فى الصميم

الأفعال.. لا الأقوال!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

قلنا سابقا إن السؤال حول العلاقة مع مصر سيكون محور الصراع السياسى فى تركيا. كان ذلك وقوى المعارضة توجه سهام نقدها نحو حماقة السياسة الأردوغانية نحو مصر والعداء الذى يبديه «السلطان» المزعوم نحو شعب مصر وحكومته.
الآن.. يبدأ أردوغان وكبار مساعدية فى التراجع، وتتواصل تصريحاتهم التى تحاول إبداء نوع من الايجابية نحو مصر.. ويكون رد مصر القاطع هو أن المطلوب هو الأفعال وليست الأقوال.. ليس فقط بسبب تجارب الماضى فى التعامل مع النظام الأردوغاني، وإنما فيما يطبقه من سياسات عدائية مازالت مستمرة حتى اليوم.
والتراجع الأردوغانى الذى تتوالى تصريحات الرسميين الأتراك فى التعبير عنه لا يأتى من فراغ.. انهم يدركون جيدا ما أدت إليه سياسة أردوغان المعادية لمصر من نتائج كارثية لا يمكن أن تخفيها ممارسات البلطجة هنا أو هناك.
تتواصل الهزائم التى تلحق سياسة أردوغان ويدفع شعب تركيا الصديق ثمن المغامرات الحمقاء لسياسة حكامه التى ورطت تركيا فى سوريا والعراق وليبيا وفى البحر المتوسط، والتى جلعتها فى مواجهة مع العالم كله، وحولت الدولة التى كانت تتباهى بسياسة تقول إنها تسعى إلى «صفر مشاكل»، مع كل الدول، إلى دولة معزولة ليس لها من حلفاء إلا قطر وعصابة الإخوان وغيرها من عصابات الإرهاب التى ظن أردوغان أنها ستكون طريقة لإحياء العثمانية والجلوس على كرسى «السلطنة»!!
وسواء كانت التصريحات الرسمية التركية الايجابية الأخيرة تجاه مصر هى من باب «المناورة أو من باب تصحيح الأخطاء وتفادى الكارثة التى تهدد تركيا، فإن الطريق واضح، والأفعال قبل الأقوال تعني- قبل كل شيء- أن تتوقف كل الأعمال العدائية، تجاه مصر، وأن ينتهى التحالف مع عصابات الإرهاب الإخوانى، وأن تسحب تركيا آلاف المرتزقة الذين جاءت بهم إلى ليبيا، وأن تنهى محاولات التدخل فى الشأن العربي، وأن تدرك أن القانون الدولى وحده هو الذى يحكم العلاقات بين الشركاء فى شرق المتوسط.
بوضوح واختصار الطريق واضح. والمطلوب هو الأفعال وليس الأقوال!!