«الكف والفنجان والودع» أغرب خرافات انساق ورائها الجمهور

صورة مجمعة
صورة مجمعة

قراءة الكف والفنجان وضرب الودع والحصى كلها خرافات وبدع لا صحة لها، من تعاطي علم الغيب، فأصحابه يدعون علم الغيب بالأشياء والمستقبل، وهم أجهل من هذا، يستغلون شغف الناس لمعرفة مستقبلهم، وخوفهم من المجهول، وهو دجل وكذب وافتراء، كونهم يدعون علم الغيب، ويكذبون ويقولون هذا كذا وهذا كذا بالكذب، إنما يأكلون أموال الناس بالباطل، فعلم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :«مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم». أخرجه أحمد والأربعة، موضحة أن لإتيان له صور عديدة: يكون بالذهاب إليه، أو بالجلوس إلى قارئة الكف، أو الفنجان، أو صاحبة الودع، أو بمطالعة أبراج الحظ، بمشاهدة برامج الأبراج.

قراءه الكف

"من أصابع يديك اعرف شخصيتك" يعتقد عدد من الباحثين  أن أصابع يد الإنسان بأطوالها وأشكالها تعطي فكرة عن شخصيته وقدراته ومدى تعرضه للاضطرابات النفسية والعصبية ، من خلال شكل اليد وحجمها يمكننا أن نستدل على شخصيتنا وشخصية الآخرين ، إن كانت اليد كبيرة أم صغيرة ، صلبة ، قاسية ، غليظة ، أم ، لينة ، نحيلة ، أو مجوّفة .

قارئة الفنجان و وشوشة الودع

هناك الكثير من السيدات  يدخلن مجال قراءة الفنجان للكسب فقط بغض النظر إن كان هناك فن قراءة فنجان أم لا، مثل الكثير من السيدات اللاتي تطوف بالشوارع في القرى، تهتم بالمظهر فتحمل  فوق رأسها "قفه" بداخلها بعض الرمال والودع، و الحقيقة أنه لا يوجد تاريخ محدد في الكتب لهذه المهنة، ولكن قراءة الفنجان تعود لأيام الفراعنة، والذين اهتموا كثيرا برؤية الطالع وأعمال السحر.


الأبراج الفلكية


الأبراج الفلكية هي تقسيمات دائرة البروج أو مسار الشمس باثنی عشر قسم سماوي، وهي تجمعات لنجوم مرئية بالعين المجردة، والأبراج هي تقسیمات للدائرة التي تمر فيها الشمس والقمر والكواكب الثمانية، وعددها علی دائرة البروج 12 برجا، وهي تغطي جزءا منها، كما تحمل الأبراج أسماء حيوانات وأشياء وشخصيات دينية وأسطورية، و لکل منها 30 درجة قوسيه علي مسار الشمس، وهذه الأخيرة تمر ببرج واحد في شهر شمسي وتسمى الشهور الشمسية في التقویم الهجریة الشمسیة بهذا البروج ألاثني عشریة.

الأزهر


أكد الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المؤمن عليه أن يكون متفائلا دائما ولا يتشائم ويثق في قضاء الله وقدره ويرضى به في كل الأحوال، و علي الشباب عدم ممارسة ما يسمى قراءة «الكف والفنجان و وشوشة الودع» قائلا «بلاش لأنه لا يوجد هذا الأمر في الإسلام»، فالله يختار للمؤمن كل ما فيه مصلحته وما هو خير له، و أن أول صفات المؤمنين التي ذكرها الله تعالى هو الإيمان بالغيب، وقد حجب الله تعالى عن الإنسان كثير من الأمور كالعمر والرزق والموت وغيره، للإيمان بما عند الله، إذن فالتنبوء بالأبراج وقراءة الطالع هي مثل السحر وكلاهما شر يتسبب في زلزلة عقائد الناس.

وأضاف الشيخ عويضة، أنه لا ينبغي على المؤمن أن يتطلع إلى الغيب لأنه مخفي عنه وليس له أن يسأل فيه، أو يعرف عنه شيئا، وما عليه سوى أن يدعو الله أن يوفقه لكل خير ويبارك فيما تبقى من عمره،  وأن يتفرغ للعبادة و التقرب إلى الله.


وتابع الشيخ عويضة، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي صلى الله عليه وسلم، دلنا على كل ما يصحح عقائد الناس، ويجعلهم على صلة بالله تعالى، وكذلك بين كل ما يمكن أن يتسبب في خلل بالإيمان والعقيدة.

وعلق الشيخ عويضة، التنجيم بالأبراج مثل السحر، و أن النبي صلى الله عليه وسلم دلنا على كل طرق الخير، وكل ما يصحح عقائد الناس، ويجعلهم على صلة بالله تعالى، وكذلك بين كل ما يمكن أن يتسبب في خلل بالإيمان والعقيدة.

