كرة القدم والثورة الجزائرية.. «أن تترك المجد الفرنسي لأجل الحرية والشهداء»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عانت دولة الجزائر الشقيقة طويلا مع الاحتلال الفرنسي حتى جاءت ثورة التحرير التي يحتفل الشعب الجزائري بمرور 66 عامًا عليها مطلع نوفمبر الحالي، فكانت كرة القدم من أعمدة هذه الثورة بحكاية كتبها نجوم الجزائر بحروف من نور.

ساعات قليلة قبل أن يختار منتخب فرنسا، قائمته للمشاركة في كأس العالم 1958، ليفاجئ بهروب 9 من اللاعبين الجزائريين من فرنسا وفي مقدمتهم رشيد مخلوفي نجم وهداف الدوري الفرنسي وأفضل لاعبي سانت ايتيان، والمدافع الأشهر مصطفى زيتوني.

هرب مخلوفي ورفاقه إلى تونس بعدما تلقوا اتصالات من جبهة التحرير الجزائرية لتكوين منتخب للجزائر ليدافع عن القضية الجزائرية والحق في الاستقلال عن فرنسا من خلال مباريات ودية في مختلف دول العالم.

ترك مخلوفي وزيتوني المجد لأجل حرية بلادهم، وضحى لاعبو الجزائر بالمشاركة المونديالية في كأس العالم فانهزم المنتخب الفرنسي أمام البرازيل بالخمسة في نصف النهائي.

تحمل لاعبو الجزائر وعددهم 30 لاعبًا تقريبًا مشاق الهروب عبر الحدود الفرنسية إلى تونس وتعرض الثنائي حسان شاربي ومحمد معوش للاعتقال من قبل السلطات الفرنسية قبل أن يتم الإفراج عنهما بعد عام واحد وانضما لرفاقهم في تونس بعد ذلك.

وكون لاعبو الجزائر منتخب جبهة التحرير وجابوا دول العالم شرقًا وغربًا متحملين مشاق المطاردات ورفض الاتحاد الدولي الاعتراف بهم وتحذير المنتخبات من ملاقاتهم وديًا، كل هذا لأجل الثورة الجزائرية.

وضحى لاعبو الجزائر وهم في فرنسا بـ 15% من رواتبهم لصالح الثورة الجزائرية، قبل أن يجوبوا العالم ويخوضوا 90 مباراة ودية في العراق ويوغوسلافيا وصربيا وغيرها من الدول للترويج للقضية الجزائرية والمطالبة بالاستقلال.

وبعد الاعتراف باستقلال الجزائر ونجاح ثورة المليون شهيد، اعترف الفيفا بمنتخب الجزائر المستقلة وشاركوا في كأس العالم بإسبانيا عام 1982.