قصة صورة| «ميمون» الفرعوني.. القرد المصري الحزين

القرد المصري الحزين
القرد المصري الحزين

انظر إليه، فربما تحزن لحزنه، فما تراه أمامك الآن هي مومياء لقرد تم تحنيطه في مصر القديمة، خلال عصر الدولة الوسطى.

 

يجلس هذا القرد الصغير الحزين وركبتيه على صدره، وذيله منحني حول الجانب الأيمن من جسده.

 

ويبدو أن القرد قد تم تحنيطه من خلال قطع موسع في منطقة الشرج بدلاً من نزع الأحشاء كما يتم مع البشر؛ حيث أظهرت الصور الشعاعية أنه تم إدخال مادة صلبة في جذع القرد للمساعدة في الحفاظ على شكله الأصلي.

 

كما أن آثار عملية التحنيط من الراتينج والنترون والضمادات الخارجية لا تزال ظاهرة على القرد، بحسب ما ذكرته الدكتورة سليمة إكرام، في كتاب "المخلوقات الإلهية: مومياوات الحيوانات في مصر القديمة".

 

وقد تم العثور على هذا القرد الحزين عام 1906، أثناء عملية التنقيب التي تمت بواسطة العالم الأمريكي تيودور م. ديفيس في قبر بجوار قبر الملك أمنحتب الثاني (1428-1401 ق.م)، بوادي الملوك بالأقصر، وهو يوجد الآن بالمتحف المصري بالقاهرة.

 

ولعبت القرود دورًا مميزًا في حياة قدماء المصريين، وهو ما كشفته مقابر أثرية كثيرة عثر عليها في مصر مؤخرا، منها مقبرة السيدة حتبت التي تم اكتشافها في عام 2018.

 

دور القرد في حياة المصريين القدماء أوضحته مقابر سقارة والأقصر، فقد كانت القرود تشارك المصريين في الزراعة وجمع المحاصيل والفاكهة والرقص والموسيقى.

 

وفي موسوعته التاريخية "مصر القديمة"، كشف سليم حسن أن المصريين القدماء كانوا يألفون ويستأنسون نوعين من القردة، أولهما لونه أخضر كلبي الرأس، أطلقوا عليه اسم ميمون أو قردوح، والثاني رسم بلون أصفر، ولوحظ في مقبرة تسن من الأسرة الخامسة أن المصري القديم كان يصطحب القرد للصيد مع كلابه.