وأشار إلى أنه عندما جاء معاوية ابن الحكم السلمي، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له «يا رسول الله كما نفعل عدة أمور في الجاهلية، فكنا نأتي الكهان، المنجم الذي يتنبأ ببعض الأمور التي ستحدث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم،  فلا تأتهم، مشيرًا إلى أن هذه أول الأمور العقائدية التي ينبغي أن يتنبه لها الإنسان، فلا ينبغي له ربط اعتقاده بكلام شخص أو نجم.


ونصح الشيخ عويضة، الشباب والسيدات بعدم ممارسة ما يسمى بلعبة قراءة الكف والفنجان، والمؤمن عليه أن يكون متفائلا دائما ولا يتشاءم، ويثق في قضاء الله وقدره ويرضى به في كل الأحوال، فالله يختار للمؤمن كل ما فيه مصلحته وما هو خير له، و لا ينبغي على المسلم أن يتطلع إلى الغيب لأنه مخفي عنه وليس له أن يسأل فيه أو يعرف عنه شيئا، وما عليه سوى أن يدعو الله أن يوفقه لكل خير ويبارك فيما تبقى من عمره وأن يجعل عمره كله عبادة وتقرب إلى الله.

الطمأنينة والأمان

يقول الدكتور علي عبد الراضي استشاري العلاج والتأهيل النفسي، إن هناك كثير من الناس يفتقدون الطمأنينة والأمان، منتظرين فرصة تغيير، لا يستطيعون خلقها بأنفسهم، منتظرين المخلص و هم كثير جدا، كوسطه أو حادث يغير حياتهم او صدفة تجعله سعيد أو ناجح أو غني، وبناء عليه يلجئون إلى قراءه الكف والفنجان، ومعرفة انتظار المستقبل، وهم يتصفون باضطرابات شخصية أو جنون العظمة و الاضطراب الضطهادى مثل «الآخرين يدبرون لي مكيدة وحاسدين » كل هذه المجموعة علي حد فكرها واعتقادها، يهدفون إلى الاطلاع علي المستقبل ومعرفة هل أحد صنع له سحر و يقوم بتعطيل حياتهم.

وأضاف راضى، أن قراءة الكف و قراءة الفنجان غير حقيقي، كل هذه الأفكار تلعب علي فكر ضعفاء النفس، الذين لا يمتلكون فكر وثقافة ومصدقين جدا بهذه الأفكار، فيبدءون بالبحث عن أحد يرمي له أفكار، مثل «أنت نجمك خفيف، أنتي محسودة، انتى ختطيتى علي شئ» بنسمعوا من زوارنا في العيادة.

ونصح راضى، أن كل من يحدث معه اضطرابات نفسية، أو يشعر أن حياته غير مستقرة فعليه الاتجاه للدكتور المختص وشرح المشكلة له لحلها، أفضل من الوقوع في أيدي النصابين و الدجالين، فكل ما يدعي به الدجالين أشياء غيبية لا يعلمها إلا الله، وهذا أمر غير صحيح وغير علمي، فيجب عليه الالتزام بالصلاة والدعاء والصدقات والبعد عن قراءة الفنجان والكف، ووشوشة الودع والأبراج، ونستشهد بالمقولة العربية «القافلة تعوي والكلاب تسير» فيجب علينا عدم النظر خلفنا، و متابعة حياتنا بشكل طبيعي ودعاء ربنا وقراءه القرءان.

وأخيرا إن من يتابع الأبراج وقراءة الكف يحتاج إلي قالب يوضع به وتوجيهه برموت كنترول بيد العراف، فكل من يقتنع بهذه الخرافات يجب الابتعاد عنها فورا والتوجه للطبيب النفسي لتلقي العلاج من هذه الخرافات، قبل تحوله لمرض نفسي


وهم زائف
يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن قراءة الفنجان و الكف و ووشوشة الودع وقراءة الأبراج و والانصياع إليها وهم زائف  كاذب ويصيب أصحابة بالوهم و التعشم الكاذب في تحقيق أحلام المستقبل التي يصعب علي أصحابها تحقيقها، فقد تصاب بالصدمة والاكتئاب عند تخييب أمالك في كلام الدجال  وعدم تحقيق الحلم.

ويضيف الدكتور هاني، أنه يجب الابتعاد عن قراءة الفنجان و الكف و ووشوشة الودع وقراءة الأبراج، فكل هذا أوهام تأذيك لا يذهب إليها إلا ضعاف النفوس، والذين يصعب عليهم تحقيق أمالهم في الحقيقة فيلجئون إلي هذه الخرافات معتقدين أنها سوف تحقق لهم أمالهم، وهذا خلاف الحقيقة فلو أمكن للدجال أو مدعي معرفة الأشياء علمه للغيب أو جلب المال لكان أفاد نفسه أولا قبل إن يفيد غيرة.

ونصح الدكتور هاني، بضرورة الابتعاد عن قراءة الفنجان و الكف و وشوشة الودع و الأبراج و يجب إشغال النفس بأشياء مفيدة مثل ممارسة الهوايات المتنوعة والرياضة، إضافة إلى تقوية الوازع الديني.