«القيسارية» خان خليلي أسيوط .. قطعة من العصور الوسطي

القيسارية خان خليلي أسيوط
القيسارية خان خليلي أسيوط

بمجرد أن تصل إلى هنا إلى مسجد المجذوب غرب مدينة أسيوط، تعتقد أن الزمن عاد بك إلى العصور الوسطي، حيث التراث القديم معمارياً وثقافياً وتجارياً "هنا تجد كل ما يسرك" عبارة تسمعها من داخل بمجرد وصولك، "خان خليلي أسيوط" هنا القيسارية، على طريقة زنقة الستات سوق السكاكيني، سوق الخضار هنا يوجد كل شيء وهنا الآثار أيضاً هنا عبق التاريخ.

ما أن تعتاد على الذهاب إلي هذا المكان التاريخي والجلوس على مقاهيه، والبحث عن شيء لتشتريه حتى يأتيك أدمان المكان الذي لا تتوقف عن الذهاب إليه كلما شعرت ببعض الضيق، أو البحث عن الماضي، والعودة إلى تاريخ ما قبل 200 سنة منصرمة تجلس لتري وجوه جاءت من قري ومراكز ومحافظات أخري لشراء مايلزمها، وهنا من يأتي لزيارة سيدي "جلال الدين السيوطي" وهنا من جاءت لتشتري لوازم زوجها، وهنا من جاء ليجلس مع أدباء ومفكرين يأتيهم الألهم في الشعر والكتابة هنا كل شيء مرحباً بك في خان خليلي الصعيد إذا لم تستطيع الذهاب لـ"خان خليلي" القاهرة.

اقرأ أيضا|فيديو| «فاكهة الجنة» من أسيوط إلى الأسواق العالمية

السوق    

بمجرد أن تدخل القيسارية من عند مسجد المجذوب تجد سوق الملابس واللحوم والفسيخ والرنجة، والعطور كل إلى جانب بعضه يبيع نفس الصنف والكل يبيع والكل يقول لجاره "الله يسهلك"، ما أن تصل قليلا إلى الداخل حتي تجد سوق الأوني نحاس، والالمنيوم، والمنجدين وأصحاب الحرف القديمة، تتقدم قليلاً لتجد سوق الخضار، بعدها سوق اللحوم، تدخل قليلاً لتجد سوق السكاكين صناع وحرفيين لقمة عيشهم على صناعة السلاح الأبيض.

الوكالات الأثرية 

وكالة ثابت الأثرية، هي أحدي الوكالات التي تم أنشائها  في العصر العثماني، حيث يتوسطها فناء مستطيل الشكل وسقفها به نافذة كبيرة للإضاءة والتهوية وتتكون الوكالة من طابقين الأسفل منه للدواب وتخزين البضائع فى غرف والطابق العلوى للمعيشة والإقامة المؤقتة للتجار القادمين من المدن البعيدة ضُمت الوكالة إلى هيئة الآثار وتنتظر الدعم المادي من هيئة الآثار لتجديدها وتتخصص في دبغ الجلود.

وكالة لطفي تقع هذه الوكالة بمنطقة القيسارية خلف مسجد سيدي جلال الدين السيوطي، وقد ذكرت الحجة الخاصة بالإنشاء لهذه الوكالة أن السيد لطفى عبد الجواد عبد البر السيوطى وهو أحد أعيان تجار مصر ومن طائفة جمليان المتطوعون للعمل مع الإنكشارية  قام بإنشاء هذه الوكالة فى أول ذى الحجة سنة 1103هـ ـ 1692م وجعلها من جملة الأوقاف التى أوقفها على مسجده الكائن بجوار الوكالة ضُمت إلى هيئة الآثار.

الوكالات تفوح منها عبق التاريخ الاسلامي ترجع إلي العصر العثماني وسط محلات  لتجارة الخردوات والمصنوعات النحاسية والأقمشة اليدوية المختلفة وهي تشبهه إلي حد كبير منطقة خان الخليلي والأزهر، ووكالة الغوري بالقاهرة، وهي مبنية علي الطراز العثملني يتوسطها فناء مستطيل الشكل وسقفها به نافذة كبيرة للإضاءة والتهوية وتتكون الوكالة عادة من طابقين الاسفل منه للدواب وتخزين البضائع في غرف والطابق العلوي للمعيشة والاقامة المؤقتة للتجار القادمين من المدن البعيدة.

سيدي جلال الدين السيوطي

ويقع في منتصف القيسارية مسجد سيدي جلال الدين السيوطي بالتحديد أي يقسهما مسجده بالنصف طولاً وعرضاً وكما يقول الصوفية وسكان المنطقة:"حامي الحمي نعيش في حماه هو حامي الحمي للمنطقة" ، المسجد عبارة عن قبة مرفوعة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية، وبداخله مقام الشيخ الجليل. ويعد المسجد من أكثر المساجد تناسقا وانسجاما، وبين ضخامة البناء وجلال الهندسة ودقة الصناعة وتنوع الزخرف يجمع كل الفنون المعمارية والهندسية، يرجع تاريخ بناؤه إلي عام 766 هجرية وينتسب للإمام والشيخ الجليل والعارف بالله جلال الدين الأسيوطي، الذي ولد سنة 849هـ  أسيوط لوالده قاضي قضاتها في هذا الوقت وتوفي 911هـ في القاهرة  وحفظ القرآن كاملًا في سن الثامنة، وأتقن في علوم القرآن والتفسير.

سوق السكاكين

سوق السكاكين عبارة عن مجموعة من محلات تصنيع السلاح الأبيض المحلي، سكاكين سواطير وكل ما تحتاجه في المنزل من ادوات تقطيع والأدوات الزراعية "محش، مشرط موز، سكين الشاورما" وغيرها هذه الصناعة التي اصبحت في عداد الموتي بعد غزت الاسواق الكثير من ادوات المطبخ المستوردة المصنوعة في الصين ومن خامة الاستلستيل، واصبح الناس يعتمدون على الخامات التي تصنع بالدولار ويرفضون ما يصنع بالجنيه في محاولة يائسة لاحياء هذه الصنعة والحرفة المحلية يتمسك أصحاب هذه المحلات بصناعتهم التي اندثرت، ويطالبون الدولة بدعمها لاستمرار واحياء الحرف اليدوية الصغيرة التي تواجه وحش الصادرات وتنين الصين العظيم الذي ابتلعها.