تعرف علي «مصر القديمة» مثلت حلقة اتصال وتبادل تجاري بالشام واليونان وإفريقيا

مصر القديمة
مصر القديمة

"حركة التجارة فى مصر القديمة" دراسة آثارية حضارية للباحث الآثارى الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية تشير إلى اهتمام المصرى القديم بالتجارة كونها واحدة من أهم دعائم الاقتصاد.

ويشير الدكتور حسين دقيل، إلى أن المصريين القدماء اهتموا بالتجارة الداخلية وأنشأوا لها أسواقًا إلا أن اهتمامهم بالتجارة الخارجية والتبادل التجاري بينهم وبين العديد من دول العالم كان هو الأبرز وقد جابت السفن المصرية البحرين الأحمر والمتوسط في رحلات تجارية استهدفت البلاد المطلة عليهما وترك المصري القديم العديد من الشواهد التي تدل على اهتمامه بالتجارة الخارجية وهناك مناظر للسفن الكبرى بالموانئ كما هو موجود بمقبرة "خاع إم حت" الذي كان مسئولًا عن شؤون الغلال في عهد أمنحتب الثالث.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة موضحًا وجود تبادل تجاري مزدهر بين مصر من ناحية وبلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين) من ناحية أخرى عن طريق البحر المتوسط وقد تأكد ذلك على جدران معبد الملك (ساحورع) فى منظر لأسطول مصري عائد من سوريا وهو محمل بالعديد من السلع مثل الجرار المملؤة بالزيوت الثمينة وبشكل عام كانت المنتجات السورية التي ترد إلى مصر لا تكاد تحصي وخاصة في عصر الدولة الحديثة كالأواني الفاخرة من الذهب والفضة وخشب الأرز والأحجار الثمينة والخيل والدببة والفيلة كما كانت مصر تستورد من بلاد الشام المصنوعات الجلدية.

ويضيف الدكتور ريحان، من خلال الدراسة إلى أن قدماء المصريين تاجروا مع زيرة كريت باليونان وكانت مصر تستورد منها المنسوجات وفى عهد اخناتون وجدت آنية مستوردة من بحر ايجا (بالقرب من تركيا الحالية) كما أنه لا تزال بجزيرة الفنتين بأسوان آثار السوق الذى كانت تتم فيه عملية التبادل التجاري بين مصر وبلاد النوبة وبلاد بونت حيث كان يُجلب من هناك القرود والفهود والصمغ وأشجار المر والذهب الأحمر وكلاب الصيد والأقزام وغيرها ويذكر أن الملكة حتشبسوت اتبعت سياسة سلمية تهدف الى التوغل التجاري الثقافي لمنفعة مصر فأرسلت عام 1450 ق.م رحلتها الشهيرة إلى بلاد بونت وعادت سفنها محملة بالعطور والأبنوس والعاج وريش النعام والأحجار الثمينة والبخور والبهرات. ومن ليبيا بالغرب كانت تستورد مصر الزيوت.

فى حين أن مصر كانت تصدر منتجاتها من السلاح والحُلي والأواني والكتان والبردي إلى دول العالم، حتى نرى أن الأسواق السورية كانت تُغمر بالمنتجات المصرية كما أنه وفي عهد الملك أمنحتب الثالث اتسع نطاق التجارة الخارجية ووجدت أواني فخارية مصقولة وجعارين خاصة بأمنحتب الثالث وزوجته الملكة تي في اليونان كما عثر على كسر الأواني الفخارية المصرية في أقدم طبقات الأرض بكنسوس في جزيرة كريت.