مدريد تطالب الحكومة المركزية بالتدخل «بشكل عاجل وضروري»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رسالة شيماء بكر - مدريد

طالبت العاصمة الإسبانية مدريد، المساعدة من حكومة بيدرو سانشيث بعدما أصبح الأقليم هو الأكثر تضررًا جراء الموجه الثانية من فيروس كورونا من حيث عدد الإصابات ، حيث  دعا نائب رئيس مجتمع مدريد ، إجناسيو أجوادو ، الحكومة المركزية إلى التدخل "العاجل والضروري"  للسيطرة على الوباء في مدريد.

وقال أجوادو:"هل يعتقد أي شخص أن الجائحة العالمية سيتم حلها فقط بإرادة حكومة إقليمية دون التعاون مع الإدارات الأخرى ، أو دون قيام المواطنين بدورهم؟ هذا من المستحيل ، ولهذا السبب أعتبر أنه من الضروري أن تكون حكومة إسبانيا منخرطة بقوة في السيطرة على الوباء في مدريد ، وهو ما أكدته رئيسه حكومة مدريد إيزابيل ايوسو.

 
أصر نائب الرئيس على الحاجه إلى هدنة سياسية،  مشيرًا إلي التوقف عن البحث عن إلقاء اللوم على المواطنين في مدريد ومضايقتهم، والإشارة بأصابع الاتهام علي من يتحمل مسؤولية ما يحدث، مؤكدًا على "دعمه ومساندته" لرئيسة الحكومة ، إيزابيل أيوسو ، التي أكدت أن أزمة كورونا في مدريد أصبحت ملحة للجلوس مع الحكومة المركزية للعمل في العاصمة.


وشددت حكومة مدريد على أهمية إستيعاب وقف الوباء في مجتمع مدريد ، حتي لا تتباطأ إسبانيا في خطواتها الاقتصادية المعهودة  ، ووجهت حكومة العاصمة  نداء لجميع القوى السياسية والمواطنين بالتكاتف للسيطرة علي انتشار الوباء من جديد ، خاصة وان منظمة الصحة العالمية اشارت إلي موجه فتاكه في أوروبا تبدأ مع نهاية اكتوبر المقبل. 


حالة طوارئ جديدة

 
كانت حكومة مدريد قد طالبت المساعدة من الحكومة المركزية بعد ضجه أحدثها  نائب وزير الصحة ، أنطونيو ثاباتيرو ، أعلن فيها عن قيود جديده خاصة بالعاصمة الإسبانية من خلال  "حالة طوارئ انتقائية وقيود على الحركة والتنقل" في مدريد.


تسببت التناقضات داخل السلطة التنفيذية نفسها بشأن الإجراءات اللازمة لوقف انتشار الفيروس ، في تحذير مصادر حكومية إقليمية لاحقًا من أنه لن يتم تطبيق أي حصار في أي منطقة أو بلدية في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك ، تم إلغاء المؤتمرات الصحفية وحذر الإعلان عن مزيد من التفاصيل حول الإجراءات الجديدة .


وأعلن وزير الصحة بأن الإجراءات التي تم اتخذها للسيطرة على فيروس كورونا في مدريد تمر عبر " قيود التنقل وتقليل النشاط في المناطق الأكثر انتشارًا" ، لتجنب الاضطرار إلى إلغاء "جميع الأنشطة المقررة بشكل عام في المستشفيات ".


وأدرج وزير العدل  القيود والحد من التنقل ، و أشار إلى أنها ستحاول تجنب العلاقات الاجتماعية غير الضرورية لمدة 15 يومًا في المناطق التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بالعدوى ، وقال: "إن الأمر يتعلق بالحد ، وتقليل التنقل والاتصالات لتجنب عوامل الخطر من انتشار الفيروس مرة أخرى".


أما عن الإجراءات التي تم تفعيلها تحسبًا لحالة الطوارئ التي يمكن ان يتم الاعلان عنها، هي: تقليل الاجتماعات ، في المجالين الخاص والعام ، إلى 10 أشخاص لا يعيشون معًا، وانخفضت القدرة في طقوس العبادة  والجنازات بين 75٪ و 60٪، كما تم تخفيض سعه حفلات الزفاف إلى 60٪ ، ومنعها من أن تحتوي على بار أو خدمة كوكتيل أو استخدام حلبة الرقص في المكان، كما يجب أن تكون مسافة الأمان بين كراسي الاستلقاء  متر ونصف، في حين تم تخفيض السعة في أماكن الترفيه والمطاعم من 75٪ إلى 60٪، واخيرًا انخفاض السعة المسموح بها في المنتزهات الترفيهية وحدائق الحيوان وأماكن الترفيه الأخرى إلي 60 ٪.


من بين المناطق الأكثر تضررًا في مدريد هي أوسيرا وكارابانشيل وبوينتي دي فاليكاس وسيوداد لينال ومدريد سنترو وفيافيردي . بالإضافة إلى ذلك ، هناك أيضًا عدد كبير من الحالات في بلديات بارلا وفوينلابرادا والكوبينداس وموراليا دي.


من ناحية أخري أكدت نائب الرئيس إلى السلطة التنفيذية، كارمن كالفو ، إن الحكومة المركزية "لم تتوقف عن التدخل" منذ لدقيقة الأولي لانتشار الفيروس في مدريد وجميع الأقاليم ، مشيرة إلي سرعة المساعدة إذا طلبت مدريد الدعم ، فسيتم تقديم المساعدة على الفور.


وفي هذا السياق لم يستبعد وزير الصحة للحكومة المركزية، سلفادور إيا، حالة طوارئ جديده في مدريد ، رغم تأكيده أن "هذا هو السيناريو الأخير"، وقال:" هناك خطط تحت التنفيذ سابقة قبل الوصول إلى إعلان حالة الطوارئ ، ولكنها مدرجه ضمن المخطط في حالة الضرورة".


وكان مجتمع مدريد قد أعلن عن 1301 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية ، لكنه أضاف 4902 حالة أخرى إلى التعداد الذي يعود إلى الأيام السابقة، بالإضافة إلى ذلك ، ارتفع عدد الوفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية بشكل طفيف من 27 إلى 30 ، وفقًا لأخر تقرير نشرته وزارة الصحة في مدريد.


وبحسب هانز كلوج، مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا فقد تجاوزت القارة العجوز الحالات الأسبوعية الجديدة في أوروبا بالفعل تلك المسجلة خلال الذروة الأولى للوباء،  تم إحصاء أكثر من 300 ألف مصاب في الأسبوع الماضي. على الرغم من أن هذه الأرقام تعكس اختبارات بي سي أر لفيروس كورونا بشكل أكثر ، إلا أنها تظهر أيضًا معدلات انتقال مقلقة في جميع أنحاء المنطقة".