يغطى السوق المحلى ويصدر 45% من إنتاجه

صور| «كيما 2» دفعة جديدة للاقتصاد المصرى.. ومليار جنيه أرباح متوقعة للمشروع

مصنع كيما
مصنع كيما

مشروع مصنع كيما 2  حلم طال انتظاره، حيث واجه المشروع منذ التفكير فيه صعوبات عديدة، إلا أنه تحقق على أرض الواقع بإرادة المصريين والعاملين بالمصنع، ليصبح من ضمن قاطرات التنمية للاقتصاد الوطنى، وليساهم بدوره فى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية لأسوان والصعيد وخاصة أنه يمثل نقلة نوعية قوية على كافة المستويات البيئية والصناعية حيث إن شركة كيما تعد من أكبر القلاع الصناعية التي نفتخر بها باعتباره علامة بارزة في تاريخ الصناعة المصرية، والمشروع الذى صمم وبنى بسواعد مصرية جاء ليرد بقوة على المرتجفين والمشككين فى إنجازات ثورة يونيو.


شركة مصانع كيما

أسس مصنع كيما عام 1956 وبدأ الإنتاج الفعلى فى مايو من عام 1960، لإنتاج الأسمدة الأزوتية ونيترات الأمونيا. 
وكاد المصنع أن يغلق أبوابه فى عام2003، عندما قرر الرئيس حسنى مبارك غلقه بسبب خسائره الناتجة من ارتفاع تكلفة الكهرباء. وقيل أيضا إن الغلق كان بإيعاز من أحد القوى العظمى، ليتوقف المصنع عن إنتاج المياه الثقيلة اللازمة لتشغيل المفاعلات النووية.
إلا أن إرادة العاملين بالمصنع ومساندة أهالى أسوان لهم حالت دون ذلك، ليستمر العمل والإنتاج بسواعد مصرية لا تتوقف عن الحركة فى قلعة إنتاج الأسمدة الأزوتية ونيترات الأمونيا وسماد اليوريا، ليبدأ التفكير بعد ذلك فى توصيل الغاز الطبيعى للمصنع لتوقف نزيف الخسائر، وكان سببا فى توصيل الغاز الطبيعى لمحافظة أسوان ومنازلها التى أصبحت تستخدم الغاز الطبيعى، بدلًا من إسطوانات البوتاجاز.

مصنع كيما 2 :-

بدأ التفكير فى إنشاء مصنع كيما 2 بعد توصيل الغاز الطبيعى للمصنع القديم الذى كان مكلفًا جدًا، وجاء  مشروع إعادة تأهيل شركة كيما للأسمدة (الامونيا-اليوريا) بمحافظه أسوان، لسد الفجوة القائمة في أسواق الأسمدة .بالإضافة إلى إنشاء مدينة صناعية كاملة في أسوان. تساهم في خلق فرص عمل في صعيد مصر. وذلك بعد تقادم المصنع الحالي والذى أوشك على التوقف، لذا تم التفكير في إقامة مشروع كيما(2) والذى تبلغ تكلفته الاستثمارية نحو 11.6 مليار جنيه بما يعادل 738 مليونا 500 ألف دولار وفقاً لأسعار الصرف  في حينه. يقام المشروع على مساحه 60 فداناً ويوفر ما يقرب من 3700 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

مشروع كيما 2 قبلة الحياة لشركة كيما

ويقول المهندس عيد الحوت رئيس مجلس إدارة شركة كيما، المصنع الجديد  "كيما 2" جاء ليكون قبلة للحياة للمصنع القديم، الذى كان مهددًا بالتصفية وتشريد آلاف الأسر. وخاصة بعد الارتفاع الكبير فى أسعار الكهرباء التى مثلت عبئًا كبيرًا حيث تعتبر مادة خاما فى عمليات الإنتاج، وبالتالى تكلفة إنتاجية مرتفعة لا تتناسب مع المنافسة التى نواجهها سواء فى السوق المحلى أو التصدير بسبب استهلاكنا الكبير من الطاقة فضلا عن تهالك الماكينات بالمصنع القديم، الذى كان يعمل بطاقة إنتاجية 50%، لكن مع انطلاق "كيما 2" وتنفيذ التطوير سنستطيع مضاعفة الإنتاج.

