صور| الطعم حكاية.. بلح الوادي الجديد «صعيدي وفالق ورطب»

بلح الوادي الجديد
بلح الوادي الجديد

حبا الله سبحانه وتعالي كل مكان على وجه الأرض، برزق خصص له ولمن يعيشون في هذا المكان وإذا نظرنا إلى مصر المحروسة فهي تقع في ملتقي قارات العالم فأعطى ذلك الموقع أهمية كبيرة وسط قارات العالم وهو ما يطلق عليه بلغة الخبراء الأهمية الإستراتيجية للموقع بصفة عامة، ومن هذا المنطلق حبي الله سبحانه وتعالي واحات الوادي الجديد بالتميز في إنتاج محصول أنواع معينة من البلح والتمور لا توجد مثيلاتها في أي مكان آخر.

 

تؤكد تقارير وزارة الزراعة، أن إجمالي إنتاج مصر من التمور يبلغ 1.7 مليون طن سنويا من حوالي 15 مليون نخلة تتمركز في أسوان والوادي الجديد والواحات البحرية وسيوه والبحيرة والشرقية، ويبلغ إنتاجنا حوالي 18% من الإنتاج العالمي.

 

2.5 مليون نخلة تطرح أجود أنواع البلح

يقول د.مجدي المرسي وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، إن المحافظة تمتلك 2.5 مليون شجرة نخيل منتشرة بواحات الخارجة والداخلة والفرافرة وباريس وبلاط، وأن المزارع الواحاتي يعتمد بشكل كبير علي هذا المحصول الثانوي من أجل تسويقه والانتفاع بما يدره عليه من أموال تساهم بشكل مباشر في تلبية احتياجات البيوت الواحاتية يأتي في مقدمتها زواج الأبناء فتيات وشباب.


وأضاف المرسي، أن إجمالي ما يتم إنتاجه من جميع أنواع البلح والتمور يبلغ 153 ألف طن من أجود أنواع وأصناف البلح وهي الصعيدي أو السيوي والتمر الجاف أو النصف جاف، والأصفر والحمراوي وأصناف أخري جديدة دخلت إلي الأسواق وهي المجدول والبارحي والصقعي والبارتمودا، مشيرا إلي أن كافة الأسواق تطلب بلح الوادي الجديد وهي الأسواق الأسيوية والعربية بالخليج ودول المغرب العربي.


3500 فدان بأصناف البارحي والسكوتي والمجدول
وحول الأصناف الأخرى التي يتم زراعتها بواحات الوادي الجديد، أكد وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، د مجدي المرسي أنه يوجد مساحة 3500 فدان تم زراعتها بأصناف البلح البارحي والسكوتي والعنبر والخلاص والساقعي والمجدول وأصناف أخرى وهي مساحات منتشرة لدي المزارعين في معظم قري ومدن المحافظة وخاصة منطقة غرب الموهوب وشرق العوينات.


الطعم حكاية
وقال حسين عبد المنعم أحد مزارعي واحة الخارجة، إن البلح أنواع كثيرة، ولكل نوع من البلح توقيت يتم خلاله جمعه وتسويقه، مشيرا إلي أن البلح الرطب والفالق هما من أهم الأنواع وأطيبها في المذاق وهي أصناف تحتاج إلي رعاية خاصة نظرا لنضجها السريع وتلفها السريع، وهي بذلك يكون عمرها في الأسواق قليل جدا لايتعدي الثلاثة أسابيع في موسم حصاد البلح والذي يبدأ من شهر أغسطس وينتهي مع نهاية شهر سبتمبر.


وأضاف عبد المنعم، أن البلح الصعيدي المعروف باسم الصنف السيوي يأتي في مقدمة أصناف البلح الذي تشتهر به المحافظة والذي يلقي قبولا لبيعه من خلال شركات التصدير، خاصة في الأسواق الأسيوية بدول شرق آسيا التي تستهللك كميات كبيرة منه خاصة في شهر رمضان الكريم.

 

تكاثر النخيل
وحول زراعة أشجار النخيل وتكاثرها، أكد حسين عبد المنعم، أن الطريقة الأولي لزراعة وتكاثر النخيل هي نقل الفسائل، وهذا يتم بشكل تلقائي فجميع أشجار النخيل تخرج من أسفلها أشجار نخيل تسمي فسائل النخيل، وهي أنواع كثيرة حسب نوع البذرة التي تخرج من النخلة الأم ويتم نقلها وزراعتها في الحقول بطريقة محددة وعلى أبعاد معينة لضمان استمرارها على قيد الحياة ولكن مايعيب تلك الطريقة في الزراعة أن المنتج النهائي- شجرة النخيل- لا يمكن التعرف عليها وعلي نوعية البلح المنتج من النخلة، إلا بعد الإنتاج الفعلي للنخلة الذي يحتاج ما يقرب من 5 إلي 7 سنوات للإنتاج.


