هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي عاشقا الحضارة الفرعونية، أرسلا خطاب شكر قالا فيه أنهما لن ينسا زيارتهما لأبوالهول. والسؤال.. هل ستأتي هيلاري كلينتون إلي الأهرامات بعد أن تصبح أول سيدة رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية؟!

عندما نظرت هيلاري كلينتون إلي داخل السرداب الموجود خلف تمثال أبو الهول ظلت صامتة لعدة دقائق وهي غير مصدقة وجود مثل هذا السرداب العميق - حوالي 15 مترا- عند مؤخرة أبو الهول. كانت هذه هي المرة الأولي التي تزور فيها السيدة الأولي بالولايات المتحدة مصر. وكان من الواضح أن حديثي عن السراديب الموجودة في تمثال أبو الهول وأسرار التمثال وقصته عبر التاريخ المصري القديم والحديث هو أهم ما استحوذ علي اهتمام هيلاري كلينتون. رأيت الدهشة مرسومة علي وجهها وأنا أخبرها بوجود ثلاثة سراديب أخري في أبو الهول؛ الأول خلف الرأس في عمق ظهر أبو الهول، والثاني خلف لوحة الحلم مباشرة، أما الثالث فكان يقع بالجانب الشمالي من جسد أبو الهول وتم إغلاقه تماماً بعد ترميمات مسيوباريز في القرن العشرين وتحديدا في 1922؛ وقد قمنا بفتحة ثانية أثناء إعادة ترميم أبو الهول في أواخر القرن الماضي.
سألتني هيلاري كلينتون عما إذا كان هناك من يعتقد بوجود كنوز مخبأة أسفل أبو الهول؟ وكانت الإجابة أن أبو الهول سيظل دوماً يثير خيال العامة؛ وأنه علي الرغم من تقدم علوم المصريات وتعدد أعمال الكشف والبحث حول أبو الهول فإن الناس لاتزال تؤمن بوجود كنوز الفراعنة سليمة؛ ولعل من أسباب هذا الإيمان الذي لا يتزعزع هو الكشف عن مقبرة توت عنخ أمون سليمة لا تمس علي يد عالم المصريات البريطاني هيوارد كارتر. ولاتزال كنوز وذهب توت عنخ أمون يخلب الألباب في كل مكان بالعالم.
يعود تاريخ هذه السراديب المنحوتة حول وفي جسم تمثال أبو الهول إلي حوالي 500 قبل الميلاد عندما انتشرت شائعات وجود كنوز مخبأة أسفل أبو الهول؛ وقام بإعادة فتحها الضابط الإنجليزي هيوارد فيز؛ الذي كان علي وشك تفتيت تمثال أبو الهول بالديناميت لمعرفة ما إذا كان هناك كنوز أم لا؟ لولا سقوط المفجر داخل السرداب الواقع خلف رأس أبو الهول. ولايزال هناك العديد من الجماعات مثل جماعة إدجار كيسي، وجماعة أصحاب الهيكل، وجماعة الروزاكروشن يؤمنون في وجود الكنوز والأسرار المخبأة أسفل أبوالهول. والقصة التي لا يعرفها كثيرون هي أننا قمنا بحفر 32 حفرة أسفل أبو الهول لتنفيذ مشروع خفض المياه الجوفية وقمنا بإرسال كاميرات تصوير دقيقة أثبتت أنه لا يوجد شيء أسفل أبو الهول.
سافرت هيلاري كلينتون بعد زيارتها للأهرامات وقامت بإرسال خطاب شكر يقول فيه أنها لن تنسي زيارتها لأبو الهول. بعد ذلك بشهور وجدت اتصالا تليفونيا من السفارة الأمريكية بالقاهرة يخبرونني بأن سيدة أمريكا الأولي وابنتها تشيلسي ستتوقفان لعدة ساعات بالقاهرة وهما في طريقهما إلي باكستان وأنها ترغب في زيارة الأهرامات. بالفعل حضرتا إلي المنطقة وكان أول طلب من تشيلسي هو رغبتها في أن تري السرداب الذي يقع خلف تمثال أبو الهول. كان من الواضح أن الابنة قد استمتعت بما حكته لها أمها عن رحلتها الأولي إلي مصر.. وكان واضحاً أنهما من عاشقا الحضارة الفرعونية وأن سحر الفراعنة مسيطر عليهما! ويبقي سؤال هل ستأتي هيلاري كلينتون إلي الأهرامات بعد أن تصبح أول سيدة رئيس للولايات المتحدة الأمريكية؟! أعتقد أن سحر الفراعنة سيظل مسيطرا في الأرض فأثارهم لاتزال معجزة حية علي الأرض وهي ميزة لا ينافس فيها أحد مصر.