عين على الحدث

مراكز احتجاز اللاجئين.. معاناة لا توصف

آمال المغربى
آمال المغربى

عاد ملف أوضاع اللاجئين والمهاجرين فى ليبيا إلى واجهة الاحداث مرة اخرى مع تجديد بعثة الأمم المتحدة دعوتها لإغلاق مراكز احتجاز وإيواء المهاجرين فى ليبيا على الاخص بعد ما اعلنت عنه ستيفانى ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا من معلومات أمام مجلس الأمن بشأن وجود ما يقرب من 2400 مهاجر ولاجئ، ثلثهم من الأطفال، فى مراكز احتجاز رسمية ليبية، يتعرضون فيها بشكل يومى لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى آلاف آخرين يقبعون منذ أعوام فى مراكز احتجاز غير رسمية لا تستطيع الأمم المتحدة الوصول إليها من أجل إخلاء سبيلهم او وتوفير الحماية والمساعدة لهم.
مفوضية شئون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية تقدر عدد مراكز الاحتجاز الرسمية فى ليبيا بأكثر من 33 مركزا، حيث ترتفع مطالبات الأمم المتحدة بإغلاق هذه المراكز لافتقارها لأبسط الخدمات الإنسانية والرعاية الطبية مع اكتظاظها وانعدام الصرف الصحى والمرافق ولا يصل إليهم سوى القليل من الطعام أو الماء فى وقتٍ تكافح فيه ليبيا للتصدى لجائحة كورونا بإمكانيات ضعيفة وقطاعٍ صحى متهالك، وهو ما يُعرض هؤلاء المهاجرين وطالبى اللجوء لخطر الإصابة بالوباء.
أكثر من 7 آلاف مهاجر، ولاجئ، محتجزون حاليا فى مراكز احتجاز تحت رحمة الميليشيات والمجموعات المسلحة بدون أى امل بشأن متى سيُفرج عنهم إن كان سيطلق سراحهم أصلا.
فعلى مدى عامٍ كامل عاش هؤلاء المهاجرون وطالبو اللجوء كابوسا مرعبا وداميا، عندما طال القصف مراكز احتجازهم وسط المواجهات بين قوات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة حفتر.
فرغم ان المفوضية اعتبرت أن عدم نقل المحتجزين من المناطق القريبة من الأهداف العسكرية أو عدم نقل أهداف عسكرية كانت موجودة بجوار مراكز احتجاز يعد جريمة حرب وان قيام الجهات المتحاربة باحتجازهم لأجل غير محدد فى سياق الهجرة أمر تعسفى الا ان الوضع بالنسبة لهؤلاء المحتجزين لم يتغير كثيرا بل زاد سوءا مع تزايد أعداد الهاربين من بؤر الصراع والفوضى فى السودان والصومال ودول الساحل والصحراء، بالإضافة إلى معظم دول شمال افريقيا.
وببسب استمرار الفوضى والانقسام وغياب الدولة الليبية يتعرض هؤلاء اللاجئون والمهاجرون فى ليبيا للتعذيب، والاحتجاز، والاستغلال، واحيانا الاغتصاب وبدلاً من أن تضع أوروبا حداً لهذه الانتهاكات، فإنها تساعد فى محاصرة هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون فى الجحيم من خلال تدريب خفر السواحل فى ليبيا وتزويدهم بالسفن لنقل هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم، او تقديم اموال لعصابات تهريب البشر وبعض عناصر الأمن وخفر السواحل والمجموعات المسلحة من اجل الابقاء عليهم فى مراكز الاحتجاز واستمرار معاناتهم إلى اجل غير مسمى!!