وقال إن "كيما 2" بمثابة حلم طال انتظاره من قبل جميع العاملين بالشركة، ويهدف مشروع "كيما 2" إلى إنتاج 1320 طنا من الأمونيا توجه منها 900 طن لإنتاج 1575 طنا من اليوريا يومياً بمصنع كيما الجديد بإجمالي 1570 طنا/ سنوياً و300 طن أمونيا توجه إلى المصنع القديم لإنتاج 120ألف طن/ سنوياً من نترات الأمونيا منخفض وعالي الكثافة. و100 ألف طن/ سنوياً من سماد نترات النشادر الأزوتي، وذلك باستخدام الغاز الطبيعي بدلاً من الكهرباء وساهم ذلك في توفير 150 ميجاوات/ساعة للشبكة القومية، وتطبيق كافة الاشتراطات البيئية باستخدام النظم التكنولوجية الحديثة للحفاظ على البيئة. 


وأكد الحوت على أن المشروع يساهم فى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية لأسوان والصعيد، إضافة إلى فتح المجال أمام التصدير للأسواق الإفريقية والعالمية، وهو صرح عملاق يضم مآخذ مياه على النيل بطاقة 24 ألف م3/يوم، وخط ناقل 500 مم بطول 5 كم. وأحواض تخزين إستراتيجية سعة 8 آلاف م3، بالإضافة لمحطة تنقية للمياه، ووحدات لإنتاج بخار المياه.

كما يضم محطة كهرباء توربينية بطاقة 27 ميجا واط / ساعة، وخزان أمونيا سائلة سعة 10 آلاف طن، ويشمل خطوط ربط بين المصنعين القديم والجديد.
وحول الإيرادات المتوقعة من المشروع العملاق، قال رئيس مجلس الإدارة: نصدر منتجاتنا لأكثر من 10 دول بينها الأردن- اليونان- ألبانيا- كينيا- تنزانيا- السودان، وغيرهم.

وأضاف أن المستهدف تحقيق 400 مليون جنيه أرباح فى أول عام للتشغيل تزداد تصاعديًا حتى تصل لنحو مليار جنيه سنويًا، ونتوقع أن يسدد المصنع تكاليفه خلال 8 سنوات بعد تشغيله بصورة كاملة، فضلا عن إن المصنع ساهم فى توفير فرص عمل وبالفعل تم اختيار مهندسين وفنيين وكيميائيين وعمال، ومع تطور أعمال المشروع سيكون هناك المزيد من فرص العمل لأبناء أسوان تزامنا مع خطط التسويق وتوسعة الصادرات الخارجية.


مكونات مصنع كيما :-
يتكون مصنع كيما من ثلاث قطاعات:  المرافق والخدمات - مصنع الأمونيا - مصنع اليوريا ومحطة التعبئة.
أولا:- المرافق والخدمات: وتشتمل على كل من محطة فلترة وتخفيض الغاز الطبيعي، وذلك بهدف تلبية احتياجات المصنع 
 من الغاز الطبيعي التي تبلغ 1.200.000 م مكعب / يوم بضغط 25 بار.
 محطة معالجة المياه، وذلك لإنتاج مياه للعمليات الصناعية المختلفة والمتمثلة في مياه التبريد – مياه منزوعة الأملاح لإنتاج البخار المطلوب للمصانع.
وحدة إنتاج النتروجين لإنتاج 600 م مكعب / س نتروجين اللازم لأغراض التطهير والصناعة وأعمال بدء التشغيل.
وحدة إنتاج هواء العمليات والأجهزة، والهدف منها أنتاج الهواء اللازم لأعمال النظافة وتشغيل الأجهزة بالموقع.
محطة إنتاج الكهرباء والغرض منها إنتاج 27.2 ميجا وات / س لتلبية احتياجات المصنع من الكهرباء ذاتيا، وتصدير الفائض إلى المصنع القديم.
 أبراج التبريد، وذلك لتوفير المياه اللازمة لتبريد العمليات الصناعية المختلفة بمصنع الأمونيا واليوريا.
محطة الديزل – وتحتوى على عدد (2) ديزل قدرة كلا منهم 2.5 ميجاوات لتلبية احتياجات المصانع من الكهرباء في حالة الطوارئ وانقطاع الكهرباء.
شبكة مياه الحريق – لتأمين المصانع في حالة حدوث الحرائق.
المعامل المركزية – تم إنشاء معمل على أحدث مستوى بأجهزة مختلفة لإجراء التحاليل المطلوبة للعمليات الصناعية والتحكم في جودة المنتج النهائي .
محطة الربط بين المصنع الجديد. والمصنع القديم – توجد شبكة ربط بين المصنعين لإمداد المصنع القديم باحتياجاته من الأمونيا - البخار – المياه المعالجة – هواء الأجهزة والعمليات – الكهرباء.
-غرفة التحكم الرئيسية ويتم فيها متابعة ومراقبة العمليات الصناعية والتحكم عن بعد وتشغيل الوحدات الإنتاجية المختلفة. 
ثانيا : مصنع الأمونيا: ويشتمل على ثلاث مراحل  
 الأولى :- مرحلة إزالة الكبريت من الغاز الطبيعي .
                                 
