إنها مصر

الألسنة المتسخة !

كرم جبر
كرم جبر

لا أحد يعلم أين تتجه موجة الشائعات الإخوانية القادمة، فهم يبثون أكاذيبهم دون عقل أو منطق، ويوظفون وسائل التواصل الاجتماعى لدعايتهم المسمومة، وكل ذلك على أمل إعادة إنتاج الظروف التى كانت سائدة قبل 25 يناير، ولم يستوعبوا أيضاً أنهم لم يكونوا صناع الحدث، ولكن قاموا بالسطو عليه.
لم تستوعب الجماعة الإرهابية دروس التاريخ، التى تؤكد المصير الأسود للكذابين وانتحارهم بالسم، مثلما حدث مع هتلر ووزير دعايته جوبلز.
لم يستفد الاخوان من دروس مشوارهم الدامى مع كل أنظمة الحكم فى مصر، منذ ظهورهم المشئوم سنة 1928، فمن عاداتهم الانتهازية أن يتحالفوا مع كل رئيس ثم يتآمرون عليه، فعلوا ذلك مع فؤاد وفاروق قبل ثورة 1952، وقتلوا الخازندار والنحاس، وصدرت من قبل حكومة الوفد التعليمات بحل جماعتهم، وتصفية كوادرهم.
وفعلوا نفس الشيء مع جمال عبد الناصر، وكانوا أصدقاء للثورة، ولكنهم أرادوا التهامها، واشترطوا على ناصر تعيين وزراء للداخلية والحربية من الإخوان، وعرض قرارات مجلس قيادة الثورة على مكتب الإرشاد، فانتفض عبد الناصر وقرر أن يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به، بعد أن اكتشف أنهم لا يريدون المشاركة فى الحكم، ولكن الاستيلاء على السلطة.
وبعد 25 يناير كان المصريون جميعاً شهود عيان، على أكبر مؤامرة تتعرض لها البلاد فى تاريخها، لنزع هويتها وتاريخها وحضارتها وثقافتها، واستبدالها بدولة المرشد وقوانينه وميلشياته، وغير كل المرات السابقة، كان المصريون جميعاً شركاء فى انتزاع وطنهم من أنياب الشيطان، واسترداد وطن عظيم، قوامه التسامح والمحبة والتعايش السلمي، واحتواء جميع الثقافات والديانات والحضارات، وليس العنف والقتل والإقصاء والإبعاد.
لم تكن لهم خطة ولا برنامج للتعامل مع التحديات التى تواجه البلاد، حتى فى الفترات التى كان لهم فيها عدد كبير من النواب فى البرلمان، واعتمدوا فقط على عنصرين.. الأول استثمار المشاكل والأزمات لتأليب المصريين على حكامهم.. والثانى إطلاق مضخة الشائعات بكامل قوتها، والتركيز على الأمور المعيشية، والقضايا التى تمس أكبر عدد من المواطنين.
الجماعة الإرهابية كانت الفاعل الأصلى للبلاغات الكيدية، التى تجاوزت عشرات الآلاف، وكانت المحرك الخفى لكل حوادث القتل والحرق والتخريب التى روعت البلاد، وغلفت جرائمها بسياج هائل من الأكاذيب والشائعات، ويكفى فقط أن نسترجع شرائط البلتاجى وصفوت حجازى وأبو بركة، وغيرهم من صناع الكذب.
الوجوه البشعة لا تنفع معها عمليات التجميل، والألسنة المتسخة لا يجدى معها التنظيف، ولن يتركوا أسلحتهم الفاسدة.. اليقظة مطلوبة، والوعى سلاح فعال، ومصارحة الناس أقصر طريق، لإفشال مخططات بث الفوضى وزرع الشكوك فى نفوس المصريين.
 
>>>
دعاء:
اللهم إن كان رزقى فى السماء فأنزله، وإن كان فى الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدا فقربه، وإن كان قريبا فيسره، وإن كان قليلا فكثره، وإن كان كثيرا فبارك لى فيه.