تركيا راعي المليشيات الإرهابية في شمال أفريقيا 

ميليشيات ومرتزقة في طريقهم إلى ليبيا
ميليشيات ومرتزقة في طريقهم إلى ليبيا

محمد منصور

يعتبر ملف الميليشيات والمرتزقة غربى ليبيا، من أهم الملفات التى تحرص القاهرة بشكل دائم على تسليط الضوء عليه، وذلك ضمن مقاربتها للحل السلمى للأزمة الليبية، ولقد حققت الإستراتيجية المصرية فى هذا الصدد، نجاحات متصاعدة، دفعت عدد كبير من الأطراف المنخرطة فى هذه الأزمة، إلى الاعتراف بوجود هذه المشكلة، واستفحالها، وتسببها فى آثار مدمرة على المستوى الإقليمى والدولي، ومن هذه الأطراف فرنسا، التى انتقدت بصورة واضحة، عدة مرات، قوافل المرتزقة، التى ترسلهم أنقرة يومياً إلى ليبيا، عبر الرحلات البحرية والجوية المدنية. ووصلت أعدادهم حالياً إلى ستة عشر ألف مرتزق، عاد منهم إلى سوريا نحوخمسة آلاف مرتزق.


 الولايات المتحدة وصلت متأخرة فى هذا الشأن، فبعد أشهر من عمليات إرسال المرتزقة إلى ليبيا، تحدث أخيراً البنتاجون حول هذا الموضوع، حيث أشار إلى إرسال تركيا ما بين 3500 و3800 مرتزق إلى ليبيا، فى الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مع وعود من جانبها بمنحهم مرتبات مجزية والجنسية التركية. يعد هذا أوضح تصريح أمريكى بهذا الشأن، ويتماشى هذا التصريح مع محاولات أمريكية بدأت مؤخراً مع حكومة الوفاق، من أجل حل ملفى الميليشيات والمرتزقة. 


 تغير الموقف الأمريكى الرسمى من هذا الملف، يعود بشكل رئيسى للمواقف الرسمية المصرية الثابتة والصارمة حيال التدخلات التركية فى ليبيا، وقد سبق هذا محاولات من جانب واشنطن، بدأت فى يناير الماضي، لإيجاد حلول ناجعة لهذه الملف، الذى بدأت مناقشته بشكل مستفيض، خلال سلسلة أجتماعات، بدأت فى الثالث من يناير الماضي، منها اجتماع عقدته السفارة الأمريكية فى طرابلس، مع ممثلين عن حكومة الوفاق، تلاه عدة اجتماعات تمت خلال مارس الماضي، بين مسئولى السفارة وممثلى الوفاق، منها اجتماع بين السفير الأمريكى فى ليبيا ريتشارد نولاند، وعضوالمجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، واجتماع أخر جمع بين القائم بأعمال السفير الأمريكى لدى ليبيا، جوشوا هاريس، وبين وزير الداخلية فى حكومة الوفاق، فتحى باشاغا، ومستشاره للأمن القومي، تاج الدين الرزاقي. 


 أما خلال الأسابيع الماضية، فقد تم تناول هذا الملف بصورة أكثر استفاضة، من خلال أربعة اجتماعات، الأول تم فى الثانى والعشرين من الشهر الماضي، فى مدينة زوارة غربى العاصمة، وضم كل من  السفير الأمريكى فى ليبيا ريتشار نورلاند، وقائد القيادة العسكرية الأمريكية فى إفريقيا الجنرال ستيفين تاونسند، ورئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق فايز السراج، ووزير داخليته فتحى باشاغا. الاجتماع الثانى تم فى الأول من الشهر الجاري، افتراضيا عبر الإنترنت، بين ممثلين عن الحكومة الأمريكية والجيش الوطنى الليبي، وضم الاجتماع من الجانب الأمريكي، المدير الأول فى مجلس الأمن القومى اللواء ميغيل كوريا، ونائب مساعد وزير الخارجية هنرى ووستر، وسفير الولايات المتحدة فى ليبيا ريتشارد نورلاند. ومثل الجيش الوطنى الليبى فى هذا الاجتماع، رئيس هيئة القيادة والسيطرة العميد عون الفرجاني، والأمين العام للجيش عبد الكريم هدية، ومدير مكتب القائد العام للجيش خيرى التميمي.


وكشف المرصد السرورى لحقوق الإنسان، أن تركيا بدأت بالفعل فى نقل مئات العناصر الإرهابية، التونسية الجنسية، من سوريا إلى ليبيا مؤخراً، منهم أكثر من 2500 من تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بأوامر مباشرة من الرئيس التركي، وبإشراف المخابرات التركية. 


 الذهنية التركية فى هذه المرحلة، تستهدف التحسب لقرب أحتراق ورقة المرتزقة السوريين فى ليبيا، مع قرب انطلاق معركة شرسة على الأراضى الليبية، ستقضى حتماً على السواد الأعظم منهم، وهذا يعد فصلاً جديدا من فصول التدخلات التركية المدمرة فى ليبيا، التى تستهدف مصر من خلال مواقفها الأخيرة، تحجيمها اولاً، ومن ثم إنهاء أى فرصة لتجددها مرة اخرى.