تقوى الله

قصة أعجب نبى

جلال السيد
جلال السيد

كثيرون منا لا يعرفون حكاية النبى يونس والتى تستحق منا أن نحكيها بكل تفاصيلها.. كان هناك مدينة فى شمال العراق اسمها «نينوى» عاصمة الدولة الأشورية، كانت من أغنى وأعظم المدن فى التاريخ ومن كثرة عظمتها لن تتكرر عظمتها ثانيا ـ ربنا وسع عليهم الرزق بشكل كبير جداً لكن رغم نعم ربنا عليهم كانوا يعبدون الأصنام!
ثم أرسل الله لهم يونس كنبى يحاول معهم أن يؤمنوا بالله ولكن لم يؤمن منهم أحد وجاهد معهم يونس ليعبدوا الله الواحد الأحد ولا يشركوا به أحدا. فلم يفلح، فلا طفل ولا كبير ولا غنى ولا فقير ولا رجل ولا سيدة آمن منهم أحد كلهم كانوا يسخرون من نبيهم ولا يتعاملون معه وتحدوه وقالوا له قل لربنا اللى عايز يعمله يعمله.
وأوحى الله ليونس لكى يقول لشعبه إن ربنا ينذرهم أنه ولم يتوبوا خلال ٣ أيام فسيحل عليهم عقاب ربنا.. فزادوا عليه مرة ثانية قول لربك اللى عايز يعمله يعمله.. هنا غضب عليهم يونس غضباً شديداً وتركهم وترك المدينة وهو يائس منهم دون أن يفكر للحظة أن ربنا ممكن يرحمهم قبل ما تنتهى الثلاثة أيام وفعلا قبل أن تنتهى الثلاثة أيام كانت القرية قد آمنت كلها لأنهم أحسوا بالفزع والخزى لما شاهدوا الحيوانات تجرى ومضطربة كأنها تتوقع حدوث كارثة قريبا فتابوا خوفا «تعتبر أعظم توبة فى التاريخ» القرية بالكامل آمنت بربها فى خلال ٣ أيام «فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين» ربنا قبل توبتهم ورفع البلاء عنهم.. ولكن للأسف كان يونس قد استعجل وترك قومه وذهب إلى البحر وركب سفينة وكانت مملوءة بالناس والبضائع.. ولما ركب اشتدت الرياح وأخذت السفينة تهتز بشدة وانتاب الركاب الذعر.. ألقوا البضائع كلها من أجل أن ينقذوا السفينة من الغرق فلم ينجحوا واقترح أحدهم أن يضحوا ببعضهم من أجل نجاة الباقين.. عملوا قرعة.. القرعة وقعت على يونس.. ولكنهم نظروا إليه وقالوا شكله راجل صالح وأعادوا القرعة ثانى وثالث وفى كل مرة تقع القرعة على يونس.. فألقوه فى البحر فهدأت الرياح.. وأوحى ربنا للحوت أن يبتلع يونس دون أن يخدش لحمه أو يكسر عظامه، يونس دخل فى رعب من ظلمة الليل وظلمة قاع البحر وظلمة بطن الحوت.. فى هذه اللحظة تذكر يونس ربنا فندم واعترف بذنبه وقال «لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجاب له ربه ونجاه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين». إلا أن عتاب ربه كان له شديدا.