قال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن الاهتمام بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية خاصة البنزين والسولار والمازوت والبوتاجاز جاء بعد أزمات واختناقات شديدة تعرضت لها البلاد بعد أحداث يناير ٢٠١١، ونتيجة التخطيط الجيد من جانب الدولة وقطاع البترول للمضي قدما لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال مشروعات عملاقة.
وأضاف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن مشروعات عملاقة تعتمد أساسا على وفرة الغاز الطبيعي ليحل محل المازوت في كافة الاستخدامات على أن يوجه فائض المازوت من خلال عمليات تحويلية معقدة إلى منتجات بترولية عالية القيمة كالبوتاجاز والبنزين ووقود النفاثات والسولار ومن هذا المنطلق جاءت فكرة مشروع المصرية للتكرير بمسطرد بتكلفة استثمارية تعدت ٥ مليار دولار.
وأوضح: أصبحت للقاهرة الكبرى تغطية كبيرة من داخلها للبنزين والسولار ووقود النفاثات وجاء على ذات النهج مشروع أنوبك بأسيوط اعتمادا علي فائض المازوت بمعمل تكرير أسيوط وهو امتداد له ليحقق للوجه القبلي اكتفاء ذاتي داخلي من أسيوط قلب الصعيد ومن المنتظر الانتهاء من المشروع خلال عام 2023.
وأشار إلى أن بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية على ذات الأسلوب جاء مشروع السخنة للتكرير والبتروكيماويات اعتمادا على فائض المازوت بمنطقة السويس ليحقق الاكتفاء الذاتي لمنطقة القناة وسيناء والقاهرة وتلك المشروعات الثلاث تحقق قيمة مضافة عالية من تحويل فائض غير مستغل وذو قيمة تصديرية منخفضة لمنتجات عالية القيمة اعتمادا علي إحلال الغاز الطبيعي محل المازوت في كافة الاستخدامات خلاف للأثر البيئي علي الصحة العامة للمواطنين.
وأكد تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواد البترولية يأتي مشروعات التنمية الأخرى لاستكمال الاحتياجات كمشروع الإسكندرية الوطنية (أنوبك) لتحقق طفرة إنتاجية للبنزين بأنواعه ليغطي ٣٥% من الاحتياجات اليومية لمصر علاوة على مشروعات توسعات معمل ميدور بالإسكندرية لرفع الطاقة الإنتاجية ٦٠% من خلال عمليات تحويلية متعددة ويتابعها مشروعات القيمة المضافة بمعامل السويس لتصنيع البترول والنصر للبترول بالسويس من خلال عمليات تحويلية معقدة لتعظيم القيمة المضافة من برميل النفط المكرر الشركتان.
ويري المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن كل تلك المشروعات ستحقق اكتفاء ذاتي للبلاد من المنتجات البترولية بميزة تصنيعية اعتمادا على إحلال الغاز الطبيعي بإمكانياته الضخمة محل المازوت والذي يوجه لعمليات تحويلية تحقق قيمة مضافة عالية ومن هنا تنطلق من مصر فائض إنتاجها تصديرا للخارج من خلال منطقتين الإسكندرية والسويس مما يساهم في وضعية مصر كمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة بالمنطقة.
