إشتروا منى

أكتوبر.. ذكرى كسر أنف لصوص الآثار

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

هناء عبدالفتاح

اقتربنا من تمام مرور نصف قرن على ذكرى نصر أكتوبر المجيد، كل عام وأرض مصر العظيمة طيبة وبخير وجديرة بالحب والتضحية، كل عام وأرض مصر هى الأغلى والأهم والأكثر تأثيراً وليس كمثلها أرض فى المنح والعطاء، كل عام وخيرها بلا حدود وكنوزها بلا نهاية وسرها عصىّ على التفسير على مر العصور.
شاء القدر أن تتزامن ذكرى استرداد الأرض مع حدوث كشف أثرى مهول فى منطقة سقارة وبعد أيام معدودة من نشر صحيفة معاريف الإسرائيلية اعتراف واضح وصريح بأن موشيه ديان رئيس أركان الجيش الإسرائيلى عكف وقت احتلال سيناء على سرقة الآثار المصرية من منطقة سرابيط الخادم وأرسلها إلى بيته فى تل أبيب، وكأن تلك الأرض أرادت أن تبعث لنا برسالة "لا تنزعجوا ولا يؤثر فيكم الفعل الخسيس، ما سرق اللص منى إلا قشورا وجوفى فيه أكثر بكثير"، أكثر من مائتى صحفى وإعلامى وستين سفيرا من كل أنحاء العالم حضروا للتغطية والمشاركة فى هذا الحدث الجلل وتابعت عيونهم استخراج تسعة وخمسين تابوتاً لكهنة وكبار موظفى الدولة تعود حياتهم لألفين وستمائة عام قبل الميلاد، ولا يزال الكشف مستمراً واستخراج التوابيت من الآبار الثلاث المكتشفة مستمراً وسط توقع الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار أن يصل عدد التوابيت المستخرجة لأضعاف ما تم استخراجه وليتزين بها المتحف الكبير قبل افتتاحه.
ويشاء القدر أيضاً بالتزامن مع ذكرى استرداد الأرض أن تعلن شركة إينى الإيطالية عن اكتشاف حقل غاز جديد فى منطقة النورس الكبرى يحتوى على أربعة تريليونات قدم مكعبة من الغاز، وكأن تلك الأرض الطيبة أرادت أن تبعث لنا برسالة "نعم أستحق أن تحفظونى وتضحوا بأنفسكم من أجلى".
صحيح أن حب الوطن-أى وطن حتى ولو كان صحراء جرداء هو فطرة أى إنسان وطنى متجرد يعرف قيمة الانتماء للأصل والجذور، إلا أن لوطننا تحديداً حبا شديد الخصوصية، وأرضنا التى رويناها بالدم ردت علينا ومازالت ترد بكنوز وخيرات يقف أمامها العالم فى ذهول، فسلام على الأبطال الذين حفظوها وقت أكتوبر ويحفظونها الآن على أكثر من جبهة يحاول العدو الخسيس التسلل منها، سلام على أسيادنا الشهداء، وسلام على روح بطل الحرب والسلام ومهندس عملية استرداد الأرض وكاسر أنف لصوص الآثار الرئيس الشهيد محمد أنور السادات.