إنها مصر

شرم الشيخ وكورونا !

كرم جبر
كرم جبر

كورونا أشد قسوة من الإرهاب، على شرم الشيخ عروس مدن العالم.
لأن كورونا تشتد فى الشتاء، وهو موسم الدفء والروعة والسياحة، وتمتلئ شواطئ شرم الشيخ ومنتجعاتها بآلاف السائحين من بلدان العالم، خصوصاً دول البرد والصقيع.
دول البرد والصقيع أوقفت طيرانها وتستعد للإغلاق التام، خصوصاً فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا، بجانب دول الاتحاد السوفيتى القديم، وجميعها تحت العزل المشدد.
كانت شرم الشيخ منذ أيام تتنفس الصعداء، بعد قدوم سائحين من أوكرانيا، ملأوا الشوارع وخليج نعمة وسوهو، ولكن أوكرانيا والدول المجاورة لها، تستعد هى الأخرى لإجراءات مشددة بعد تزايد حالات الإصابة والوفيات.
من يصدق أن شرم الشيخ هذا الشتاء بلا حجوزات، عروس بلا فرح ولا معازيم، وتزداد قسوة البرد أثناء الليل لخلوها من البشر الذين كانوا يأتون إليها للاستمتاع بسحرها ودفء شمسها، وكانوا يقولون: من لم يزر شرم الشيخ لا يعرف سحر الشواطئ.
تمنيت من كل قلبى أن تهدأ الأمور، وينعقد المؤتمر الدولى للشباب فى يناير القادم، وتعلن مصر نجاحها فى اتخاذ إجراءات احترازية تعطى الأمل للشعوب المشتاقة لكسر الحصار.
وشرم الشيخ أثناء انعقاد مؤتمرات الشباب، غيرها فى أى وقت من أوقات السنة، وتحن إليها قلوب الشباب من مصر ومختلف دول العالم.. أيام لا تنسى.
مدينة ليس لها مثيل، صبرت وصمدت فى وجه الإرهاب الغادر، واستطاعت مصر بتضحيات شبابها وعزيمة الجيش والشرطة أن تضع حداً للجرائم الإرهابية، وتحمى المدينة من غدرهم، واندحر الإرهاب وجاءت كورونا.
لم تكن شرم الشيخ حزينة زمن الإرهاب مثلما هى أيام كورونا، وانطلقت من ربوعها دعوات للسلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف واحترام الإنسانية.
لفظ الإرهاب أنفاسه الاخيرة ولكن استعصت كورونا، ولم تفرق بين دول غنية وأخرى فقيرة ولا متقدمة ونامية، فالفيروس اللعين لا يعرف التمييز والجميع تحت التهديد.
شرم الشيخ الآن تنتظر البشر، فهى لا تعيش دون من يملأون شوارعها وشواطئها وفنادقها ومنتجعاتها، والله وحده هو الذى يعلم متى يطول انتظارها، وهل ينجح العالم فى اكتشاف مصل آمن يحمى من شرورها؟
>>>
إذا لم ينعقد مؤتمر الشباب الدولى فى شرم الشيخ هذا العام، هل يمكن عقد مؤتمر الشباب فى نفس التوقيت فى يناير القادم، لإحياء الأمل فى النفوس بأن الحياة يمكن أن تعود من جديد؟
رأيى الشخصى أن كورونا إذا هدأت، وتمسكنا بالإجراءات الاحترازية المشددة، فسوف تنجو البلاد بأقل قدر من الخسائر، وتكون بادرة طيبة لإعادة الابتسامة الشتوية الدافئة إلى شفاه مدينتنا الجميلة.
لنرفع أيدينا بالدعاء، أن ينقذ بلادنا من الوباء، وتعود الأيام الحلوة لمدينة السلام.