هناء عبدالفتاح
لفتة عظيمة من الفنان أحمد عز بطل العرض المسرحى «علاء الدين» عندما استدعى مؤمن زكريا نجم النادى الأهلى لمشاهدة العرض ثم نوه عن وجوده وجدد اتصاله بالجماهير، هو ظهور تربوى وتعليمى فى نفس الوقت، وأعتقد جميعنا كنا نحتاج مثل هذا الظهور، «المؤ الحراق» كما كان يحلو للجماهير تسميته خلع قلوبنا خلعاً فى الدقائق القليلة التى رأيناه فيها، صدمنا وأبكانا عليه وعلى أنفسنا أيضاً، فلا أحد فى مأمن مما أصابه، ولا أحد يمكنه تأمين جسده أو حياته من أى مقدر ومكتوب، وبشكل عام لا أحد يملك أن ينتصر فى معركة القدر طرف فيها، كلنا لا نملك فى أنفسنا شيئاً، وكلنا رهن إشارة القدر فى أى وقت، يقولون إن مرضه هو نفس المرض الذى أصاب عالم الفيزياء الكبير ستيفين هوكنج «ضمور العضلات»، ويقولون إنه مصاب بمشكلة فى المراكز العصبية بالمخ، التفاصيل ليست كثيرة ولكن واضح أن المشكلة كبيرة.. كبيرة جداً، لكنها على أى حال ليست أكبر من مشيئة صاحب كن فيكون، ملك الكون ومديره، الذى يرينا آياته بين الحين والآخر كى لا ننسى أنها دنيا فعلاً لا تساوى جناح بعوضة، ولعله سبحانه وتعالى يقبل تضرع ودعوات الملايين الذين شاهدوا فيديو ظهوره مع أحمد عز بأن يشفيه شفاءً لا يغادر سقماً ويرده لحياته الطبيعية سليماً معافى، أدرك تماماً أن أصعب دموع هى الدموع التى تسقط بسبب حزن الإنسان على نفسه، لكنى لا أحب ولا أعتقد أن أحداً يحب أن يرى «المؤ الحراق» يبكى مرة أخرى، أتمنى من مجلس إدارة النادى الأهلى ابتكار طرق يقدمون بها جرعات ثابتة من الدعم المعنوى للنجم الكبير، وأتمنى الحرص على محاولات إسعاده والتخفيف عنه مثلما أسعد الكثير..
وللموء أقول.. اصمد يا بطل واذهب لما استطعت من طاقات الإصرار والإرادة سبيلاً لتهزم المرض وتعود، اذكرك لكيلا تأسى على ما فاتك وترفض ما أتاك فتعود، ومع الاحترام الكامل لرأى الطب فى الحالة، ستعود لو كان لله سبحانه وتعالى رأى آخر.. لا تبكِ مرة أخرى، لا تفقد الأمل، ابحث عن المنحة فى المحنة، وضع نصب عينيك دوماً أن الذى وضعك فى هذا الاختبار سيجعلك تتجاوزه وسيرزقك العوض الجميل، إياك أن تترك نفسك لليأس والدموع وإياك أن تستسلم، وإياك أن تشك فى أنك ستعود.
