الانتخابات الأمريكية| «بايدن».. فوز رئاسي أم ضربة قاضية؟

 بايدن بعد انتخابه سناتور في مجلس الشيوخ عتم 1972
بايدن بعد انتخابه سناتور في مجلس الشيوخ عتم 1972

يتطلع المرشح الديمقراطى للرئاسة الأمريكية جو بادين، إلى قيادة البيت الأبيض منذ نحو ‏خمسين عاماً حين بدأ مسيرته السياسية كأحد أصغر أعضاء الكونجرس الأمريكي عن ‏عمر يناهز 29 عاما.‏


ومع توجه ملايين الأمريكيين لصناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم المقبل، يقف بايدن أمام ‏احتمالين إما تحقيق حلم طال انتظاره أو نهاية مخزية لمسيرة طويلة من الحياة السياسية ‏شغل خلالها منصب عضو مجلس الشيوخ على مدى أكثر من 35 عاما (1973-2009) ‏بعد نجاحه 6 مرات فى الانتخابات، ثم منصب نائب الرئيس باراك أوباما من 2009 إلى ‏‏2017 وتضمنت محاولتين فاشلتين للترشح للانتخابات التمهيدية للديمقراطيين فى 1988 ‏و2008 ‏.‏


وبعد قضاء بايدن عقودا فى أروقة السلطة فى واشنطن، قال المرشح الديمقراطى صراحة ‏إن خسارته أمام الملياردير الجمهورى دونالد ترامب الذى لا يحظى ‏بشعبية، ستعنى ‏أنه ‏‏“مرشح مثير للشفقة‎‏"،‏‎‏ ومن المتوقع أن تكون هزيمة بايدن أمام ترامب ضربة قاضية ‏لمسيرة وطنية باشرها منذ شبابه وحتى وصوله إلى 77 عاما. ‏


وما يزال بايدن يتمتع بطلته الأنيقة, لكن السياسى المخضرم لم يعد كما كان فى أوج ‏عهده كنائب للرئيس باراك اوباما‎‏‎، فحين يكون واقفا على المنصة يبدو وهنا أحيانا فيما ‏يغطى الشيب شعره. ‏


ورغم أن بايدن سيكون أكبر رئيس للولايات المتحدة حال فوزه فى الانتخابات, فإنه تعهد ‏ببلسمة ‏جراح أمريكا إذا فاز فى "المعركة من أجل روح أمريكا‎‏", واصفاً الرئيس دونالد ‏ترامب بأنه "أسوأ رئيس" فى التاريخ الحديث للولايات المتحدة.


ويأمل بايدن، أن يكون قد أقنع ‏الأمريكيين بأنه شخصية قادرة على توحيد الصفوف فى ‏مواجهة الرئيس الأمريكى الحالى الذى أثار انقساما فى ‏المجتمع،‏ متعهدا بالسير على نهج ‏مغاير تماما للسياسات الخارجية التى تبناها ترامب خاصة فيما يتعلق بالإنسحاب من ‏اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووى الإيراني، كما يأمل المرشح الديمقراطى فى ‏إعادة ‏نسج العلاقات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، أما فيما يتعلق بالتعامل مع ‏أزمة فيروس كورونا المستجد فسيسعى بايدن لفرض ارتداء الكمامات واتباع ارشادات ‏العلماء والخبراء فى كيفية السيطرة على الوباء على النقيض من نهج ترامب.‏


ويتميز بايدن، بقدرته على كسب الصداقات والوصول لحلول وسط بين الحزبين ‏الجمهورى والديمقراطي، لكنه أصبح يثير فى الوقت نفسه حذر الجناح اليسارى للحزب ‏الديمقراطي‎.‎


وخلال تسعينيات القرن الماضي، استفاد بايدن من حنكته للتوصل إلى اتفاقات بين ‏الحزبين حول مشاريع بيل كلينتون الأساسية، لا سيما حظر الأسلحة الهجومية واعتماد ‏قانون خاص بالعنف ضد المرأة عام 1994‏‎.‎


وفى عهد باراك أوباما, حاول بايدن استخدام مهاراته فى التفاوض لكن مهمته باتت شاقة ‏أمام التعنت المتزايد للمعسكر الجمهورى، ورغم ذلك لعب بايدن دورا حاسما فى معظم ‏اتفاقات اللحظة الأخيرة الخاصة بالموازنة لتجنب أو إنهاء حالات "الإغلاق" الحكومي‎.‎



 

اقرأ المزيد .. حملة بايدن: فرز الأصوات لن يتوقف.. وخطاب ترامب «غير مسبوق»