الثانية :- مرحلة إنتاج الغاز التخليقي ( نتروجين - وهيدروجين )، وذلك عن طريق تكسير الغاز الطبيعي في المحول الأولى، والمحول الثانوي، مع ضخ الهواء الجوي كمصدر للنيتروجين بالمحول الثانوي، عن طريق ضاغط هواء العمليات الذى يدار بواسطة توربينة غازية، والتي تعتبر أحد الأساليب الجديدة لتوفير استهلاكات الطاقة لمصانع الأمونيا.
مرحلة تنقية الغاز التخليقى من( مركبات الكربون– الأرجون – الميثان)
عن طريق المراحل الآتية:
تحويل co إلى co2 في وحدتي (HT – L T).
وحدة إزالة co2.
وحدة الميثانيتور لتحويل co ،co2 إلى ميثان.
مرحلة التجفيف للغاز الطبيعي .
مرحلة تنقية الغاز وضبط نسبة النتروجين إلى الهيدروجين لتصبح (1:3)
عنبر الضواغط :-
ويشتمل على عدد 4 ضاغط ( ضاغط غاز ثاني أكسيد الكربون المستخدم في صناعة اليوريا – ضاغط الغاز الطبيعي – ضاغط الغاز التخليقى – ضاغط الاسالة للأمونيا الغازية ) وذلك بهدف رفع ضغوط الغازات إلى ضغوط التشغيل المطلوبة.
                              
 المرحلة الثالثة :- تخليق الأمونيا : 
وتتم داخل مفاعل الامونيا عن طريق تفاعل الهيدروجين مع النتروجين عند ضغط 155 بار في وجود عامل مساعد وذلك لإنتاج 1200 طن من الامونيا يومياً. ويعتبر هذا المفاعل ضمن التكنولوجيا الحديثة التي تطبق لأول مرة داخل مصر.

وحدة التكثيف والفصل والتخزين ويتم تكثيف وفصل الأمونيا وتخزينها داخل (خزان الأمونيا) الرئيسي والذى يسع 10.000 طن أمونيا، وتقوم بإرسال 900 طن أمونيا إلى مصنع اليوريا و300 طن أمونيا إلى المصنع القديم.
ثالثا: مصنع اليوريا
ويتكون من :
وحدة تخليق اليوريا: وتتم عن طريق إدخال غاز الأمونيا مع غاز ثاني أكسيد الكربون بضغط 145 بار في مفاعل اليوريا ( Pool Reactor  ) وذلك لإنتاج محلول اليوريا.
مرحلة التفكيك واسترجاع الغازات غير المتفاعلة وذلك بهدف الحصول على تركيز محلول اليوريا 72%.
مرحلة التركيز الثانية :- وتتكون من مرحلتين للوصول بتركيز محلول اليوريا الى 98% .
  مرحلة التحبيب:- ويتم فيها تحويل محلول اليوريا الى حبيبات اليوريا بحجم من 2- 4 مم وهى المنتج النهائي للمصنع بتركيز 46.20 %.
وحدة التخزين والتعبئة :- ويتم فيها تبريد المنتج النهائي وأرساله الى محطة التعبئة والتي تتكون من عدد 6 سيور لتعبئة 240 طنا / ساعة عن طريق السكة الحديد وعربات النقل وفى حالة توقف محطة التعبئة يتم أرسال المنتج الى المخزن الرئيسي بسعة 50 ألف طن.

 


خفض أسعار المنتجات الزراعية
ومن جانبه قال محمد عبد الشكور أحد مهندسى مصنع كيما إن منتجات "كيما 2" سيؤدى لخفض أسعار المنتجات والمحاصيل الزراعية. وتوافرها للمواطن بسعر مناسب. وقال إن " كيما 2 " سوف يؤدى إلى عودة كيما إلى سابق عهدها كشركة رائدة فى صناعة الأسمدة من الغاز الطبيعى، وعودة كيما إلى أسوان مثلها مثل السد العالى كسابق عهدها.

