الخروج عن الصمت

ألف تحية للرجال

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

47 عاما مضت على أحلى وأجمل انتصار وتبقى فى الذاكرة حلاوة التكبير والتهليل يوم أن عبر رجالنا القنال، يوم أن تغنوا الله أكبر أذن وكبر ونقول يارب النصرة تكبر.
غنت القلوب بعد المرارة والحسرة، نسيت آلامها واستشهاد أبنائها لأنهم غسلوا العار ورفعوا راية الانتصار.
مهما أوصف لكم لا أستطيع أن أجعلكم تدركون ما أدركناه لأنه لا يعرف طعم الحلاوة إلا من ذاق مرارة الأيام.. كانت تمر علينا قاسية كالجبال فالوصف مرعب والذكرى مؤلمة، بيوت توشحت بالسواد وأسر خرجت حافية القدمين تبحث عن أبنائها تجوب المحافظات وتطرق أبواب المستشفيات دون معلومة أو حتى استرشاد.
أسر كفرت بالقومية العربية والنعرة الحنجورية سنحارب إسرائيل ومن وراءها. عربيات تحمل اسرا هجرت بيوتها لا تعرف أين تسكن أو اى بلد تطأ أقدامهم ترابه، يبكون قلبك كل ليلة
بكلماتهم هون علينا هون.. غربا ومروحين.
فجأة تسمع زغرودة مكتومة تخرج كلها حزنا بقدوم ابنها وخوفا على مشاعر جيرانها
أفراد عادت وعاشت حياة الموتى لا ترى ولا تسمع من حولها والصم أصاب لسانها من هول ما رأت حولها من جثث لزملائها مزقت وانتهكت حرماتها، اجسادهم مازالت ترتعد خوفا لأنها لم تفعل شيئا ولا تستطيع إنقاذ من حولها.
أقولها بكل فخر للذين يحاولون تشويه ذكرى النصر وذكرى قائده انور السادات لن تفلحوا وارجعوا لصور اسراكم يوم أن عادوا إليكم بزيهم الموحد وهى البيجاما الكستور الذى أصر القائد على ارتدائهم لها. اسألوا قادتكم عساف ياجورى وغيره كيف كانت معاملة الكرام لهم.
تحية لهذا الرجل الذى آمن بربه وحفظ كتابه واحترم ابناءه من الشعب ومن رجال قواته المسلحة أفرادا وجنودا وضباطا وقادة.
ستظل فى قلوب من ذاقوا الانتصار بعد المرارة بعد أن عرفوا صدق القول والعمل.
لم تكن لنا تاجر شعارات زائفة
ولكنك آمنت بربك
وبقدرته فاستعنت به فأهداك الله الانتصار.
قد يخطأ الرجال لكن يبقى الشموخ والانتصار
وقد يغتر الرجال وتبقى لهم الهزيمة والانكسار.