جواسيس الساعات.. أغرب عملية استخباراتية بين قارتين

جواسيس الساعات.. أغرب عملية استخباراتية بين قارتين
جواسيس الساعات.. أغرب عملية استخباراتية بين قارتين

قصة مثيرة في عالم الجواسيس، بدأت ملامحها تخرج إلى النور عندما أعلنت السلطات السويسرية عن ضبط شبكة تجسس لحساب اليابان ليصبح السؤال ماذا في سويسرا يهم اليابان؟

 

تكشفت بعض أسرار هذه القضية التي أضحكت الرأي العام العالمي، فاليابانيون لم يتجسسوا على الجيش السويسري, ولا على وسائل الدفاع السرية , ولا على مخططات الحكومة السياسية، إنما كان الهدف هو التجسس على جانب معين من الصناعة هي صناعة الساعات السويسرية التي ذاعت وانتشرت في جميع أنحاء العالم، بحسب ما نشرته أخبار اليوم في عددها الصادر بتاريخ  8 أغسطس 1970.

 

ورغم أن معظم دول العالم تصنع الساعات فإن الساعة السويسرية تحتل المرتبة الأولى والرئيسية في العالم كله، إذ فقدت هذه الدول آمالها في إمكان التفوق على تلك الساعة السويسرية أو حتى على منافستها إلا اليابان التي لم تيأس وأصرت على منافسة تلك الساعة وعلى التفوق عليها.

 

ولتتمكن اليابان من تحطيم تلك الأسطورة السويسرية استطاعت أن تصنع مجموعة كبيرة من الساعات الأنيقة والمتينة وباعتها في الأسواق العالمية بأسعار متهاودة حتى يمكنها أن تجذب إليها الأنظار وإبعادها عن الساعة السويسرية ونجحت أن تجد لها أسواق واسعة في جميع أنحاء العالم وأزعجت بعض المصانع الشهيرة في هذا البلد الأوروبي وجعلتها تسارع في بذل المزيد من التطور حتى يمكنها الصمود والمحافظة على مستواها وشهرتها العالمية. 

 

وكانت السلطات السويسرية أعلنت عن اكتشاف شبكة تجسس يابانية انتشرت حول مصانع الساعات واستطاعت أن تجند عددا من العاملين بتلك المصانع لمدها بأسرار تلك الصناعة وبالذات الخاصة بالموديلات الجديدة والتصميمات المبتكرة، حيث أن هذه الشبكة تعمل في سرية تامة وبانتظام منذ فترة طويلة واستطاعت أن تحصل على معلومات كثيرة لتصميمات جديدة أسرعت مصانع اليابان إلى أخذها ونقلها وطرحها في الأسواق قبل إنتاج المصانع السويسرية نفسها. 

 

وبعد أن راقبت السلطات جميع العاملين بمصانع الساعات تمكنت من ضبط الذين يتجسسون لحساب جهات أجنبية، والطريف في القضية أن مندوب شركة (سيكو) للساعات اليابانية عقد مؤتمر صحفيا وألقى فيه بيانا عاصفا قال فيه إنها قضية مزعومة وليسوا في حاجة إلى التجسس على من يقلون عنهم الخبرة فاليابنيين متقدمين فنيا وتكتيكيا.