حكايات| بعد مرض ترامب.. رئيس أمريكي عانى من الوسواس القهري وهزم وباء قاتل

الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة وودرو ويلسون
الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة وودرو ويلسون

لا يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الأول في تاريخ أمريكا الذي يُصاب بمرض اعتبره العالم وباءًا مميتًا، ففي عام 1919، أصيب الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة وودرو ويلسون بالإنفلونزا الإسبانية التي انتشرت في ذلك الوقت في عدد من الدول حول العالم وخاصة أوروبا وتسببت في مقتل الملايين.


وعلى عكس الرئيس الأمريكي الحالي ترامب والذي يُخشى على صحته لأنه يعاني فقط من السمنة، فقد كانت الحالة الصحية للرئيس ويلسون أسوا بكثير، لمعاناته مع مرض الربو.


وقد ساءت الحالة الصحية للرئيس الأمريكي في ذلك الوقت حتى أن من حوله ظنوا أنه تعرض لمحاول اغتيال بالسم.


ونقلت شبكة سي إن إن عن مؤلف كتاب "الإنفلونزا الكبرى: قصة الوباء الأكثر دموية في التاريخ"، جون إم باري، إن ويلسون لم يٌصدر أي تصريح علني عن الوباء أبدًا.

إقرأ أيضًا:  ترامب يعلن إصابته وزوجته بفيروس كورونا


وأضاف باري في مقابلة مع سي إن إن: "من أجل الحفاظ على الروح المعنوية خلال الحرب، كذبت الحكومة".


 وأضاف أن قادة الصحة العامة الوطنيون ادعوا أن الوباء ما هو إلا إنفلونزا عادية، ونتيجة لذلك مات عدد كبير جدًا من الأمريكيين.


إلى جانب مرض الربو، كان الرئيس الأمريكي ويلسون يعاني من الوسواس القهري ويحاول ألا يشتت أفكاره بأي شيء آخر سوى الحرب، لاعتقاده بأنه محاط بالكثير من الجواسيس، وهو ما ساعدته عليه الحكومة الفيدرالية التي كانت صغيرة جدًا في ذلك الوقت، ودورها محدد جدًا فيما يخص الصحة العامة.


وأضافت الشبكة الأمريكية انه في ذلك الوقت لم يكن هناك ما يسمى بوكالات لصحة الفيدرالية أو مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية أو المعاهد الوطنية للصحة كانت الحكومة تركز فقط على الحرب وجمع الضرائب وسن القانون.


أبقت الإدارة على خبر مرض ويلسون سرًا، وعندما مرض في باريس بقي هناك للتفاوض على معاهدة السلام بعد الحرب.

إقرأ ايضًا: قبل الرئيس الأمريكي ترامب.. زعماء أصيبوا بفيروس كورونا
 


ونتيجة لعدم وجود أجهزة تلفزيون أو وسائل تواصل اجتماعي فقد كان من السهل بقاء خبر مرض الرئيس الأمريكي سرًا.


تمكن ويلسون من التغلب على الإنفلونزا الإسبانية رغم حالته الصحية المتأخرة ونجح في العودة إلى الولايات المتحدة، لكنه أصيب بجلطة دماغية في وقت لاحق وتوفي عام 1924.

 


قتلت الإنفلونزا الإسبانية الكثير من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20و 40 عامًا، بالإضافة للأطفال دون سن الخامسة.


وسمي الوباء بـ"الإنفلونزا الإسبانية" على الرغم من أنه لم ينشأ في إسبانيا، إلا إن هناك بعض أوجه التشابه ينه وبين فيروس كورونا.


ففي الإنفلونزا الإسبانية كان الناس يعانون من أعراض مثل نزيف الأنف والفم والعينين والأذنين.


وعندما هاجم المرض الشباب، ترك ذلك العلماء في حيرة شديدة من أمرهم وفقًا لـ سي إن إن، حيث بلغت ذروة سن الوفاة 28 عامًا.


نصحت الحكومات الناس في ذلك الوقت بارتداء أقنعة الوجه كإجراء وقائي لوقف انتشار الفيروس. كما أصدروا إرشادات للتباعد الاجتماعي وحثوا الناس على الحفاظ على النظافة.