حكايات| يوم الموتى.. طقوس تعيد الحياة لـ«جماجم» الأطفال والبالغين

احتفالات "يوم الموتى"
احتفالات "يوم الموتى"

للموتى حياة أخرى يجهلها الأحياء، ولأن كل مجهول للبشر يخافونه، فقد كبرت المخاوف من الموت وما يلقاه الإنسان بعد موته، لذلك قدس المصريون القدماء موتاهم بإعداد المقابر المجهزة لاستقبال الحياة الأبدية.

 

وظهرت عادات غريبة توارثتها شعوب أمريكا الوسطى والجنوبية، لتخرج المكسيك اليوم بأغرب الاحتفالات العالمية تحت عنوان «يوم الموتى».

 جماجم محلاة بالسكر 

على مدار يومين، تحتفل «المكسيك» بـ «يوم الموتى»، ويبدأ اليوم الأول في 1نوفمبر من كل عام، وذلك تحت عنوان «يوم الأبرياء»، لأنهم يحتفلون بمواتهم من الأطفال، وتقوم عائلات هؤلاء الأطفال بزيارة مقابرهم، وتجهيز احتفال يرسم البهجة بدلًا من الحزن لفراق الأطفال.

وتأتي مظاهر الاحتفال بتجهيز "جماجم" مصنعة من الحلوى ومزينة بالسكر الملون، ومُزينة بالزهور.

هياكل البالغين 

ويبدأ اليوم الثاني في 2 نوفمبر، تحت شعار «يوم البالغين»، وتمتلئ شوارع المكسيك في ذلك اليوم، بالهياكل العظمية، المصنوعة من الحلوى، كما تقوم عائلات الموتى بإعداد موائد خاصة في المنزل وعلى القبور لتشجيع أصدقائهم على زيارة القبور.

تقديس حياة الأسلاف 

كان أول احتفال بـ «يوم الموتى» قبل قرابة 3 آلاف عام، في حضارات "الأزتيك، الناهوا، والمايا، وبيروبتشاس"، احتفالًا بحياة الأسلاف وذلك عن طريق الاحتفاظ بـ "جماجم الموتى"، وعرضهم في الميادين في "يوم الأموات"، واعتبروا تلك الجماجم هي رمز للموت نفسه.

 

عروس الكاترينا

«عروس الكاترينا».. المرأة الأكثر شعبية في يوم الموتى بالمكسيك، وتمثل امرأة من صفوة المجتمع، من تصميم أشهر مصنعي الجماجم المزينة الفنان المكسيكي "خوسيه كوادالوب بوسادا".

تفنن "خوسيه"، في تصميم "عروس الكاترينا"، وكان هدفه الأول من صنعها هو انتقاد الطبقة الارستقراطية، في عهد الجنرال "بورفيريو دياث"، » .

ويصل ارتفاع "عروس الكاترينا" إلى  38 سم، ووضع أول تمثال صنعه خوسيه لها في متحف المدينة، ليون، غواناخواتو، بالمكسيك عام 2007، وبعد وفاة صانعها استخدمت كرمز ديني في «عيد الموتى».


لم تكن المكسيك وحدها التي تحتفل بـ «يوم الموتى»، ولكن هناك العديد من الدول التي عددت مظاهر الاحتفال به، فنجد " الفلبين، والبرازيل والإكوادور وبليز، وغيرهم من دول العالم يتفقون في هدف الاحتفال ويتنافسون في تنوع مظاهره.

 

وجوه ملونة في الاحتفالات

نجد احتفالات "يوم الموتى"، تملأها الألوان، فالجماجم ملونة، ووجوه الأحياء أيضًا ملونة، ولكل لون معنى، فيمثل اللون الأصفر الشمس والوحدة، أي أن جميع من يعيش تحت الشمس متشابهون، ويستخدم الأبيض لتصوير الروح والنقاء، أما الأحمر يمثل الحياة أو بشكل أكثر تحديدًا الدم، ويمثل اللون الأرجواني الحداد المفهوم الذي يشعر به أولئك الذين يفقدون أحباءهم، وأخيرا اللون الوردي الذي يدل على السعادة.

أسرار الزهور والفراشات 

يُعتقد أن رائحة زهرة القطيفة تساعد على إعادة الروح المعنوية من المقبرة إلى منازل أسرتها، وأن الفراشات الملكية تمثل روح المغادرين، أما جماجم السكر فهي تمثيل لدورية الحياة كما نعرفها.

وبين كل تلك المظاهر والاحتفالات تحولت مظاهر الموت في تلك الدول، من الحزن والبكاء، إلى البهجة والسعادة حتى ولو أكلوا الجماجم ولعبوا بالهياكل العظمية..