اقتراحات المستشار الزند كلها وجع دماغ، أو هى الأكثر قدرة على إثارة الجدل والضجيج.. فبعد اقتراحه بضريبة على الأمن.. يعنى يدفع المواطن مبلغا شهريا لوزارة الداخلية، مقابل حصوله على الأمن والحماية !!... طبعا لم يلق الاقتراح الذى يحول رجل الشرطة إلى (بودى جارد) ومفهوم الشرطة إلى (إتاوة).. لم يلق أى استجابة، لا من المواطنين ولا من الداخلية نفسها... اليوم يطالب المستشار الزند وهو وزير للعدل، يطالب بإصدار قانون للمعاقبة الجنائية (لولى أمر) المتهم بالإرهاب.. يعنى تأتى الشرطة بأهل المتهم بالإرهاب (الأم والأب) وتعاقبهم جنائيا، لأنهم لم يحسنوا تربية ابنهم!!.. شيء أشبه بحكايات التعذيب على مر العصور، حيث يجرجر الأهل إلى السجون، ويتم الضغط عليهم والإعتداء عليهم، وأحيانا يتم اغتصاب النساء (الأم أو الزوجة) لمزيد من الإذلال والعنف.. يعنى القانون المقترح من وزير العدل، هو إحدى أدوات التعذيب المستخدمة فى العالم!!

الاقتراح أيضا يتجاوز مفهوم العدل نفسه.. صحيح أنا لا أفهم فى القانون وبنوده، لكن يقينا أفهم فى الناس الذين يطبق عليهم القانون، وأعرف أن لا أحد يتحمل مسئولية خطأ غيره، فلا تذر وازرة وزر أخرى..
اقتراح المستشار الزند يستند على أن ولى الأمر مسئول عن رعاية أبنائه وتربيتهم، وبالتالى فهو مسئول وشريك عن النتيجة التى يصل إليها من جرائم وإرهاب.. وهى فرضية ليست صحيحة، فالإنسان ليس فقط ابن أسرته، ولكن أيضا ابن بيئته ومحيطه وثقافته.. ترعاه الأسرة والمدرسة والحى والجامع ومؤسسات العمل، ومفردات أخرى عديدة تسهم فى التأثيرعلى الفرد وتشكيله.