الزراعة باستخدام الأنسجة
ويقول الدكتور محسن عبد الوهاب مدير فرع أكاديمية البحث العلمي  بالوادي الجديد بان الطريقة الثانية لتكاثر النخيل هي باستخدام ( زراعة الأنسجة ) وهي تعتمد علي المعامل في استخلاص ( الجمار) وهو( قلب النخله) والذي يتم التعامل معه في معاملات  خاصة بأخذ شرائح  من الجمار  وزراعته في أنابيب داخل المعامل. 

 

وما يميز إنتاج النخيل عن طريق زراعة الأنسجة هو التعرف علي نوعية النخيل المطلوب إنتاجه ونوع البلح المطلوب الحصول عليه، وهي طريقه توفر الكثير من الجهد مشيرا بان شريحة واحده من الجمار تنتج عدد 1000 فسيلة نخيل، كما أن المحافظة لديها معمل لإنتاج النخيل باستخدام الأنسجة بمقر فرع أكاديمية البحث العلمي بمدينة الخارجة.


تصدير البلح
يرتبط تسويق و تصدير محصول البلح في محافظة الوادي الجديد بشهر رمضان الكريم  حيث تستهللك  الاسواق المحليه في مصر الآلاف من الأطنان سنويا، ثم تأتي دول شرق أسيا ومنها ماليزيا وأندونيسا ودولة المغرب العربي حيث يتم استهلاك  كميات كبيره من صنف البلح السيوي.


يقول كمال ضاحي أحد مصدري البلح بالوادي الجديد بان موسم التصدير البلح بالمحافظة مغلق الآن وحتى أول يناير القادم، حيث أن سوق البلح في الوادي الجديد تحول من دول شرق أسيا إلى دولة المغرب تحديدا التي استوردت ما يقرب من 25 ألف طن العام الماضي. 


وأضاف كمال بان موسم البلح للعام الحالي 2020 راكد ولم يتم التصدير أملا في أن تفتح الأسواق المغربية باب الاستيراد للبلح المصري وخاصة البلح الخاص بالوادي الجديد.


وأضاف كمال ضاحي بأن أسباب الركود في تصدير البلح يأتي في المقدمة أزمة فيروس كورونا وعدم إقبال التجار المغاربة على المجازفة وشراء بلح الوادي الجديد وان شهر يناير القادم هو الأمل في بداية تصريف البلح.


البلح في ثلاجات المزارعين
وأضاف كمال ضاحي بأن إنتاج البلح هذا الموسم تم تخزينه في ثلاجات لدي المزارعين وان المصانع الكبرى بدأت في توسعة مخازن البلح، لحين إشعار آخر أو لحين تحسن الأسواق حيث يتم بيع المحصول بأسعار تبدأ من 8 جنيهات إلى 12 جنيها للكيلو، وأن الفلاح يقوم بالتخزين أملا في ارتفاع أسعار التوريد.


بلح بالفسدق والبندق والسوداني
نجحت المصانع في محافظة الوادي الجديد في عمل إضافات لثمرة البلح وبإضافة المكسرات إليه بالفسدق والبندق وعين الجمل والسمسم والفول السوداني وتقديمه في عبوات تحمل أشكال جماليه تجذب أنظار المستهلكين.


مبادرة الرئيس السيسي لزراعة مليون نخلة
أكد محافظ الوادي الجديد  اللواء محمد الزملوط  بان الرئيس السيسي طلب مضاعفة الإنتاج من نخيل البلح بإضافة ما لا يقل عن مليون شجرة نخيل إلى العدد الموجود حاليا وهو 2.5 مليون شجرة نخيل. 


وأضاف الزملوط بأنه تم تخصيص ما يقرب من 60 ألف فدان للمستثمرين والإفراد والجمعيات لتنفيذ هذه المبادرة، مشيرا بأنه تم زراعة 225 ألف شجرة نخيل، وأن أعمال المبادرة مستمرة للوصول إلى المستهدف، وأن الأصناف الجدية المنزرعة في تلك المبادرة هي الأصناف العالية القيمة من البلح البارحي والمجدول وغيرها.