«عندي فكرة».. خفض أسعار المنتجات الحيوانية بتحسين إنتاجية الماشية

 د. عمرو صلاح سليم
د. عمرو صلاح سليم

فازت خمسة أبحاث للدكتور عمرو صلاح سليم الأستاذ المساعد بقسم بحوث الحيوانات المزرعية بمعهد بحوث زراعة الأراضي القاحلة بمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية ببرج العرب الجديدة، بجائزة الدولة التشجيعية 2020 والتي تهدف لحل مشاكل بيئية وصحية وغذائية للدول النامية التي تعانى نقصا في موارد الأعلاف التقليدية مع المحافظة على استخدام أقل التكاليف الممكنة.

وحصل الباحث عمرو صلاح على المركز الأول على مستوى البرازيل، والرابع على مستوى الأمريكتين.. وحول تفاصيل الأبحاث أجرينا معه الحوار التالى.


< حدثنا عن فكرة هذه الأبحاث الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية؟


- الأبحاث الخمسة تدور حول تحسين الكفاءة الانتاجية للحيوانات المجترة لخفض أسعار المنتجات الحيوانية من لبن ولحوم ومحاولة ايجاد بدائل غير تقليدية فأثبتت النتائج أن استخدام «تفل البنجر» وهو أحد المخلفات الزراعية اثبت كفاءة فى تحسين عملية التخمر بكرش العجول الجاموس النامية والذى انعكس على رفع أدائها الانتاجى عندما تم استبدال الذرة جزئيا أو كليا فى العليفة بتفل البنجر ليحقق بذلك أعلى عائد انتاجى بأقل تكاليف ممكنة.

كما أستخدم أيضا أحد المخلفات الزراعية المهملة وهو لحاء جذر نبات المورينجا كمضاد حيوى طبيعى حيث اثبت جودته فى تحسين معدلات نمو الحِملان وخفض انتاج الميثان من المجترات بالتفوق على المضادات الحيوية التقليدية ليس فقط من حيث زيادة انتاج الحيوان ولكن بأقل التكاليف الممكنة تحت الظروف المحلية ورغم ان مصر لا تشارك بنصيب كبير فى انتاج غاز الميثان من المجترات الا انه يمثل إحدى صور فقد طاقة الغذاء فكلما انخفضت جودة الاعلاف المقدمة للحيوان زاد انتاج الميثان وفقد الطاقة والتى يجب ان تتحول إلى انتاج لبن أو لحم، كما دارت الابحاث حول دور المركبات الفعالة ولأول مرة بنبات الليوسينا وهو من الشجيرات العلفية التى أثبتت جدارتها وارتفاع قيمتها الغذائية ونسبة البروتين بها، والتى يمكن أن تحل جزئيا مشكلة استيراد مصادر العلف البروتينية بالعملة الصعبة وبالتالى خفض سعر المنتجات الحيوانية لتصبح فى متناول الجميع.

وهذا النبات يحتوي على العديد من المركبات الثانوية، التي لها خصائص غذائية مفيدة للحيوان ولكن بنسب معينة فإذا ارتفعت هذه النسب تؤدى إلى خفض انتاجية الحيوان، ولذلك درست أنواعا مختلفة من هذه الشجيرة وتأثير محتواها من المركبات الفعالة وقدرتها على خفض انتاج غاز الميثان المنبعث من المجترات كما استخدمت الزيوت الطيارة وهى مركبات نباتية لها خصائص مضادة للبكتريا كبديل للمضادات الحيوية وخفض انتاج غاز الميثان من المجترات.


< كيف تساهم فى تحسين الإنتاج الحيوانى؟


تساهم الأبحاث فى حل العديد من المشكلات التى تواجه الدول النامية وبالأخص مصر والمتسببة بارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية مثل المصادر العلفية الخضراء مرتفعة القيمة الغذائية خاصة فى فصل الصيف وغياب البرسيم الأخضر نظرا لمحدودية الرقعة الزراعية بجانب أهمية الحصول على منتجات حيوانية خالية من متبقيات المضادات الحيوية والتى تستخدم كمحفزات نمو للمجترات وذلك بأقل قدر ممكن من فقد طاقة الغذاء من خلال انبعاث غاز الميثان الذى يعد من أهم غازات الاحتباس الحرارى للكرة الأرضية.


< ما الجديد الذى تم تقديمه فى هذه الأبحاث؟


- الجديد يتمثل فى استخدام مخلفات نباتية مثل «تفل البنجر» ليحل محل مواد علفية أعلى سعرا لإنتاج منتج ذى قيمة غذائية عالية «لبن أو لحم» بأقل التكاليف الممكنة.. ايضا استخدام بعض الشجيرات العلفية كبدائل اعلاف غير تقليدية والتعرف على أهم المواد الفعالة بها والتى لها دور مباشر فى خفض انتاج غاز الميثان من الحيوانات المجترة واستغلال ذلك للحفاظ على البيئة إضافة إلى استخدام مخلفات قشور جذور نبات المورينجا أو مستخلصاتها كإضافة علفية جديدة من شأنها رفع الكفاءة الانتاجية لما تحتويه من مواد فعالة تم التعرف عليها حديثا.


< هل تم تطبيق هذه الأبحاث على أرض الواقع؟


- نعم.. وأصبحت منتجات تباع كإضافات علفية جديدة وغير تقليدية فى مجال الانتاج الحيوانى وذات قيمة تنافسية عالية مما يقلل من الاعتماد على استيراد الاضافات العلفية بل جعل لها قيمة تسويقية وتصديرية للخارج مع توفير للعملة الصعبة.


< كم استغرق الوقت لإجراء هذه الأبحاث؟ وما جهات التمويل؟


- تراوحت فترة كل بحث من 8 إلى 12 شهرا أما عن التمويل فقد كان معظمه شخصيا مع توفير الأجهزة والكيماويات والحيوانات من قبل كل من الهيئة العامة لمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية بمدينة برج العرب وكلية الزراعة بجامعة الاسكندرية بالتعاون مع مركز الدراسات الزراعية النانوية بجامعة ساوباولو بالبرازيل.