المنتصر بالله...

ألف رحمة ونور ومغفرة للفنان المنتصر بالله..بعيدا عن العقول الضيقة المغلقة والجدل الإخوانى السقيم،حول عدم جواز الترحم عليه!!....وبعيدا أيضا عن فتوى الشيخ على جمعة (الترحم على غير المسلمين جائز شرعا)!!....فلا حاجة ولا حق لنا فى الجدل حول رحمة الله، يمنحها لعباده وللناس أجمعين..
ألف رحمة للفنان المنتصر بالله، بقدر ما أسعدنا وأبهجنا، ورسم الضحكة فى قلوبنا بما قدمه من أعمال فنية وكوميديا راقية، لا تعتمد المبالغة فى الحركات،والضرب والشتائم والوقوع على الأرض.. ولكن تعتمد التلقائية والذكاء والحضور، والقدرة على الإرتجال الفني، والإضافة إلى الدور والى الشخصية التى يقدمها على المسرح..وهى موهبة وخفة ظل فطرية، وأيضا فهم ووعى ودراسة، فالمنتصر بالله تخرج من معهد الفنون المسرحية ١٩٦٩ وحصل على الماجستير ١٩٧٧...
المنتصر بالله صاحب كوميديا مختلفة، هو واحد من مبدعى الارتجال المسرحي، والقدرة على البناء فى اللحظة، والإضافة إلى الموقف الدرامى بإبداع..دون الخروج عن النص، ودون البعد عن سياق العمل، وسياق وملامح الشخصية التى يقدمها...فالارتجال جزء من بناء الشخصية الدرامية، يعتمد على قدرة الفنان وذكائه وخبرته وحضوره..
رحل المنتصر بالله (٧٠ عاما) بعد ١٢ عاما من المرض بسبب جلطة فى المخ،كانت وراء ابتعاده عن المسرح وعن المشاركة فى الأعمال الفنية... لكنه ظل فنانا صاحب حضور مميز، ونجما كوميديا مختلفا.