«لقاحات كورونا».. مستجدات لم تأتِ بجديد والعالم ينتظر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لا يزال العالم يتلهف للحظة التي يتم فيها الإعلان بصورةٍ أكيدةٍ عن اكتشاف لقاح فيروس كورونا، الذي ينتظر أن يخلص العالم من كابوس "كوفيد-19"، الذي أرق أجفان سكان الكرة الأرضية خلال عام 2020، ولا يزال يمثل هاجسًا كبيرًا إلى يومنا هذا.

وفي الوقت ذاته، تخوض كبرى شركات الأدوية في العالم سباقًا ضد الزمن، من أجل إنتاج اللقاح المنتظر، وتأمل كل شركة في الوصول إلى اللقاح قبل نظيراتها، من أجل جني الأرباح الطائلة المنتظرة لهذا اللقاح.

ونتناول في هذا التقرير أبرز ما آلت إليه الأوضاع في أهم 5 لقاحات مطروحة على الساحة العالمية، لعل العالم يجد ضالته أخيرًا ويصل إلى اللقاح الغائب حتى الآن، في وقتٍ اقتربت إصابات فيروس كورونا حول العالم من بلوغ الأربعين مليونًا.

اللقاح الروسي

نبدأ من أكثر اللقاحات الذي اكتسب شهرةً في الآونة الأخيرة، وهو اللقاح الروسي، الذي أُعلن عنه قبل أكثر من شهرين.

ففي شهر أغسطس الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أول لقاحٍ معتمدٍ لمرض "كوفيد-19"، والذي أُطلق عليه اسم "سبوتنيك V".

وأشار الرئيس الروسي، إلى أن اللقاح الجديد يمنح مناعة مستدامة، وأنه فعالٌ بما فيه الكفاية، حسب قوله. كما صرح بأن ابنته تناولت هذا اللقاح، ولم يظهر عليها أية أعراض جانبية.

وفيما يتعلق بموعد طرحه عالميًا، قال موقع "روسيا اليوم"، إن روسيا ستنتج ملايين الجرعات الشهرية، وذلك بحلول عام 2021.

آخر المستجدات المتعلقة باللقاح الروسي، تصريحٌ صادرٌ من كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، التي قالت أمس الجمعة إنها أجرت حوارًا طيبًا للغاية مع مطوري لقاح روسي ثانٍ لمرض "كوفيد-19".

وأضافت سوميا سواميناثان، كبيرة علماء المنظمة، في مؤتمر صحفي في جنيف، "لن نتمكن من اتخاذ موقف بشأن لقاح إلا عندما نرى نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية".

وعلى أرض الواقع، تعيش روسيا موجةٍ تفشٍ غير مسبوقة لفيروس كورونا، وتخطت الإصابات أمس الجمعة الخمسة عشر ألف إصابة، ولامست اليوم السبت نفس الرقم من الإصابات، لكن في الوقت ذاته تخطت البلاد منذ أيام حاجز المليون حالة شفاء من مرض "كوفيد-19". وتقترب نسبة الشفاء من فيروس كورونا حاليًا في روسيا من 77%.

ريمديسيفر ولقاحات أخرى تحت مجهر منظمة الصحة

ثاني العقارات وأكثرها جدلًا هو عقار ريمديسيفر، الذي ثارت حوله كثير من التكهنات واللغط حول مدى قدرته على علاج فيروس كورونا من عدمه.

أكثر المدافعين عن عقار ريمديسيفر كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تحدث عن فاعليته، لكن منظمة الصحة العالمية طالما شككت في فاعلية هذا اللقاح.

أحدث دراسة كشفت عنها منظمة الصحة العالمية، أن عقار "ريمديسيفير" لعلاج مرض إيبولا وثلاثة عقاقير حالية أخرى، من الأدوية المفيدة لعلاج فيروس كورونا.

وقالت المنظمة، إن الدراسة وجدت أن الأدوية لم يكن لها تأثير يذكر على ما يبدو على معدل الوفيات أو مدة بقاء مرضى "كوفيد-19" في المستشفى.

وأجرت منظمة الصحة العالمية، تقييمًا شمل آثار 4 أدوية محتملة، هي ريمديسيفير، وهيدروكسي كلوروكين، وعقار مضاد لفيروس "اتش.آي.في" مكون من خليط من عقاري لوبينافير وريتونافير، وعقار إنترفيرون، وذلك على أكثر من 11 ألف مريضٍ بالغٍ في أكثر من 30 دولة.

