في مثل هذا اليوم.. روسيا تعلن الحرب على «الدولة العثمانية»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

إعلان روسيا الحرب ضد تركيا «الدولة العثمانية»، أن ذاك لفرض السيطرة على ضفاف نهر بروت، الذي يفصل حاليا بين مولدافيا ورومانيا، لم تكن العلاقة التاريخية بين الأتراك والروس، منذ عهد الدولة العثمانية والقيصرية الروسية في حال حسنة.

يُعد اليوم  1923/10/29، ذكرى إعلان قيام الجمهورية التركية على أنقاض الدولة العثمانية المنهارة، وكان أول رئيس لها مصطفى كمال أتاتورك الذى لقب بالمجرم الهالك والذئب الأغبر، كانت اللعبة العالمية للقضاء على الخلافة العثمانية تستدعي اصطناع بطل تتراجع أمامه جيوش الحلفاء الجرارة، وتمت صناعة مصطفى أتاتورك بواسطة المخابرات البريطانية على يد رجل المخابرات البريطاني «أرمسترنج»، الذي تعززت علاقة مصطفى كمال به في فلسطين وسوريا عندما كان أتاتورك قائدا هناك في الجيش العثماني، وبسبب هذه العلاقة الحميمة مع المخابرات البريطانية تخلى عن الدفاع عن فلسطين فقام بإنهاء القتال مع الإنجليز وسمح لهم بالتقدم شمالاً دون مقاومة، وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام مع الإنجليز.

حرب القرون الأربعة 

تحاربت الإمبراطوريتان أكثر من عشر مرات على مدار أربعة قرون، كانت آخرها حرب 1878م في البلقان، ومن أهم هذه الحروب الحرب التي دارت بين ١٧٦٨ و١٧٧٤ والتى انتهت بعقد معاهدة «كوتشوك قينارجه» والحرب التي دارت بين عامى ١٧٨٧و١٧٩٢ والتى انتهت بعقدمعاهدة «ياسى» والحرب التي وقعت بين عامى ١٨٢٨ و١٨٢٩ والتى انتهت بعقد معاهدة «أدرنة» والحرب التي دارت بين عامى ١٨٥٣ و١٨٥٦ والتى تعرف باسم حرب «القرم»، والتى انتهت بعقد معاهدة «باريس» والحرب التي دارت بين عامى ١٨٧٧ على أثر إعلان روسيا الحرب على تركيا.

تستعرض بوابة أخبار اليوم سلسلة الحروب بين روسيا وتركيا: 

حروب القرن السابع عشر

نجحت روسيا في الوصول إلى البحر الأسود بعد حروب عديدة مع تركيا في القرن السابع عشر، في عام 1711 نجحت تركيا في إرغام القيصر على إعادة منطقة آزوف إلى تركيا بعد أن أخفق قيصر روسيا في مساعيه بإنهاء السيطرة التركية على منطقة البلقان بعد خسارته المعركة الكبيرة على ضفاف نهر بروت الذي يفصل حاليا بين مولدافيا ورومانيا عام 1710.

حرب الست سنوات

في عام 1768 طلب السلطان العثماني من إمبراطورة روسيا كاترين الثانية الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبولونيا، فخاض البلدان حربا استمرت ست سنوات ما بين 1768 و1774 حققت فيها روسيا انتصارات كبيرة واستولت على شبه حزيرة القرم نهائيا وبحر آزوف ومنطقة بيسارابيا ، وتمكنت قوات الماريشال الروسي روميانتسييف من اجتياح مولدافيا ووصلت قواته إلى بلغاريا حيث ألحق هزيمة نكراء بالقوات التركية هناك، كما باتت روسيا تملك بعض السلطة في حماية ورعاية المسيحيين الأورثوذكس، رعايا السلطنة العثمانية في كل منطقة البلقان.

معاهدة لاشى

وما لبثت أن اندلعت حرب أخرى بين الطرفين عام 1787 وقفت فيها الامبراطورية النمساوية إلى جانب روسيا. فتمكنت القوات الروسية بقيادة الجنرال سوفوروف من السيطرة على نهري دنيستر والدانوب وأرغمت انتصاراته اللاحقة تركيا على إبرام معاهدة «لاشي» عام 1792 والتي تنازلت بموجبها السلطنة العثمانية عن كل الساحل الغربي لأوكرانيا على البحر الأسود.

هزائم ساحقة

وفي عام 1811، وبينما كانت روسيا تتأهب لحرب طاحنة ضد قوات نابوليون، شن الجنرال الروسي الأشهر كوتوزوف هجوما خاطفاً على الجبهة التركية ونجح خلال عامي 1811 و1812 في إلحاق هزيمة ساحقة بالجيش التركي وأرغم السلطنة العثمانية على إبرام معاهدة بوخاريست عام 1812 تنازلت بموجبها تركيا عن منطقة بيساربيا برمتها لروسيا.

معاهدة أدرنة 

خلال الحرب بين الطرفين عامي 1828 و1829 سيطرت روسيا على بلغاريا والقفقاس ووصلت إلى شمالي غربي منطقة الأناضول التركية فسارعت تركيا الى طلب إبرام معاهدة سلام فتم التوصل الى معاهدة أدرنة عام 1829 وضمنت روسيا بموجبها السيطرة على الساحل الغربي أيضا من البحر الاسود كما اعترفت تركيا بالسيادة الروسية على جورجيا وجزء من أرمينيا الحالية.

هزيمة مدوية

وما لبثت أن اندلعت حرب القرم الأولى عام 1853 واستمرت ثلاث أعوام وانتهت بمعاهدة باريس عام 1856. نشبت الحرب بسبب مطالبة روسيا بالوصاية على الرعايا الاورثوذكس في السلطنة العثمانية وعلى رأسهم مسيحيو فلسطين، ورغم خسارة روسيا الحرب لكن معاهدة باريس التي انهتها سمحت لها بالاحتفاظ بأغلب المساحات الشاسعة التي احتلتها في حروبها السابقة ضد تركيا ، وبعدها بأثنين وعشرين عاماً اندلعت حرب القرم الثانية وآخر الحروب بين روسيا والسلطنة العثمانية وأهمها على الاطلاق وانتهت بهزيمة مدوية للأخيرة.