تجمعنا مشاعر الحزن بعد حادث الطائرة المنكوبة كما تجمعنا بعد أحداث كثيرة داهمتنا من قبل. لكنه ليس حزن المنكسرين، بل الحزن الذي يقترن بمشاعر التحدي، والإصرار علي هزيمة كل من لايريد بهذا الوطن خيراً.
وبعيداً عن انحطاط الإخوان وحلفائهم، وعن إعلام لايخفي العداء لمصر وشعبها يأتينا من الدوحة أو اسطنبول أو غيرهما. نجد الآن من يريد أن يوهمنا بأننا وحدنا في العالم.. ومن لا ينتظر نتائج التحقيق بل يسارع في نشر الأكاذيب وخلق حالة من التشويش والبلبلة.
أما نحن فنعرف أن الحقائق ستفرض نفسها. وأن المصالح المتضاربة لايمكن أن تخفي مشاعر شعوب تعرف أننا حاربنا الارهاب عندما كان «الآخرون» يدعمونه!! ودفعنا الثمن من أرواح الشهداء ودماء الضحايا، بينما كان «الآخرون» يفخرون بأنهم ينشرون الفوضي ويدمرون الأوطان!!
ننتظر نتائج التحقيق في سقوط الطائرة المنكوبة، ولانستبعد أياًَ من الاحتمالات، لكن «بوصلة» الأعداء والاصدقاء لاتهتز في أيدينا، وكل حملات التشويش أو دعارة الشامتين لاتخفي عنا العديد من الحقائق الأساسية التي لايمكن أن تغيب عن عيوننا أبداً.
>> نحن نعرف قيمة ما فعلناه في ثورتي يناير ويونيو حين قلبنا الموازين في المنطقة، وحين أسقطنا مخططات كبري ومؤامرات لم تخف يوماً أن مصر هي المستهدفة الأولي والجائزة الكبري!!
لكننا نعرف أيضا أن الحفاظ علي ماحققناه لن يكون سهلاً، وأن اسقطنا مخططاتهم بالثورتين العظيمتين لن يتركوا ثأرهم، وأن عملاءهم من الاخوان والدواعش، أو من الحكام الصغار في المنطقة المعادين لمصر وشعبها وثورتها. كلهم سيحاولون ولن يتوقفوا عن التآمر علينا.
>> ونعرف أيضاً أن فحش الإخوان والدواعش وحلفائهم وداعميهم بلاحدود. شعبنا الطيب يعرف أن اللصوص والنشالين وحتي العاهرات كانوا يتوقفون عن جرائمهم في أوقات يواجه فيها الوطن أعداءه «كما حدث في حرب اكتوبر».. لكننا نري الآن من لايكتفون بالشماتة، ولابحملات الدعاية المشبوهة والمنحطة، بل يواصلون أعمالهم الإرهابية «من سيناء الي حلوان» متصورين أن أحزاننا ستمنعنا من المقاومة أو أننا يمكن أن نتخلي عن محاربتهم حتي اجتثاث جذورهم، والثأر لكل شهدائنا.
والأهم أن مشاعر الحزن النبيل التي تتملكنا تجعلنا نتأكد أكثرمن أي وقت مضي بأن من انهزموا في ثورتي يناير ويونيو لن يستسلموا لهزيمتهم.. وفي المقابل فإن صلابة موقفنا الداخلي ووحدة قوي الثورة هي القادرة علي العبور بهذا الوطن إلي بر الأمان.. فهل نتذكر أن بعض شبابنا المحبوسين ظلماً مكانهم الطبيعي هو في مقدمة الصفوف دفاعاً عن وطن مستهدف، وعن ثورة سيقاتلها اعداؤها بكل الوسائل حتي الرمق الأخير؟!