات، يقوم فيها معاتبة زوجته ويشكوها لمجمع الآلهة.

تخبرنا البردية أن الزوج شعر بعد موت زوجته بألم شديد بسبب فراقها وعدم قدرته على نسيانها لدرجة أنه كان يرى خيالا لها، ويراها في أحلامه ما سبب له اضطرابا شديدا، وأصبحت حياته تعيسة، فاستشار الكهنة الذين نصحوه للتخلص من الخيالات التي يراها واضطراباته، أن يكتب رسالة إلى زوجته المتوفية، ويذهب إلى قبرها ويقرأ عليها الرسالة بصوت عالٍ.

كما تحكي لنا بردية "شستر بيتي" الموجودة في لندن التي ترجع 1200ق.م والتي تسمى بأشعار أو أغاني الحب، وتضم 3 أجزاء عن الحب، الجزء الأول، وقد أسماه الباحثون "شياطين الحب"، ويتكون من 7 مقاطع، 4 منها على لسان الحبيب، و3 على لسان الحبيبة، والجزء الثاني ويسمى"تعالي إلى حبيبك"، وفيها 3 مقاطع على لسان الحبيبة، والجزء الثالث عبارة عن نصائح الكاتب"نخت سوبك" للحبيب والحبيبة.

نوادر قصص الحب

ومن نوادر قصص الحب التي سجلتها البرديات هي رسالة فتاة من منف بالجيزة لصديقتها في طيبة الأقصر حاليا تحكي لها عن حكايات لقاءاتها مع حبيبها خلف معبد بتاح في منف، وتصف لها عن علاقتهما، كما تحكي بردية من العصر القبطي موجودة الآن في مكتبة جامعة "جوليان ماكسيمانوس" بألمانيا، عن قصة حب شاب لفتاة لا تبادله مشاعره، ويقرر أن يعمل لها تعويذة سحرية تجعلها تقع في حبه.

اقرأ أيضا زرافة مصرية عمرها 200 عام في مزاد «كريستيز» بـ6000 جنيه إسترليني