أمنية

ما بين الوزير والصحافة

محمد سعد
محمد سعد

خلق الله تعالى الإنسان، وخلق معه غريزة حب الاستطلاع، والبحث ومعرفة كل ما هو جديد فى الحياة، من أجل الاطمئنان إلى البيئة التى يعيش فيها، ومنذ وجد الإنسان وعرف اللغة والكلام، نشأت عنده حاجة لأن يقول للآخرين ما يفكر فيه، ويعرف منهم كذلك ما يفكرون فيه، لأن طبيعة الإنسان الاجتماعية، تجعله يهتم بما يدور حوله، فكان لابد من إيجاد وسيلة للتعبير عن آرائه، وآماله وآلامه وحاجاته،ومن هنا جاء مولد الصحافة.

الأحد الماضى حل السيد أسامة هيكل وزير الإعلام ضيفا على الإعلامى أسامة كمال، وخلال الحوار تحدث عن الصحافة الورقية ودورها وانتشارها ومدى تاثيرها، ونسى الوزير ان الدولة حين جاءت به وزيرا حددت له تسعة عشر اختصاصاً جميعها ليس من بينها الصحافة التى أوكلت أمر القومية منها إلى الهيئة الوطنية للصحافة والخاصة والحزبية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

وزير الإعلام يرى أن الصحافة الورقية باقٍ فى عمرها ثلاث سنوات، ويرى ايضا ان 65% من الشعب شباب ولا يقرأ الصحف. باختصار شديد وجهة نظر وزير الإعلام أن الصحافة الورقية فى طريقها إلى الاندثار ولن تفلح معها اى حلول.

عقب اللقاء شعر الوزير أنه ورط نفسه وحاول أن يصحح الوضع وقال إنه سيدعو إلى مؤتمر يبحث مستقبل الصحافة فى مصر وأن المؤتمر يأتى لدعم المهنة فى ظل تطورات وسائل الاتصال، وطالب الجهات المعنية بالمساهمة فى التخطيط لفعاليات مؤتمر إنقاذ المهنة على حد وصفه.

السيد وزير الإعلام.. نعم الصحافة الورقية تعانى منذ قرابة العشر سنوات وتحديدا بعد ثورة 25 يناير نتيجة عدة عوامل الكل يعلمها، وقتلت بحثا فى العديد من الصروح ذات الصلة بالمهنة مثل نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة والمؤسسات الصحفية على حد سواء، ولا أخفيك سرا أن جميع العاملين بالصحف من إداريين وعمال وصحفيين يعلمون حجم المشاكل التى تمر بها صناعة الصحافة خلال الفترة الراهنة، لكن الجميع يسعى لتجاوز هذة المحنة بشتى الطرق، كما لا يعرف أحدهم متى تندثر الصحافة وما هو الوقت المتبقى فى عمرها فهذا الأمر متروك لخالق الخلق وحدة.

لكن الجميع على يقين أن الصحافة الورقية لن تموت وتصبح إلى زوال، ربما قل انتشارها وضعف تأثيرها لكنها أبدا لن تندثر وتتوارى كما ذكرت أنت، وحتى عندما أردت ان تصحح ما ذكرت طرحت فكرة مستهلكة قتلت بحثا فى الإعداد لمؤتمر يبحث مستقبل الصحافة.

سيدى الوزير الصحافة لا تحتاج إلى مؤتمر لإنقاذها من عثرتها يتحدث فيه البعض ويطرح البعض الآخر الحلول على ورق، العاملون بالصحافة لا يحتاجون إلى «مكلمة» جديدة لشرح أسباب تردى المهنة والعمل على حلها ولا أخفيك سرا فإن أصغر صحفى فى مصر يعلم- حجم المشكلة التى تمر بها المهنة.

وللعلم سيادة الوزير أن الهيئة الوطنية للصحافة اتخذت خطوات جادة على طريق الإصلاح نهاية العام الماضى واعتمدت خطة طموحا، وبالفعل بدأت تدخل حيز التنفيذ ولولا جائحة كورونا لكانت نفذت عدة خطوات هامة منها.

- مسك الختام
أتمنى من وزيرالإعلام ان يبتعد عن التصريحات الرنانة وأن يركز على الـ19 بندا التى أقيمت وزارة الإعلام من أجلها وأن يترك مسئولية الصحافة إلى القائمين عليها حتى يتمكنوا من إصلاحها بشكل حقيقى وفعلى.