د. محمد إبراهيم
تدل الشواهد التاريخية والأثرية على أن صناعة الحلى والمجوهرات وأدوات الزينة بصفة عامه تعود أصولها لعصور ما قبل التاريخ خصوصا حضارة البدارى بأسيوط،حيث يعزى إليها أنها كانت تمثل مولد البراعم الأولى لهذا الفن فى صناعة الحلى بمختلف أنواعها، وكان المصرى فى العصر العتيق مولعا إلى حد كبير بلبس الحلى على نحو ما كان عليه خلفه فى الأزمنة التالية، تميز هذا الفن طوال فترات وجوده بالتعبير الجميل عن عناصر البيئة المصرية الطبيعية ممتزجة بعبقرية الروح المصرية التى كانت تسعى إلى مرحلة الاتقان والتفرد،وبلغت صناعة الحلى ذروتها خلال عصر الدولة الحديثة،واستمرت خلال العصر اليونانى الرومانى، وعلى الرغم من كون الحلى كانت تستعمل للحياة الدنيا إلا أنها كانت فى أغلب الأحوال ذات مغزى دينى، وكان تزيين الموتى بالحلى من الأمور الضرورية والشائعة فى مصر القديمة بوجه عام والعصر اليونانى الرومانى بوجه خاص، فكل شخص يموت مهما كان مركزه الاجتماعى،كان لابد من تزيين جثمانه قبل الدفن بقطع من الحلى أو المجوهرات المناسبة لطبقته ومدى ثرائه، وبالنسبة لأفقر الفقراء من الموتى وهم الغالبية،كان لا يخلو الأمر عند دفنه من تزيين جثمانه بقطعة من الخيط لُضمت فيها بعض الخرزات الملونة وتلف حول رقبته أو حول ذراعه.
وكان المصرى القديم يعتقد ان الحلى تكمن فيها أسرار وقوى خفية تحفظها وتحميها من الأرواح الشريرة، وقد استخدم الرجال والنساء حلى متعددة الأغراض فكان على سبيل المثال حلى للصدر وللرقبة والأصابع واليد، فقد تم العثور سابقا فى منطقة آثار دهشور بالقرب من هرم الملك «اممنحات الثالث» على تحف فنية من الحلى تعد من روائع الفن المصرى القديم، ايضا تم العثور بمنطقة اللاهون بمحافظة الفيوم على تحف فنية من الحلى بمقبرة الأميرة «سات حاتحور» أهمها تاج محلى بالرسوم والأشكال الرائعة، وقد استخدم المصرى القديم بعض الأحجار الكريمة والمعادن فى صناعة الحلى أهمها( الفيروز، العقيق، اللازورد، الجمشت، الأستايت، الذهب، الفضة، الإلكتروم، الفلسبار)، ويمكن تقسيم الحلى فى مصر القديمة إلى حلى للحياة اليومية وهى الحلى ذات الغرض الزخرفى وكان يرتديها الرجال والنساء على حد سواء، والحلى ذات المغزى التمائمى لحماية من يرتديها من الأرواح الشريرة، والحلى الجنائزية التى كان توضع مع المتوفى بالمقبرة.
خبير بوزارة السياحة والآثار
