مع احترامى

كلام فى كلام

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

كلام مكرور نسمعه كل عام ومع انطلاق عمل مكتب تنسيق الجامعات مفاده ضرورة مراعاة اختيار التخصصات الدراسية وفق حاجة سوق العمل لكن الأمر لا يعدو سوى «كلام فى كلام» أو بمعنى أدق للاستهلاك المحلى فقط والمجموع سيظل هو المحرك الأساسى فى اختيار التخصصات سواء يحتاجها سوق العمل أم لا.
قد يكون الوقت ليس مناسبا تماما للحكم على النظام التعليمى الجديد الذى بدأت الحكومة فى تطبيقه تدريجيا لكن الأمر يتطلب رؤية واقعية لسوق العمل فماذا يجدى أن نخرج آلاف الخريجين سنويا فى تخصصات نظرية لا يحتاجها سوق العمل بما يعنى أرقاما جديدة فى طابور البطالة وبالتالى فى مرتادى الكافيهات والمقاهى ومواقع التواصل الاجتماعى وما ينتج عنها من دعوات للإدمان وغيرها من الموبقات التى انتشرت انتشار النار فى الهشيم.
كنت أتمنى أن تبدأ الدولة فى هذا العام العصيب تطبيق تجربة التنسيق بناء على القدرات والميول وحاجة سوق العمل أو على الأقل نطبقها بشكل جزئى بالتوسع فى اختبارات القدرات لتشمل كافة التخصصات حتى لا تكون اختبارات القدرات طريقا آخر لحجز مكان فى جامعة حكومية فقط ولا عزاء لقدرات الخريجين.
حسنا فعلت الدولة بالتوسع فى الجامعات التكنولوجية فهى بحق الطريق للتقدم وتلبية احتياجات سوق العمل الفعلية بما يخلق خريجا يخدم وطنه بحق وحقيق وليس فقط حاملا لشهادة لا يعمل بها بل يستخدمها وثيقة يشهرها فى وجه كل من يعايره بالبطالة أو التسكع على النواصى والطرقات.
أتفق تماما مع الدولة فى ضرورة التعديل الأخير على قانون الجامعات الأهلية خاصة فى ظل تداعيات كورونا وما يمكن أن يوجده من موجات جديدة للفيروس اللعين بما يعطى فرصة أكبر للتعلم عن بعد بمعنى الاعتماد على وسائل التقنية الحديثة فى التعليم حفاظا على التباعد الاجتماعى من ناحية وانطلاقا من اتجاه العالم أجمع لإنهاء شكل المدرسة التقليدى الذى حتما مصيره لخبر كان وأخواتها وأولاد عماتها وخالاتها.
ومع تقديرى واحترامى للجهود التى تبذلها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى والبحث العلمى فى محاولات الارتقاء بالنظام التعليمى وربطه بسوق العمل بالتعاون مع الشركات الكبرى خاصة الصناعية منها لكن يظل دور وزارة القوى العاملة محدودا فى هذا المجال رغم مراكز التدريب التابعة لها والتى تقوم بدورها بقدر الإمكانات المتاحة لها.
توقعت أن تبادر وزارة القوى العاملة هذا العام تزامنا مع بدء تنسيق القبول بالجامعات بنشر دليل مفصل عن سوق العمل ومتطلباته واحتياجاته بنظرة مستقبلية لعشر سنوات على الأقل وأن يوزع الدليل مع أوراق التقديم للتنسيق لعل أبناءنا يسترشدون به فى اختيار تخصصاتهم بقدر احتياج سوق العمل إليها وليس بقدر المنجهة والتفاخر بالدراسة فى كليات كانت تسمى فى يوم ما بكليات القمة وانتهت تماما وخرجت ولم تعد مع انتشار مثيلاتها فى الجامعات الخاصة والتى ساوت تماما بين المجتهد والكسول ومن يملك المال يكسب فى النهاية.
الوقت لايزال متاحا أمام وزارة القوى العاملة لتسرع فى نشر دراسة مختصرة ومركزة عن احتياجات سوق العمل والنظرة المستقبلية لها وحال نجاحها فى التوعية حتى بنسبة بسيطة نكون قد حققنا بعض الهدف فما لا يدرك كله لا يترك كله.
 حرف ساخن:
شر البلية ما يضحك حيث أفتى الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بأنه لا يجوز تأجير أرنب ذكر لتلقيح إناث الأرانب.. عنده حق عيب الأرانب تطلع على أرنب غريب إلا بوجود محرم.. يا ناس راعوا التحديات التى تواجه الوطن وبلاها فتاوى لا تقدم ولا تؤخر بل تثير السخرية.. العالم يسابق الزمن لمواجهة التحديات ونحن نشغل أنفسنا بكلام الأرانب.. لنا الله.