 


فرص عمل للشباب
أكد د.حجازى محمد مدير عام التطوير والبحوث بمصنع كيما إن المشروع وفر ما يقرب من 3700 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء الصعيد، فضلا عن أرباح متوقعة فى حدود مليار جنيه.

 

وقال إنه من المقرر إغلاق عدد من المصانع والأقسام فى المصنع القديم بعد انطلاق الإنتاج فى كيما 2 مثل الأمونيا والهيدروجين والازوت. وذلك لوجود رؤية مستقبلية ودراسة لقسم الهيدروجين والآزوت على أن يتم تطوير قسم الهيدروجين لإنتاج الهيدروجين السائل كوقود للعصر بالإضافة إلى دراسة إمكانية استخلاص الماء الثقيل لتلبية احتياجات محطات الضبعة النووية ونحاول تطوير النشاط  بدلا من الغلق بحيث نستخدم الهيدروجين فى بدائل أخرى بعيدًا عن صناعة الأسمدة، فضلا عن توفير الأسمدة لمشروع الـ1.5 مليون فدان.


 إعجاز وتحدى غير مسبوق
 ومن جانبه أكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان على أن ما شهدته مصر خلال المرحلة الحالية يعد إعجازاً حقيقياً وتحدياً غير مسبوق بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي قائد مسيرة التنمية والبناء والعمران من خلال تنفيذ مشروعات قومية وإستثمارية وخدمية وتنموية فى كافة المجالات من أجل الارتقاء بمستوى معيشة المواطن المصرى بكافة أرجاء المعمورة.

 

ولفت إلى أن دعم الدولة المصرية وخاصة الحكومة لمحافظة أسوان يعكس ذلك حيث إننا نسير بخطوات ثابتة ومدروسة بخطة طموحة ورؤية مستقبلية تستهدف إحداث نقلة وطفرة نوعية فى جميع مجالات وقطاعات التنمية والاستثمار ليحقق ذلك عوائد مباشرة وغير مباشرة للمواطن الأسوانى.

 

وقال إن حجم الاستثمارات للمشروعات الجارية على أرض المحافظة وصل إلى 85.5 مليار جنيه تشمل 901 مشروع. منها مشروع إنشاء مصنع كيما 2 والذى دخل مرحلة التشغيل التجريبي. ويعد الأكبر فى الشرق الأوسط فى صناعة الأسمدة، موضحاً أن هذه المشروعات كان لها عدة أهداف أولها اقتحام التحديات والمشاكل المتراكمة لتوفير حياة كريمة لأهالى المحافظة، وأيضاً توفير فرص عمل مع زيادة دخل الأسر الأكثر احتياجاً، علاوة على رفع مستوى جودة الخدمات الجماهيرية، وأكد محافظ أسوان على التزام العاملين وإدارة المصنع بالإجراءات الوقائية ووسائل الحماية أثناء الدخول والخروج من وإلى مواقع العمل. 

 


وأشار المحافظ أن هذا المشروع القومى وصلت تكلفته الإستثمارية إلى 12 مليار جنيه وينتج حالياً 1320 طن أمونيا يومياً. و1730 طنا من خام اليوريا يومياً. حيث يصدر 45 % من الإنتاج للأسواق الأوربية والأسيوية والإفريقية عبر الموانئ البحرية والبرية بجانب 55 % للأسواق المحلية مما ساهم في توفير أكثر من ألفين فرصة عمل حقيقة للشباب.


دعوة للرئيس السيسى 
عبر العاملون بمصانع شركة كيما بأسوان لـ"بوابة أخبار اليوم" عن سعادتهم البالغة باستكمال العمل فى هذا المشروع العملاق. وبدء التشغيل التجريبى له، والذى ساهم فى توفير آلاف من فرص العمل أمام أبناء أسوان والصعيد. وناشدوا الرئيس عبدالفتاح السيسى بتدشين الكثير من المشروعات التنموية على أرض الصعيد لمواجهة أزمة البطالة وتوفير فرص عمل أكثر أمام الشباب.
وأعربوا عن رغبتهم فى تشريف الرئيس لافتتاح المشروع العملاق.

 

اقرأ ايضا||مناشدات لمحافظ البحر الأحمر بتخصيص أتوبيس لتلاميذ المدرسة الفكرية