لم تكن الفرحة مثل كل مرة‮.. ‬رغم الانتصارات الكثيرة التى شهدتها الكرة المصرية والتى عاشها محدثى فى الاستادات المختلفة فى أرجاء مصر وخارجها إلا أن السعادة التى انفجرت من حناجر الآلاف فى ستاد برج العرب كانت‮ ‬غير تلك التى عاشها على مدى سنوات عمره مع كرة القدم التى تجاوزت الـ40‮ ‬عاماً‮.‬
قال لى المهندس سمير عدلى دينامو الإدارة الرياضية فى مصر ومرجعية كل المنتخبات والأندية على مدى أكثر من ربع قرن‮: ‬ما رأيته من جماهير الأهلى‮ ‬يوم الفوز على‮ ‬يانج أفريكانز كان مختلفاً‮ ‬تماماً‮.‬
أضاف‮: ‬لم أتصور أن تكون فرحتهم بهذه اللهفة‮.. ‬قلت له‮: ‬ربما‮ ‬يا مدير لأن النصر جاء بعد شوق كبير وطويل ولأن الجمهور كان محروماً‮ ‬من الحضور إلى المدرجات بفعل الأحداث المأساوية التى تشهدها الملاعب بسبب بعض المتعصبين‮.‬

التضحية فى حب الكرة

قال عدلى‮: ‬حقيقى لقد شعرت بلهفة الناس على حضور المباراة وتشجيع الأهلى،‮ ‬لم أكن أتصور أنهم سيتحملون كل هذه المعاناة‮.. ‬لقد مشوا مسافة طويلة حتى‮ ‬يصلوا إلى المدرجات‮.. ‬وقبل انطلاق المباراة بأكثر من‮ ‬5‮ ‬ساعات ورغم ذلك لم‮ ‬يتوقفوا عن التشجيع حتى آخر لحظة‮.‬
قلت لصديقى الكمبيوتر الكروى‮: ‬إن إرادة المصريين لا‮ ‬يكسرها أى شىء مهما كان إذا أحبوا وأخلصوا فى حبهم ويبقى فقط أن تتطهر هذه الإرادة والعزيمة،‮ ‬وانهار الحب الجارف من بعض الانفلات الذى‮ ‬ينقلب إلى شغب أو محاولات لاختراق النظام وتهديد حياة الآمنين لإفساد السعادة الكروية‮.‬
الصورة التى رسمها لى سمير عدلى عن جماهير الأهلى فى هذا اليوم وما رأيته عبر التليفزيون فى هذه المباراة وما عشته لسنوات طوال بين هذه الجماهير المصرية الوفية فى المدرجات تؤكد أن العملة الجيدة بدأت تطرد العملة الرديئة وما بقى من بعض العصبية وحصار من انجرفوا وراء الجماعة الإرهابية‮.‬

العوائد المباشرة وغيرها

بقى أن‮ ‬يتم استثمار هذا الزحف المصرى الذى أراه انتصاراً‮ ‬فى مباريات متتالية،‮ ‬حينما‮ ‬ينطلق الشباب‮ ‬يدعم أنديته ويقود انتصاراتها الأفريقية وقبلها‮ ‬يساند منتخب بلاده للفوز على نيجيريا،‮ ‬مطلوب أن‮ ‬يبقى هؤلاء حائط الصد المنيع ضد كل من‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يجعل الملاعب ساحة للقتل والحرق وذبح الاخلاق والقيم وضد التخريب والتدمير والعودة إلى المدرجات الخاوية وتحطيم صناعة كرة القدم وقتل البسمة من على وجوه شعب مصر فى لحظات النظر وطمس الروح الأخوية بين أبناء هذا الوطن المستهدف تمزيقه‮.‬

من الشرقية للغربية

مطلوب أن‮ ‬يتم استثمار الطاقات الكبيرة البناءة التى زحفت خلف فرق طنطا والشرقية وبعض الأسوانية،‮ ‬فى مسيرات الفرحة التى طافت شوارع المحافظات التى صعدت منها أندية إلى الدورى الممتاز تظهر للعيان صورة هذا‮ ‬الشعب الحقيقى وليس الفضائى الذى تتحدث عنه برامج التوك شو وتشوه ماضيه وحاضره ومستقبله‮.‬
فرحة أبناء مصر من الغربية إلى الشرقية إلى أسوان تظهر مدى الانتماء الأصغر للمحافظة وتضرب مخطط تقسيم بأثارة الفتن‮.‬
وأهم فوائد نجاح أبناء الغربية والشرقية أن الدورى سيزداد فرق جماهيرية تضفى سخونة على مباريات الدورى المحلى وتجعل المواجهات مع كل الأندية ذات طبيعة حماسية ترفع المستوى الفنى هذا‮ ‬غير فوائد كثيرة أخرى‮.‬
نقاط على حروف ملتهبة

‮>> ‬المصالح الشخصية والحسابات الانتخابية تشعل النار فى مجلس الجبلاية وتفتح الباب لمشاكل جديدة‮.‬
‮>> ‬اعتذار الدكتور أشرف صبحى‮ ‬القمة الرياضية والانسانية المحترم عن عدم الاستمرار مساعداً‮ ‬للوزير وراءه أسرار كتمها فى بير وفضل أن‮ ‬يتعامل مع الجميع الصغير قبل الكبير باحترام لعلاقات كانت وربما تعود فى‮ ‬يوم من الأيام‮.‬
‮>> ‬عماد متعب لا تستسلم فاليأس والإحباط بداية الخروج من المستطيل الأخضر إذا قررت الاستمرار فلا حلاوة من‮ ‬غير نار‮.. ‬اتعب وتحمل حتى تستكمل مسيرتك‮.‬
‮>> ‬المهندس محمد فرج عامر فوزك برئاسة لجنة الشباب والرياضة فى البرلمان مسئولية تاريخية لأن هذه اللجنة هى التى ستعد الصورة النهائية لقانون الرياضة قبل أن تقدمه إلى المجلس لإقراره‮.. ‬أرجو أن تجمع الفاهمين من خبراء ومسئولين وابتعد عن المهياصين وأصحاب الأغراض الانتقامية‮.‬