«ترامب» وصراع الشعارات

محمد خضير - رئيس هيئة الاستثمار الأسبق
محمد خضير - رئيس هيئة الاستثمار الأسبق

بقلم: محمد خضير - رئيس هيئة الاستثمار الأسبق

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كغيره من رؤساء أمريكا يمثل مصالح الدولة الأمريكية ويتحرك في إطار عام من السياسة الأمريكية، ولا أجده يختلف كثيرا في عدم الانحياز لأمتنا لحساب أطراف أخرى. 

 

وهذه هي القضية المحورية لنا كعرب التي يجب أن نهدف فيها للخروج من إطار المفعول به لإطار الفاعل باستنهاض قوتنا كأمة «القوة بمفهومها الواسع المؤسسة على العمل بعيدا عن الشعارات». 

 

لذلك فإن الفرق بين ترامب وبايدن ليس كبيرًا بالنسبة لنا كأمة عربية لأن الموقف يكاد يكون متشابه بين الاثنين. 

 

المشكلة التي تعظم من خطر بايدن هو موقف الديمقراطيين الملتوي من التعامل مع المتأسلمين والتكفيريين والخونة حيث دأبت تلك الإدارة الديمقراطية في العقد الأخير على دعم ذلك الفكر لتقويض مصير منطقتنا بينما "ترامب" لم يشارك بصورة مباشرة في تلك اللعبة الملتوية برغم موقفه الثابت في التعامل مع العرب في إطار المصلحة، فتطبيقه لذلك فيه رؤية ترتكز على المنفعة الاقتصادية وفرض أمر واقع جديد بعيدا عن الرؤية الديمقراطية السابقة التي كانت تهدف الى تفتيت دول المنطقة تحت شعار الديمقراطية و بالتحالف مع كل من يساهم في تحقيق ذلك. 

 

والسؤال المحوري في حال فوز بايدن هل سيطبق نفس نهج سابقه أوباما بالاستمرار في محاولة هدم منطقتنا لصالح أعداؤها الحقيقيون، أم سيتعلم من دروس الماضي.  

 

وأيا كان موقفه فان الأمر يجب ألا يقلقنا كمصريين حتى وإن تحولت الأمور إلى ما كانت عليه من فتور العلاقات وتضييق على النمو المصري أو معاداة، فمصر اليوم أقوى بكثير من ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وشعبها الذي انتصر آنذاك يستطيع أن يستكمل المسيرة إذا حافظ على وحدة الصف وذلك بالبعد عن الشعارات ومحاربة كل صور الفساد باعتبارهما أعمدة النجاح لمصر.  


ولعل المثير في كل ما يدور في الصراع بين بايدن وترامب، هم بعض ممن يحملون الجنسية المصرية الذين يقاتلون بقوة لفوز "بايدن" لإثبات أن الديمقراطية بمفهومهم، الذي سقاهم إياه قادة الفكر من الحزب الديمقراطي الأمريكي من خلال سياسة أوباما، هي التي ستنتصر. 

 

فتتدلى علينا أصوات متحمسة لبايدن أكثر من "بايدن" نفسه لمحاولة إثبات أن تلك الديمقراطية المفرغة في قالب نمطي واحد لخدمة أهداف محددة تحت شعاراتها هي الأصلح للعالم ولمصر تباعا. 

 

هذا الوهم الكبير الذي يتبناه بعض من حاملي الجنسية المصرية ما هو إلا انعكاس لمدى اضمحلال مفهوم الديمقراطية لدى هؤلاء وإصرارهم على المكابرة وعدم تعلم الدروس، لدرجة أن بعض هؤلاء بداء في سرد نظريات مؤامرة لهزيمة بايدن وبقاء ترامب. 

 

ولهؤلاء نقول أن الأمريكيون أنفسهم في ٢٠١٦ أسقطوا هذا الفكر الديمقراطي بالفعل، الذي حاول أن يحتكر مفهوم أوحد للديمقراطية لتحقيق أهداف تخريبية لنصرة القضية التي يؤمنوا بها، وحتى لو خسر ترامب هذه المرة فالأمر لا شأن له بنصرة فكركم المضمحل الذي يحاول أن يتعالى تحت مظلة شعارات براقة. 

 

والحقيقة أن الشعوب هي من تختار مصيرها أيا كان، وعلى العالم أجمع الانصياع لاختيارات الشعوب أيا كان شكلها أو مضمونها تلك هي أسس الديمقراطية التي تطنطنون بها. 

 

أما للخونة الذين يظنون أن خسارة "ترامب" هزيمة لمصر، فنقول لهم مصر وشعبها التي هزمتكم وأتباعكم ومن يدعموكم ووقتما كان انعكاس مؤامرتكم في السلطة، قادرة على هزيمتكم في كل مرة وهي منصورة في كل الحالات لأننا لسنا مفعول به نحن أمة قادرة وأنتم وأفكاركم الركيكة أو الراديكالية إلى زوال.