لا أعرف لماذا نظهر عند زيارة رئيس او ملك لمصر بأننا دولة شحاتين، لماذا ينطلق اعلامنا من منطق ان مصر معدمة وأن الزائر هو موفد العناية الإلهية لإنقاذ مصر من مستنقع الفقر، بل ان تصريحات المسئولين تنطلق ايضا من هذا الاتجاه، هل فقدنا القدرة علي معرفة قدر مصر وقوتها، هل نسينا ان الدنيا مصالح متبادلة، هو يأخذ منك مايحتاجه وأنت تأخذ ما تحتاجه، ولن يبقشش عليك من جيب الست الوالدة!
عيب كبير ان نظهر مصر بأنها تقف، جميعها، امام البيت الخليجي أو الدولي في انتظار من ينقذها، ويسدد دينها، ويسد رمق شعبها، ويملأ خزينتها بما لذ وطاب من العملة الصعبة، نحن فعلا لا نعرف قدر بلدنا، حتي ان التهليل الإعلامي تسبب في خلط الأمور وصورنا علي اننا نبيع ارضنا لنأكل، ننتظر المعونات والمنح والقروض، والثمن جزيرة او جزيرتان، القصة، أيها الاعلام، ليست كذلك مصر قدمت وتقدم للعرب خاصة في الخليج الأمن والأمان والاستقرار، وساعدت في نهضة الشعب الخليجي، ودعمته قبل ان تكون لديهم الثروة، ويظهر عندهم اسباب الغني الفاحش، والآن تمر بوعكة صحية لكنها لم تمت، لهذا يشعر حكام الخليج أن في رقبتهم دينا لمصر وشعبها، سارعوا بالوقوف إلي جانبها في مرضها، وغدا تتعافي وتعود إلي قوتها الاقتصادية، فلا ضير اذا ما تقبلنا اي دعم من اشقائنا، دون ان نصور انفسنا بأننا امة تمد يدها إلي الآخر لتأكل، ودون ان يهلل المسئولون والإعلام للزيارات الخليجية، لأنهم قبضوا الثمن سابقا، وسيقبضونه لاحقا!.
مصر اغلي من ان تباع وتشتري، مصر في حاجة إلي حكومة تفهمها، وتعمل بإخلاص وشفافية، مصر في حاجة إلي مسئولين غير تقليديين.!
دعاء : «رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء».
(آل عمران )