لكن في الوقت ذاته، أشارت منظمة الصحة إلى أن تأثير لقاح ريمديسيفر محدود، وهو ما أغضب شركة "جيلياد"، المنتجة لعقار ريمديسيفر، واعتبرت أن بينات منظمة الصحة العالمية تبدو "متناقضة".

علاج «كوفيد أورجانكس»

هذا العلاج المستخدم كلقاح من فيروس كورونا، والمعروف باسم "كوفيد أورجانكس"، وُلد من رحم القارة السمراء، وبالتحديد من مدغشقر، التي اعتمدته علاجًا من مرض "كوفيد-19".

وكشف الرئيس الملغاشي أندري راجولينا في شهر أبريل الماضي عن مشروبٍ من شاي الأعشاب سُمي "كوفيد أورجانكس" ادعى أنه علاجٌ من فيروس كورونا، إلا أن منظمة الصحة العالمية قد حذرت، في وقتٍ لاحقٍ،  من تناول هذا المشروب كعلاجٍ من فيروس كورونا.

ومع ذلك، مضت مدغشقر في اعتماد "كوفيد أورجانكس" كعالجٍ للفيروس، وقد وجه الرئيس الملغاشي وقتها انتقادات للغرب، ومتهمًا إياهم بازدراء الطب الأفريقي التقليدي.

وفي خضم ذلك، سجلت مدغشقر نسب شفاء مرتفعة من فيروس كورونا، دفعت منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان في شهر سبتمبر الماضي عن أنها أقرت قواعد لاختبار علاجات عشبية أفريقية لمرض "كوفيد-19".

وإلى حد الآن، تعافى 16 ألفًا و215 مصابًا من مرض "كوفيد-19"، وذلك من بين 16 ألفًا و810 حالات مسجلة بعدوى "كوفيد-19"، بنسبة شفاءٍ بلغت 96.46%.

لقاح شركة فايزر

رابع اللقاحات يتعلق باللقاح الذي تنوي شركة "فايزر" الأمريكية العملاقة للأدوية إنتاجه، والذي قالت إنها ستتقدم بطلب ترخيص للاستخدام الطارئ للقاحها المضاد لمرض "كوفيد-19" في أواخر نوفمبر المقبل.

ولدى شركة "فايزر" اتفاق لبيع 100 مليون جرعة من لقاحها لحكومة الولايات المتحدة، وتتيح لها خيار شراء 500 مليون جرعة إضافية.

وأعلنت شركة "فايزر" قبل أيامٍ إنها ستبدأ تجربة لقاحها على الأطفال حتى سن الـ12 عامًا.

ويمثل إعلان شركة "فايزر" بأن إنتاج اللقاح لن يكون قبل أواخر نوفمبر المقبل، خيبة أمل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يعقد آمالا على إنتاج اللقاح قبيل الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر المقبل.

لقاح محتمل منتصف العام المقبل

خامس أهم اللقاحات تعكف عليه شركة "سانوفي" الفرنسية، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة في شهر يونيو الماضي، بيد أنه لم يتم التوصل إلى صورته النهائية بعد.

وأعلن أوليفيه بوجيلو، رئيس شركة الأدوية الفرنسية "سانوفي"، أن مجموعته تسرع كل شيء لتنجح في تقديم لقاح في منتصف العام المقبل وتضمن أنه سيكون آمنًا وفعالًا.

وقال إن الشركة تواجه وضعا حساسا للغاية على المستوى التنظيمي، حيث تم توقيع ميثاق مع مختبرات مختلفة حتى لا تتنازل عن سلامة اللقاحات، مشيرًا إلى أنه إذا كان اللقاح فعالا وآمنا في منتصف العام المقبل، سيتمكن الفرنسيون من الحصول على التطعيم.

وذكر بوجيلو أنه بمجرد الحصول على نتائج المرحلة الثانية المتوقعة في ديسمبر المقبل ستبدأ الشركة الإنتاج دون انتظار نتائج المرحلة الثالثة والتي ستكون متاحة في أبريل ومايو من العام المقبل، منوهًا إلى أن الشركة ستطلق الإنتاج حتى قبل الحصول على نتائج المرحلة الثالثة.